خبراء أكدوا لـ"العين الاخبارية" أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي للقاهرة "توقيت دقيق وملفات متنوعة يتصدّرها مكافحة الإرهاب".
توقيت دقيق وملفات متنوعة يتصدّرها مكافحة الإرهاب وتنمية العلاقات الثنائية محور زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للقاهرة.
ووفق خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" تأتي الزيارة في توقيت مهم؛ حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط تغيرا في ملامح بعض الملفات، مثل القضية الفلسطينية، بعد إعلان واشنطن القدس "عاصمة إسرائيل".
ملف الإرهاب بعد هزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا، وتنمية العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة يأتيان ضمن جدول أعمال تيلرسون في القاهرة.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي إلى القاهرة الأحد، في زيارة هي الأولى له منذ توليه مهامه بداية العام الماضي، والثانية لمسؤول أمريكي خلال العام الجاري بعد زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتأتي زيارة الوزير الأمريكي للقاهرة ضمن جولته الشرق الأوسطية، التي تشمل 5 دول: مصر والأردن ولبنان والكويت وتركيا.
استراتيجية العلاقات
وتقول نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن الزيارة تأتي من منطلق استراتيجية العلاقات بين البلدين وأهميتها، مضيفة أن مصر تلعب دورا مهما فيما يخص حفظ الأمن الإقليمي.
وتابعت بكر أنه رغم وجود بعض الملفات التي يختلف بشأنها الطرفان إلا أن هناك قضايا مهمة مشتركة بين البلدين، مضيفة أن "مصر تعد رمانة الميزان بملفات المنطقة مثل فلسطين وسوريا واليمن".
ومتفقا مع بكر، أشار مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى خصوصية العلاقة المصرية الأمريكية، معتبرا أن الزيارة تأتي في نطاق تنسيق المواقف بين الطرفين والتباحث بشأنها حول قضايا الشرق الأوسط.
مكافحة الإرهاب أولوية
ويأتي علي رأس أهداف جولة تيلرسون بالمنطقة دعم الجهود الدولية في التصدي لظاهرة الإرهاب، وفيما يتعلق بالقاهرة فإن سياستها واضحة بهذا الشأن؛ حيث تقوم على عدم التركيز على جماعة إرهابية دون غيرها، ولكنها تتبنى الدعوة لوقف تمويل تلك الجماعات والتصدي لها، حسب نهى بكر.
وتضيف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن خبرات مصر في محاربة الإرهاب مهمة للجانب الأمريكي، خاصة مع تصديها للجماعات الإرهابية في سيناء، وعضويتها في التحالف الدولي ضد داعش.
وحول مباركة واشنطن للاستراتيجية المصرية ضد الإرهاب، التي حملت عنوان "سيناء 2018"، ترى بكر أن ذلك يأتي في إطار محاربة الإرهاب في مصر، خاصة أن تلك الجماعات الإرهابية استهدفت المساجد والكنائس، وتوضيحا لتفاهم المخاطر المصرية من انتقال إرهابي العراق وسوريا إلى مصر عبر سيناء.
وخلال مؤتمر صحفي جمع وزيري الخارجية المصري والأمريكي، أكد تيلرسون اتفاق بلاده مع القاهرة على مواصلة التعاون المستمر في محاربة الإرهاب، موضحا أن الالتزام الأمريكي مع مصر لمكافحة الإرهاب واضح.
من جانبه قال سامح شكري، وزير الخارجية المصري، إن مباحثاته مع تيلرسون ركزت على الحرب التي تخوضها مصر على الإرهاب، مضيفا: "نشكر الولايات المتحدة على دعمها لمصر".
علاقات اقتصادية وشرق أوسطية
وعن العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، قالت نهى بكر إن تلك العلاقات بند رئيسي على صعيد تناول ملف العلاقات الثنائية بينهما، حيث تعمل القاهرة على تعزيز الاستثمارات الأمريكية القائمة وجذب استثمارات جديدة.
وأشار وزير الخارجية المصري إلى أن بلاده تقدر الاستثمارات الأمريكية في مصر في "ظل الإصلاحات الاقتصادية التي نجريها بنجاح".
من جانبه، أكد تيلرسون الاتفاق على تعزيز التعاون الاقتصادي بين واشنطن والقاهرة.
وتوقع مختار غباشي أن تكون ملفات المنطقة مثل سوريا وفلسطين والعراق واليمن على رأس أولويات المباحثات بين البلدين، خاصة أن واشنطن تعول على القاهرة في بحث والتوصل إلى حل قضايا الشرق الأوسط.
وفي وقت لاحق استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تيلرسون بقصر الاتحادية.
وصرح السفير بسام راضي المُتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن وزير الخارجية الأمريكي، في زيارته الأولي الرسمية للقاهرة، نقل إلى الرئيس السيسي تحيات نظيره الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً ما تمثله مصر كشريك هام للولايات المتحدة وما يجمعهما من علاقات ممتدة، ووقوف الإدارة الأمريكية إلى جانب مصر والتزامها بدعمها في حربها ضد الإرهاب.
وأضاف أن الرئيس السيسي أكد من جانبه على ما يربط بين البلدين من علاقات استراتيجية راسخة، مشيراً إلى أهمية الاستمرار في العمل على الارتقاء بها في مختلف المجالات بما يمكن البلدين من التصدي للتحديات المشتركة التي تواجههما.
وتابع راضي أنه تم خلال اللقاء تناول الملفات الإقليمية المختلفة، ومن بينها الأوضاع في ليبيا وسوريا، حيث تم استعراض تطورات الجهود المبذولة للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة.
بدوره أكد تيلرسون أن مصر دولة مهمة فى التحالف ضد تنظيم داعش الإرهابي، مشيدا كذلك بالنهضة الاقتصادية التى يقودها الرئيس السيسي.
وعقب المؤتمر المشترك، غادر تيلرسون مطار القاهرة الدولي متوجها إلى الكويت ضمن جولته بالمنطقة المستمرة حتى 16 فبراير الجاري، والتي تشمل أيضا الأردن ولبنان وتركيا.
aXA6IDMuMTQzLjIxNC4yMjYg جزيرة ام اند امز