رمي الجمرات.. شروطه وكيفيته والحكمة منه
يعد رمي الجمرات واجبا من واجبات الحج، ويتم في يوم النحر أول أيام عيد الأضحى (10 ذو الحجة)، وأيام التشريق ( 11 و12 و13 ذو الحجة).
والجمار الثلاث تقع في مشعر منى وهي: الجمرة الأولى "الصغرى" والوسطى، وهما قرب مسجد الخيف مما يلي مكة، والجمرة الكبرى، "جمرة العقبة"، وهي في آخر منى قريبة من مكة.
وذكر جمع من أهل العلم أن الحكمة من رمي الجمرات هي إهانة الشيطان وإذلاله وإرغامه وإظهار مخالفته، حيث جاء في السيرة أن النبي إبراهيم عليه السلام جاءه الشيطان ليصده عن ذبح سيدنا إسماعيل عليه السلام، فرماه بسبع حصوات في هذه الأماكن التي يقوم الحجاج فيها برمي الجمرات.
ولكن ما هو الفرق بين رمي الجمرات يوم النحر وأيام التشريق؟
في أيام التشريق يتم رمي الجمرات الثلاث، ابتداء بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة بسبع حصيات لكل جمرة، يكبر مع كل حصاة، أي مجموع ما يرمي الحاج واحد وعشرون حصاة في اليوم.
وأيام التشريق ثلاثة في العدد يقضيها حجاج بيت الله الحرام على صعيد منى، أو يقضون يومين لمن أراد التعجل، مصداقاً لقوله تعالى "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ".
وإضافة للعدد، هناك فرق آخر في توقيت الرمي، فوقت رمي جمرة العقبة يبدأ من طلوع الشمس إلى الزوال من يوم النحر فمن رماها في هذا الوقت فقد أصاب سنتها ووقتها المختار، أما الضعفاء والمرضى وكبار السن ونحوهم فينصرفون من مزدلفة إلى منى بعد مغيب قمر ليلة النحر، فمتى وصلوا إلى جمرة العقبة جاز لهم رميها، أي أن رمي جمرة العقبة يجوز أن يبدأ بعد منتصف الليل من ليلة النحر.
أما وقت رمي الجمرات أيام التشريق فيبدأ من زوال شمس يوم الحادي عشر وهو وقت دخول صلاة الظهر وينتهي بغروب الشمس لمن ليس له عذر، والأفضل فعل العبادة في أول وقتها لمن قدر على ذلك ولفعله صلى الله عليه وسلم وقوله "خذوا عني مناسككم"، ويجوز الرمي ليلاً لمن كان له عذر مثل كبار السن والضعفاء والنساء.
شروط رمي الجمرات
يشترط في رمي الجمرات أن يكون المرمي به حصى، وأن تقع في الحوض الدائري، وترمى مفرقة، أي يرمي الحاج واحدة بعد واحدة، ولا يصح أن يرمي السبع جميعاً بكف واحد، وإذا رمى السبع بكف واحد تعتبر له رمية واحدة، أما ترتيب رمي الجمرات في أيام التشريق فيبدأ من رمي الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة ولا يصح العكس.
أمور مستحبة
ويُعد الحادي عشر من ذي الحجة، اليوم الذي يلي يوم النحر، ثاني أعظم الأيام عند الله، وسُمي بـ"القَرّ" لأن الناس يقرّونَ ويستقرون في مشعر منى بعد أن فرغوا من طواف الإفاضة والنحر واستراحوا، ومن الأعمال المُستحبة فيه "الاستغفار والدعاء"، و"التكبير المطلق والمقيّد بأدبار الصلوات المكتوبة"، والإكثار من قول "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"، وهو من أجمع الأدعية لخيري الدنيا والآخرة، وهو ما كان عليه الصلاة والسلام يكثر منه.والجمرات الثلاث هي عبارة عن أعمدة حجرية وسط أحواض ثلاث، تشكل علامات للأماكن التي ظهر بها الشيطان، ورماه سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث تبعد المسافة بين جمرة العقبة والجمرة الوسطى نحو 247 مترا وبين الجمرة الوسطى والجمرة الصغرى نحو 200 متر.
في يوم العاشر من ذي الحجة يتم رمي جمرة العقبة "الجمرة الكبرى" فقط بسبع جمرات متعاقبات.
أيضا فإن جمرة العقبة يرميها الحاج بملابس الإحرام في يوم النحر (يوم عيد الأضحى)، وذلك قبل التحلل، أما رمي الجمرات أيام التشريق فيرميها الحاج بملابسه المخيطة بعد التحلل من الإحرام.
والحصيات التي يتم رميها ذات مواصفات معينة في حجمها بحيث تكون أكبر من حجم حبة الحمص وأصغر من حبة البندق.
ومن السنّة أن يكبر الحاج مع كل حصاة بقوله "الله أكبر"، ويسن في رمي الجمرات أيام التشريق أن يقف للدعاء مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة الأولى التي تسمى الصغرى ويجعلها على يساره بعيداً عن الزحام ويرفع يديه يدعو وكذلك بعد رمي الجمرة الوسطى يجعلها عن يمينه بعيداً عن الزحام ويطيل في دعائه، وليس هناك دعاء بعد رمي جمرة العقبة.