بعد يوم من تنصيب الرئيس دونالد ترمب في واشنطن، اجتمع زعماء مبتهجون من الأحزاب اليمينية المتطرفة من أوروبا الغربية، في كوبلنز بألمانيا، بهدف محاولة خلق "لحظة أوروبية" قبل إعلان لائحة الانتخابات الأوروبية الغربية هذا العام.
بعد يوم من تنصيب الرئيس دونالد ترمب في واشنطن، اجتمع زعماء مبتهجون من الأحزاب اليمينية المتطرفة من أوروبا الغربية، في كوبلنز بألمانيا، بهدف محاولة خلق "لحظة أوروبية" قبل إعلان لائحة الانتخابات الأوروبية الغربية هذا العام.
وصرحت رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية والزعيمة غير الرسمية لليمين المتطرف الأوروبي، مارين لوبان، بأنه "في عام 2016، استيقظ العالم الأنجلو ساكسوني، وبالتالي إنني أثق في أن عام 2017، سيكون عاما "ترتفع" فيه نسبة الشعبوية القارية.
حاول قادة أحزاب من النمسا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا، خلق وحدة سياسة لإعادة تشكيل القارة. وعلق زعيم حزب الحرية الهولندي، جرنت فيلدرز، بقوله "أمس أميركا الجديدة، اليوم كوبلنز وغدا أوروبا الجديدة".
وكما جرت العادة، كانت وسائل الاتصال الاجتماعية والتقليدية، حريصة على نشر رسالة الجناح اليميني في إشارة إلى "الشعبوية الدولية" التي يقودها ترمب ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين. وهذه جبهة موحدة تقلق كثيرا من الليبراليين، وتشكل تهديدا وجوديا للنظام العالمي.
وإن أوضح مثال على انشقاق اليمين المتطرف اليوم هو ما حدث في البرلمان الأوروبي، إذ إن الأحزاب اليمينية تحاول بناء تحالف قوي منذ أواخر الثمانينات، ولكن هذه الجهود فشلت إلى حد كبير، كما دخل أعضاء الأحزاب في معارك حول قضايا فكرية وشخصية بشأن التحالف.
والآن يبدو اليمين المتطرف الأوروبي في وضع أفضل مما كان عليه، من حيث مكانته الدولية.
عندما أصبح حزب الحرية النمساوي جزءا من الائتلاف الحاكم عام 2000، قاطعت دول الاتحاد الأوروبي الـ14 الأخرى النمسا، وشجبتها موسكو وواشنطن بقوة.
وفي عام 2017 وجد قادة اليمين المتطرف في أوروبا أنفسهم في موضع ترحيب متزايد في عواصم العالم، من بودابست إلى موسكو ثم واشنطن.
في الواقع، ما يزال الديمقراطيون الليبراليون أكثر اتحادا، فكريا وتنظيميا، من الشعوبيين من جناح اليمين، إذ إن أحزاب اليمين الوسط واليسار الوسط في أوروبا ما زالت تهيمن على الحياة السياسية في كل البلاد سواء فردية أو منضوية تحت مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وعلى الرغم من التوترات الأخيرة، فإنهم متفقون على أسس اقتصاد السوق الاجتماعي، والمجتمع الأوروبي المتكامل المتسامح والمتعدد الأعراق.
وإن الطريق إلى محاربة اليمين المتطرف ليس بتضخيم قوته، خلال رؤية تحالفات إيديولوجية، إذ لا وجود لها. فبدلا من ذلك، يجب على الديمقراطيين الليبراليين العمل معا لاستغلال انقسامات خصومهم الأيديولوجية والشخصية.
*نقلاً عن "الوطن أون لاين "
وهذا النهج ليس فقط لليمين المتطرف، فإنه سيجبر الليبراليين على التوقف عن التصرف بشكل دفاعي، وأخيرا، طرح الرؤى الديمقراطية الليبرالية القائمة على القضايا والقيم الخاصة بهم، بدلا من التركيز على مخاوف مبالغ فيها من اليمين المتطرف على مسيرتهم.
* نقلاً عن " الوطن أون لاين "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة