هروب جماعي للسياح من سريلانكا.. وإلغاءات بالجملة لحجوزات الفنادق
التفجيرات التي أدت إلى مقتل 39 أجنبيا تعود جنسياتهم لأكثر من 5 دول بثت الرعب في نفوس السياح باعتبارهم هدفا رئيسيا للهجمات.
تدافع آلاف السياح إلى مغادرة سريلانكا في أعقاب سلسلة التفجيرات الإرهابية التي أودت، الأحد، بحياة أكثر من 290 شخصا، في فنادق وكنائس، فيما انهالت الطلبات على وكلاء وشركات السياحة بإلغاء حجوزات الفنادق والرحلات القادمة للبلاد.
- صدمة في سريلانكا.. خسائر فادحة لأفضل وجهة للسفر خلال 2019
- سريلانكا "جزيرة الدم".. خريطة تمزقها صراعات دينية وعرقية
وبحسب وكالة بلومبرج الأمريكية، دبّ الرعب في نفوس السياح بسريلانكا بعد أن تبين استهدافهم بشكل خاص في تلك التفجيرات، التي صرعت 39 أجنبيا من عدة جنسيات على رأسها الهند والبرتغال وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
ولم تكشف السلطات السريلانكية معلومات عن منفذي التفجيرات التي تمثل أسوأ أعمال عنف تضرب البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية قبل عقد من الزمن.
وقال كيشو جوميز، رئيس هيئة تنمية السياحة في سريلانكا، إن عدد المغادرين يصل إلى الآلاف لكنه لا يمكن تقديم حصر دقيق بهم، مؤكدا أن كبار منظمي الرحلات السياحية في الهند (أكبر سوق مصدر للسياح إلى سريلانكا) ألغوا العديد من الرحلات لعملائهم.
وتعتمد سريلانكا على السياحة بحسبانها مصدرا مهما للإيرادات مستقبلا، ويساهم القطاع حاليا بـ 5٪ في اقتصاد البلاد.
وبحسب بلومبرج، أُغلقت العديد من المواقع السياحية الكبرى، مثل معبد سيري دالادا ماليجاوا البوذي في كاندي، كما قامت العديد من الفنادق الكبرى في العاصمة كولومبو بإنشاء حواجز وتشديد إجراءات فحص المركبات التي تدخلها.
وفي ذات السياق، حذرت الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة بالإضافة إلى عدة دول أخرى، مواطنيها من السفر إلى سريلانكا.
في حين قالت بريطانيا إن هناك احتمالا بوقوع المزيد من الهجمات.
"حتى خلال 26 عامًا من الحرب، لم نشهد مصيبة كهذه"، وفقا لهيران كوراي، رئيس شركة "جتوينج سيمفوني" الذراع الاستثمارية لمجموعة الفنادق السريلانكية "جتوينج".
ويعد الهجوم نكسة لصناعة السياحة التي كانت نقطة مضيئة اقتصادية في البلاد التي تكافح من أجل استعادة مكانتها في أعقاب حرب أهلية دامت 3 عقود وانتهت في عام 2009 بعد أن نالت أرواح أكثر من 100 ألف شخص.
وكان عدد السياح إلى سريلانكا قد تضاعف بأكثر من 5 مرات منذ انتهاء الحرب.
وكانت شركة "لونلي بلانيت" أكبر مرجع ودليل للسفر حول العالم، قد اختارت سريلانكا (وهي جزيرة في المحيط الهندي) كأفضل وجهة للسفر في 2019، في ظل ما تتميز به معابد تاريخية وحياة برية غنية، فضلا عن رياضات سياحية في المحيط كركوب الأمواج.
- سريلانكا تفرض حظر التجوال بأثر فوري بعد تفجير ثامن في العاصمة
- بالصور.. صدمة وحزن لدى قساوسة سريلانكا بعد تفجيرات "عيد القيامة"
لكن بروناب ساركار، رئيس الرابطة الهندية لشركات الرحلات السياحية، قال إن فرار السياح "رد فعل تلقائي"، متوقعا أن يستمر لنحو 15 يوما قبل أن تعود الأمور إلى الهدوء.
وتابع: "لا يمكن للحكومة أن تترك قطاع السياحة النشط في البلاد يغرق مرة أخرى".
وفي محاولة للحد من الأضرار، اجتمع جون أمارتونجا وزير السياحة السريلانكي اليوم مع قادة صناعة السياحة واتحادات الفنادق في البلاد ومشغلي الرحلات السياحية لمناقشة التدابير الأمنية المعززة، وفقًا لصحيفة "ديلي إف تي" المحلية.
وقال محافظ البنك المركزي إندرايت كوماراسوامي إن صناعة السياحة "ستتضرر" لكن ما زال من السابق لأوانه تحديد التأثير على الناتج المحلي الإجمالي.