«المرحلة الثالثة» للحرب تؤجج الخلافات داخل حكومة إسرائيل
خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية منذ بدء الحرب على غزة زادت وتيرتها مع اعتزام الجيش الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب عبر استبدال القصف المكثف إلى "القصف المستهدف" بضغوط من الإدارة الأمريكية.
ويتخلل الانتقال المتوقع حتى نهاية الشهر الجاري سحب قوات الجيش الإسرائيلي من داخل قطاع غزة مع تمركزها عند الحدود.
ويشمل الانتقال أيضا تسريح عشرات آلاف جنود الاحتياط من أصل 360 ألفا في محاولة لإنقاذ الاقتصاد الإسرائيلي من الانهيار.
وبات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مضطرا لتنفيذ تعهداته للإدارة الأمريكية بعد الدعم غير المسبوق الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية عسكريا واقتصاديا وسياسيا لإسرائيل.
ولكن وزراء اليمين الإسرائيلي المتشدد وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش يجاهران برفض المطالب الأمريكية، مستغلين حاجة نتنياهو لحزبيهما من أجل بقاء حكومته.
وكان القرار ببدء الانتقال إلى المرحلة الثالثة اتخذ في إطار المجلس الوزاري الحربي الذي لا يضم بن غفير ولا سموتريتش.
وقال بن غفير في تدوينة على منصة "اكس"، الثلاثاء: "يتخذ مجلس وزاري الحرب "الكابينت المصغر" قرارات خاطئة مرارًا وتكرارًا مما يؤدي إلى الضرر. إن قرار سحب الجيش الإسرائيلي من مراكز حماس في قطاع غزة هو خطأ فادح وخطير سيكلف أرواحا بشرية".
وأضاف أن "وابل الصواريخ الذي أطلق هذا الصباح على نتيفوت، من منطقة غادرتها قوات الجيش الإسرائيلي بالأمس فقط، يثبت مرة أخرى أن احتلال قطاع غزة ضروري لتحقيق الأهداف القتالية".
وتابع بن غفير: "استمرار إدارة الحرب وتجاوز الحكومة السياسية الأمنية من خلال الحكومة الصغيرة هو أمر غير مقبول لحزبنا".
وكان بن غفير يرد على وزير الدفاع يوآف غالانت الذي أعلن، مساء الإثنين، بدء الانتقال الى المرحلة الثالثة.
وقال غالانت: "قبل ثلاثة أشهر، عرضت مع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي ومدير جهاز الأمن العام "الشاباك" وجنرالات الجيش الإسرائيلي على الحكومة خطة الحرب في قطاع غزة وعلاقاتها بالساحات الأخرى. وأوضحنا أن مرحلة المناورات المكثفة ستستمر قرابة ثلاثة أشهر".
وأضاف: "في المنطقة الشمالية من قطاع غزة، ستنتهي هذه المرحلة. وفي جنوب غزة سنصل إلى هذا الإنجاز وسينتهي قريباً، وفي كلا المكانين ستأتي اللحظة التي ننتقل فيها إلى المرحلة التالية حيث نكيف عملياتنا الميدانية بما يتناسب مع الواقع على الأرض".
وتابع غالانت: "في المنطقة الشمالية من قطاع غزة، تم تفكيك كافة أطر الكتائب، ونحن نعمل الآن على القضاء على جيوب المقاومة، سنحقق ذلك من خلال الغارات والغارات الجوية والعمليات الخاصة والأنشطة الإضافية".
انسحاب الفرقة 36
إعلان غالانت جاء بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي انسحاب الفرقة 36 من قطاع غزة لتبقى 3 فرق في غزة بعد أن بدأت الحرب بـ 9 فرق.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الاخبارية": "غادر مقاتلو الفرقة 36 قطاع غزة. وعملت الفرقة في مناطق الزيتون والشاطئ والشجاعية والرمال والمعسكرات الوسطى".
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في مقال تابعته"العين الاخبارية"؛ "ما تبقى من المرحلة الثانية من الحرب هو المناورة في خان يونس ومنطقة رفح".
وأضافت: "في الوقت الحالي، لم تتم تصفية أي من كبار أعضاء اللجنة الرباعية في حماس الأخوين يحيى ومحمد السنوار، محمد ضيف ومروان عيسى".
وتابعت: "وليس من الواضح ما إذا كان الانتقال إلى المرحلة الثالثة في جنوب قطاع غزة سيحدث على خلفية وضع مماثل".
تواصل الخلافات
وتبرز تصريحات بن غفير ردا على غالانت تزايد الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، فهي ليست الأولى.
فقد قالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي، الثلاثاء: "غضب الوزير بيني غانتس خلال جلسة الحكومة حول الميزانية وتعيين مفوض لمصلحة السجون، التي عقدت أمس، وقال: مرة تلو الأخرى ينتهك الليكود الاتفاقيات معي".
وأضافت: "كما أشار غانتس إلى أن تعيين مفوض مصلحة السجون خلافا للاتفاق الموقع معه والذي ينص على أن التعيينات في المناصب العليا ستتم بالاتفاق".
وتشير تقديرات في إسرائيل إلى أنه لن يمر وقت طويل قبل أن يغادر غانتس وحزبه "الوحدة الوطنية" الحكومة بعد أن انضم إليها في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان غانتس ربط مغادرته للحكومة بانتهاء الحرب وسط تساؤلات برزت في الأيام الأخيرة عن ما إذا كان الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب سيعني بالنسبة لغانتس انتهاء الحرب.
غير أن مغادرة غانتس للحكومة لا يعني سقوطها إذ أنها أصلا مشكلة من 64 نائبا قبل انضمام غانتس إليها وهو ما يمثل ضمانة لها بالبقاء.
ولكن الإشكالية التي سيواجهها نتنياهو هو في حال خروج 4-5 من حزبه على قراره فعندها سيجد نفسه بدون حكومة.
وفي الآونة الأخيرة كانت هناك أصوات احتجاجية داخل "الليكود" ضد سياسات نتنياهو التي قادت إلى تراجع كبير في مكانة الحزب بالشارع الإسرائيلي فضلا عن تراجع مكانة نتنياهو نفسه.
aXA6IDMuMTYuNzAuOTkg جزيرة ام اند امز