إليك العناوين هذا الصباح.
مصر تستعد للانتقال إلى العاصمة الإدارية وسط إطار هندسي مثير. الأمير محمد بن سلمان في “نيوم” يتفقد المراحل المنتهية. مجلس الأمة الكويتي يقدم استجواباً جديداً. لبنان يبحث عن حقوق رئيس الجمهورية، أما حقوق الشعب ففي الإمكان أن تنتظر إلى ما بعد الجمهورية.
ما هو مشروع “نيوم” وما هي مراحله؟ حاولت منذ فترة أن أبحث من أجل أن أشرح. إنه موضوع سوف يكتب فيه الصحافيون إلى سنوات عدة، والعلماء، والمهندسون. وخبراء البيئة. وعلماء الاجتماع. ولما تعقدت عليَّ النصوص حاولت الاستعانة بالفيديو. وازداد الأمر غموضاً. تبين لي أنك لكي تفهم ولكي تشرح، أنت في حاجة إلى لغة جديدة. والمهندسون في حاجة إلى علوم إضافية. والعامة مثلي في حاجة إلى تدريب مخيلتهم على عالم جديد.
عناوين الصحف لم تتغير: ثرثرة أو عمل. بلدان مأزومة بالفشل والخواء، وبلدان تضع شعوبها دوماً على عتبة الغد. لكي تعرف أحوال البلدان وهمومها وطبيعة حكامها، عليك بعناوين الصحف. عناوين صحف الإمارات عن تجاوز الوضع العالمي الصعب. عناوين صحف لبنان عن المجاعة، ما حل وما هو آتٍ، عن السياسة: ما هو تافه وما هو أكثر تفاهة بكثير. مصر تخرج من مرحلة صف الكلام إلى صف البنيان. اقتصاد ينمو ومعارضة لم يعد لديها ما تنادي عليه في أسواق إسطنبول.
ذهبت إلى زيارة الوزير محمد القرقاوي، حيث اعتدت زيارته في مكاتب فريق الشيخ محمد بن راشد. وهذه المرة لاحظت خلفه مجلدات “قصة الحضارة” لويل ديورانت، أحد أمتع ما صدر في عالم النشر والثقافة والفكر. وأخبرني “أبو سعيد” أن دبي دخلت اليوم الأول من المئوية نحو افتتاح “إكسبو 2020” المعرض الأول من نوعه في التاريخ. تمنيت عليه أن يوجه دعوة خاصة باسم “البدو” إلى حكومات لبنان، المستقيلة والمقالة والمكلفة والعاصية والمستعصية، وتلك التي “عمرها ما تتألف، كرمال عيون صهر الجنرال”. وهو قول جميل مأثور قاله الجنرال ميشال عون، يوم قيل له إن لبنان من دون حكومة منذ ثمانية أشهر، بسبب البحث عن حقيبة لجبران باسيل. كان ذلك في الأزمة الحكومية الماضية. أما الحالية فقد مضى عليها نحو عام، ولا يزال “عمرها ما تتشكل حكومة كرمال عيون صهر الجنرال”.
الأرجح أن الصهر الحالي هو رئيس الجمهورية المقبل، وذلك استناداً إلى تجربته وتجربة لبنان والعرب والعالم معه. هذه أسوأ عزلة عرفها لبنان في تاريخه في كل عصوره. وهذه أبشع صورة سياسية واجتماعية واقتصادية وصحية له منذ ظهوره على الخرائط وظهور اسمه على لوح البشرية.
وبلاد “البدو” منهمكة في “نيوم” و”إكسبو 2020”. و”رؤية 2030” ترسم أكبر موازنة تطوير عرفها الناس. وما زال صاحب لبنان، جبران باسيل، يعلم أمريكا وبريطانيا، كيف تدار الأمم من دون موازنات. أو حكومات. أو رفقاً بالبشر.
إلى اللقاء...
نقلا عن الشرق الأوسط
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة