الشكوك تخيم على انتخابات إسرائيل عشية ثالث اقتراع في أقل من عام
الانتخابات الرابعة وصفقة القرن وكورونا تهيمن على الانتخابات الإسرائيلية التي تنطلق غدا الإثنين
للمرة الثالثة خلال أقل من عام يتوجه الإسرائيليون، غدا الإثنين، إلى صناديق الاقتراع وسط مخاوف من انتخابات رابعة بعد أشهر قليلة، وقلق بسبب تفشي فيروس كورونا.
وصباح الإثنين، يبدأ قرابة 6 ملايين و453 ألف إسرائيلي الإدلاء بأصواتهم في 10 آلاف و840 صندوق اقتراع لانتخاب 120 نائبا في الكنيست (البرلمان).
وجرت انتخابات في أبريل/نيسان الماضي، لكنها انتهت دون تشكيل حكومة، فعاد الإسرائيليون مجددا إلى صناديق الاقتراع في سبتمبر/أيلول ليتكرر المشهد من جديد.
وقبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع خيمت المخاوف من انتخابات رابعة على المشهد في إسرائيل بعد مؤشرات على عدم تمكن أي من الأحزاب الكبيرة على تشكيل حكومة.
واليوم الأحد، قال بيني جانتس، زعيم حزب "أزرق أبيض" الوسطي، إنه "على قناعة" من أن منافسه رئيس الوزراء وزعيم حزب "الليكود" اليميني بنيامين نتنياهو "لن يتمكن من تشكيل حكومة بعد الانتخابات".
وأعلن في حديث صحفي أنه "سيواصل قيادة حزب أزرق أبيض حتى إذا ما كانت هناك جولة رابعة من الانتخابات".
وتعهد جانتس بتشكيل حكومة بدون القائمة المشتركة، وهي ائتلاف الأحزاب العربية، غير أن هذه الإمكانية بدت غير واقعية في ظل النتائج التي تظهرها استطلاعات الرأي العام.
ومن أجل الإفلات من شبح اقتراع جديد، اقترح زعيم تحالف "العمل-جيشر-ميرتس" الوسطي عمير بيرتس، تشكيل حكومة أقلية برئاسة جانتس تحظى بدعم خارجي من القائمة المشتركة وحزب "إسرائيل بيتنا" اليميني برئاسة وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان.
وقال بيرتس للإذاعة الإسرائيلية، الأحد: "هناك تعهد من جانب جميع الأحزاب بتفادي جولة رابعة من الانتخابات، وعليه يجب بذل كل جهد مستطاع من أجل تشكيل حكومة أقلية".
من جهته، فقد لوح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بانتخابات رابعة في حال لم يتمكن معسكر اليمين الذي يقوده من الفوز بالانتخابات.
وذكر نتنياهو في مقابلات صحفية أنه سيسعى لوصول معسكر اليمين إلى 61 صوتا في الانتخابات من أجل تشكيل حكومة.
وتشير استطلاعات الرأي العام في إسرائيل إلى فوز معسكر اليمين بـ58 مقعدا في الكنيست القادم.
واستبعد نتنياهو تشكيل حكومة وحدة وطنية مع "أزرق أبيض" برئاسة جانتس بعد الانتخابات.
وتبادل نتنياهو وليبرمان الاتهامات، ما قد يقطع الطريق على إمكانية انضمامه إلى الحكومة التي قد يسعى رئيس الوزراء الحالي إلى تشكيلها بعد الانتخابات.
ولكن الخبير في الشأن الإسرائيلي محمد السيد قال لـ"العين الإخبارية": "أعتقد أن الإسرائيليين لن يسمحوا بانتخابات رابعة، فهي تكلف الكثير إن كان ما يتعلق بتكاليف العملية الانتخابية نفسها أو تأثير ذلك على الاقتصاد والاستثمار".
وأضاف: "الجمهور يعتقد أن العائق أمام تشكيل الحكومة وبالتالي تكرار الانتخابات هو شخصي أكثر منه سياسي".
ورأى السيد أن نتنياهو "سيحاول بكل طريقة ممكنة رفع أصوات كتلة اليمين ليكون بإمكانية تشكيل حكومة حتى لو كانت ضعيفة".
صفقة القرن
ويعلن نتنياهو صراحة أنه يريد الفوز بالانتخابات من أجل تطبيق "صفقة القرن" الأمريكية.
وتعهد جانتس بتطبيق صفقة القرن بعد فوزه بالانتخابات، ولكنه قال إنه سيسعى من أجل اتفاق دولي حول بعض البنود.
غير أن التأثير الأكبر لهذه الخطة كان على المواطنين العرب في إسرائيل الذين يقولون إنهم سيشاركون بكثافة بالانتخابات من أجل إحباط هذه الخطة.
وتعلن القائمة العربية أن تصويت العرب بأعداد كبيرة في الانتخابات سيكون بمثابة "صفعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي ولصفقة القرن".
وتأمل القائمة العربية في رفع نسبة التصويت في أوساط المواطنين العرب إلى 63-65% ما يمكن القائمة من رفع عدد مقاعدها من 13 مقعدا إلى 15-16 مقعدا.
ومن شأن رفع نسبة التصويت في أوساط المواطنين العرب التأثير على فرص الأحزاب اليمينية والوسطية الصغيرة بالحصول على مقاعد بالكنيست.
وسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للتقليل من وطأة صفقة القرن على المواطنين العرب فقال للإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية، اليوم الأحد، إن ما ورد فيها بشأن نقل منطقة المثلث بالجليل إلى السلطة الفلسطينية هو "أمر باطل لا أساس له".
واعتبر المواطنون العرب نقل منطقة المثلث التي تضم العديد من المدن والبلدات العربية إلى المسؤولية الفلسطينية بمثابة "ترانسفير سكاني".
كورونا
وعشية الانتخابات الإسرائيلية، ازداد في إسرائيل الكشف عن حالات إصابة بفيروس كورونا وصلت إلى 7 مصابين.
ولم يتضح على الفور تأثير ذلك على نسبة المشاركين بالانتخابات، وسط تقديرات بانتشار شائعات عن هذا الفيروس بعد فتح صناديق الاقتراع.
وقالت البروفيسور ريفكا كارمي، الرئيسة السابقة لجامعة بن غوريون، في ندوة ثقافية في مدينة بئر السبع، السبت: "أعتقد أن الحديث عن كورونا سيختفي بعد الانتخابات، إن هناك من يحاول إبقاء هذا الموضوع على جدول الأعمال".
aXA6IDMuMTM1LjIwOC4xODkg جزيرة ام اند امز