المهربون كلمة السر.. الإرهاب ينظم صفوفه بالجنوب الليبي
تنظيم الإخوان الإرهابي لا يزال يسعى للتمدد والسيطرة على الجنوب الغربي للبلاد، لأجل فرض هيمنته على الشريط الحدودي الليبي
كشفت مصادر عسكرية رفيعة من الجنوب الليبي لـ"العين الإخبارية" النقاب عن أن الجماعات الإرهابية بدأت تنظم صفوفها، مستعينة بالمهربين.
وأشارت المصادر إلى أنها رصدت عمليات تهريب لسيارات الدفع الرباعي التي تستخدم في أعمال إرهابية من دول الجوار، حيث يتم تجهيزها بوضع أسلحة متوسطة عليها.
وقالت إن منطقة الجنوب الليبي شهدت في الفترة الأخيرة عمليات شراء سيارات الدفع الرباعي من قبل مهربين، خصوصا على الشريط الحدودي الجنوبي الذي يضم النيجر وتشاد ثم مالي.
وأضافت المصادر أن عمليات الشراء لم تقتصر على المنطقة الجنوبية فقط، بل انتدب المهربون بعض الأشخاص لشراء السيارات من مدينة مصراتة الواقعة على الساحل.
وأكدت المصادر الليبية أن أغلب السيارات المهربة تستخدم في الأنشطة الإرهابية لتنظيمي القاعدة وداعش جنوبي ليبيا وشمالي مالي.
وأوضحت أن المرتزقة التشاديين الموالين لحكومة فايز السراج غير الشرعية استفادوا من شراء هذه السيارات لترتيب صفوفهم بمناطق: حوض مرزق وأم الأرانب والقطرون في الجنوب الليبي، حيث ينشط تنظيم داعش.
وتستخدم هذه السيارات الصحراوية للعمليات القتالية، حيث يتم تجهيزها بمدافع (م.ط 14.5) ورشاش (دوشكة) متعدد الأغراض، وتنقل لمجموعات إرهابية على شريط البلاد الجنوبي للمشاركة في العمليات الإرهابية التي ينفذها عناصر تنظيمي القاعدة وداعش في الجنوب الليبي وشمالي مالي.
ويؤكد المحلل السياسي الليبي سعيد الحضيري أن المرتزقة الموالين لتركيا يسعون لترجيح كفة إرهابييها في مناطق معينة لها علاقة بالعمق الليبي بالقارة الأفريقية.
وأضاف الحضيري، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن تركيا تسعى لتحويل ليبيا لنقطة عبور لدعم البؤر المتطرفة، خصوصا في شمال مالي، والتي يضرب فيها الإرهاب بشكل علني مستفيدا وبقوة أكبر منذ تدخل تركيا في ليبيا عَسْكَرِيا.
وأكد المحلل السياسي الليبي أن المنطقة الجنوبية تشهد العديد من الأنشطة المريبة، منها: شراء الأسلحة والعتاد من قبل مجموعات عرفت عن نفسها بأنها من مكون التبو -أحد المكونات الاجتماعية الرئيسية الليبية ولها امتداد في تشاد والنيجر- بينما هم من الجنسية التشادية ومعروفون بـ"تبو رشادة".
واختتم الحضيري حديثه بأن النظام التركي تسبب في فوضى عالمية عارمة، حيث دمر سوريا والعراق، ويسعى لتقسيم ليبيا، وأشعل الصراع في ناغورني قره باغ، ويسعى الآن لغزو أفريقيا بالتنظيمات الإرهابية في تحد سافر لدول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها فرنسا صاحبة النفوذ الأوروبي الأكبر في أفريقيا.
وفي وقت سابق، حذر عضو مجلس النواب الليبي النائب عن مدينة الشاطئ بالجنوب، النائب علي السعيدي القايدي، من مساعٍ تركية لتحويل الجنوب إلى عاصمة جديدة لتنظيم داعش، بعد أن خسر التنظيم عاصمته الحقيقية في مدينة الموصل بالعراق.
وأضاف القايدي لـ"العين الإخبارية" أن تنظيم الإخوان الإرهابي لا يزال يسعى للتمدد والسيطرة على الجنوب الغربي للبلاد، لأجل فرض هيمنته على الشريط الحدودي والتوغل في عمق القارة الأفريقية التي يعتبرها تربة خصبة له، خصوصا مع وجود تنظيمي بوكو حرام وأنصار الحق الإرهابيتين.
واختتم النائب الليبي حديثه قائلا: "إن عناصر تنظيم داعش سيحاولون ترجيح كفة الوفاق في الجنوب الليبي، لينقلبوا عليها هي الأخرى، كما حدث في مدينة سرت عام 2016".
وتشهد مناطق الجنوب الغربي خروقات أمنية نتيجة تسلل بعض العناصر الإرهابية التي تم جلبهم من تركيا لأغلب القرى الواقعة في الصحراء الجنوبية، حيث وجدت حاضنة لهم بفضل سيطرة المرتزقة التشاديين الموالين لمليشيا حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.