بالصور.. قبة الشافعي.. أقدم أضرحة مصر في مواجهة السرقات
سرقة الباب الأثري لمقصورة السلطان الكامل الأيوبي الموجودة داخل قبة وضريح الإمام الشافعي بالقرافة الصغرى في القاهرة.
ضريح الإمام الشافعي، يقع في شارع الإمام الشافعي بميدان المسمى باسمه في القرافة الصغرى بالقاهرة القديمة، وقد تم بناء قبة السلطان الكامل الأيوبي به عام (608 هجرية- 1211 ميلادية)، إكراما وتعظيما للإمام الشافعي، وتعتبر هذه القبة من أكبر الأضرحة في مصر على الإطلاق ومسجلة في عداد الآثار الإسلامية رقم 251.
قام صلاح الدين الأيوبي ببناء تربة الشافعي عام 572هـ/ 1176م، وهي أول مبنى يقوم على قبر الشافعي، وفي عام 574هـ/ 1178م، تم الانتهاء من عمل التابوت الخشبي الذي يعلو التربة، وهو مزخرف بحشوات هندسية منقوشة نقشاً غاية في الإتقان، وكتبت عليه آيات قرآنية، وترجمة حياة الشافعي واسم صانعه "عبيد النجار" بالخطين الكوفي والنسخ الأيوبي.
ويبلغ طول الضريح 15 مترا، وجدرانه 2.75 متر وترتفع إلى ما يقرب من 20 مترا فوق سطح الأرض، وبني النصف الأسفل من الجدران من الحجارة والباقي من الطوب، ويحتوي الجدار الجنوبي للضريح على 3 محاريب، وقد استحدث السلطان قايتباي محراباً رابعاً في الركن الشرقي من الجدار نفسه لتصويب اتجاه القبلة.
القبة التي تغطي الضريح هي قبة عظيمة، وهي من أجمل قباب مصر، وترتفع عن أرضية الضريح مسافة 27 مترا ويوجد في زوايا مربع السقف 3 صفوف من المقرنصات تشكل المنطقة الانتقالية من المربع إلى دائرة القبة، بنيت من الخشب لتخفيف كتلة البناء الهائلة التي يحملها مربع القبة، تتكون القبة من ألواح من الخشب مثبتة على 4 أربطة على ارتفاعات مختلفة وتنقسم إلى 5 مناطق.
وتتكون القبة من طبقتين: طبقة داخلية خشبية، وأخرى خارجية من الرصاص، ويوجد وسط الضريح التابوت الذي وضع على قبر الإمام الشافعي، وتابوت والدة الملك الكامل، أما الواجهات الخارجية للضريح فتتكون من 3 طوابق، الطابق الأعلى وقد غطيت الألواح الخشبية بصفائح من الرصاص، أما الطابق الأوسط يزخرف واجهاته صف من الحنيات على شكل محاريب محارية مشعة، أما الطابق الأسفل فقد فتحت في كل واجهة من واجهاته الأربع نافذة.
ويعلو القبة قارب صغير من النحاس مثبت مكان هلال القبة وهو من أصل البناء واختلفت الآراء في سبب وجوده، رأى البعض أنه أُعد لوضع الماء والحبوب للحمام، ورأى البعض الآخر أنه قد يكون رمزاً لعلم الإمام الشافعي، باعتباره بحراً للعلوم، وبالقبة 16 نافذة للتهوية.
من أبرز من دفن في ضريح الإمام الشافعي من أسرة صلاح الدين الأيوبي هي زوجته الملكة "شمسة"، وابنه "العزيز عثمان"، كما دفن فيه أيضاً الملك "الكامل بن العادل"، وفي الضريح أيضا مقابر أولاد "ابن عبدالحكم"، والعديد من كبار مشايخ وأئمة المذهب الشافعي.
كانت القبة الضريحية للإمام الشافعي طوال العصور موضع التقدير والتعظيم من سلاطين مصر وملوكها وأمرائها؛ فالسلطان المملوكي قايتباي قام بإصلاح وتجديد القبة عام 885هـ/1480م، وقد قام السلطان قانصوه الغوري بإجراء أعمال إصلاح وتجديد بالقبة.
أما عن القبة الخشبية الحالية، وكذلك المقرنصات، والزخرفة الرخامية، فهي من التجديدات التي قام بها السلطان المملوكي قايتباي عام 885هـ/ 1480م، كما جدد الضريح أيضاً السلطان المملوكي قانصوه الغوري "1501- 1516م"، وفي عام 1186هـ/ 1772م، وقام الوالي العثماني علي بك الكبير كما ذكر المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي بتجديد قبة الضريح الخشبية، وإضافة النقوش الزخرفية الملونة التي تكسو الجدران الداخلية والمقرنصات والقبة.
سرقات
تعرضت مقصورة السلطان الكامل الأيوبي الموجودة داخل قبة الإمام الشافعي بالقرافة الصغرى في العاصمة المصرية للسرقة، بعدما تمت سرقة الباب الخشبي للمقصورة والذي يبلغ طوله 70 سم بالإضافة إلى مجموعة من الزخارف الخشبية المعمارية صغيرة الحجم.
وفور العلم بالواقعة، توجه السعيد حلمي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية، إلى المنطقة لمعاينة الضريح، وتفقد القبة لبيان حجم المسروقات وحالة الأثر، وقام بتحرير محضر بالواقعة وكتابة مذكرة وإعداد تقرير مفصل رفعه إلى وزير الآثار الدكتور خالد العناني الذي قام بدوره بإحالة الموضوع برمته إلى النيابة العامة للوقوف على جميع ملابسات السرقة، كما قام بمخاطبة شرطة السياحة والآثار والتي توجهت على الفور لموقع الحادث.
aXA6IDMuMTQ1LjE2MS4xOTQg جزيرة ام اند امز