عمى الوقت.. اضطراب عصبي يفسر التأخر المزمن عن المواعيد

يرجّح خبراء في الصحة النفسية أن التأخر المزمن عن المواعيد قد لا يكون دائمًا نتيجة الإهمال، بل يرتبط باضطراب عصبي يُعرف بـ"عمى الوقت".
أوضح خبراء الصحة النفسية أن التأخر المستمر عن المواعيد، وهو سلوك يُفسّر غالبًا على أنه نقص في الانضباط أو احترام الوقت، قد يعود في بعض الحالات إلى اضطراب إدراكي يُعرف باسم "عمى الوقت" (Time Blindness). هذا الاضطراب يؤثر في قدرة الفرد على تقدير الوقت وإدارته، مما يُصعّب عليه أداء المهام ضمن إطار زمني محدد.
ووفقًا لتقرير نشرته شبكة "فوكس نيوز"، فإن الأشخاص المصابين بهذه الحالة غالبًا ما يعانون من ضعف في تقدير الوقت اللازم للقيام بالمهام المختلفة، ما ينعكس سلبًا على إنتاجيتهم وحياتهم الاجتماعية.
صعوبات تقدير الزمن لدى المصابين
قال الدكتور موران سيفانانثان، الطبيب النفسي في مركز هنري فورد الصحي، إن السمة الأبرز لدى المصابين بعمى الوقت هي "عدم القدرة على تقدير الفاصل الزمني"، ما يجعل التخطيط والتنفيذ اليومي للمهام أمرًا معقدًا بالنسبة إليهم.
وفي السياق ذاته، بيّنت لوري سينجر، وهي محللة سلوكية معتمدة، أن من يواجهون فقدانًا في إدراك الزمن لا يشعرون بمروره الطبيعي أو لا يدركون كم تبقّى من الوقت أثناء تأدية مهمة معينة، وهو ما يؤدي إلى فقدان السيطرة على الجدول الزمني.
ارتباطه باضطرابات أخرى
يرتبط عمى الوقت غالبًا بخلل في ما يُعرف بـ"الوظائف التنفيذية"، التي تشمل الذاكرة العاملة والتنظيم المعرفي، وهو ما يظهر بشكل واضح لدى المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD). كما يمكن أن يظهر لدى من يعانون من التوحد، الوسواس القهري، القلق، الاكتئاب، مرض باركنسون، وحتى من تعرّضوا لإصابات دماغية.
ورغم أن "عمى الوقت" لا يُعدّ تشخيصًا رسميًا في الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية (DSM-5)، فإن العديد من خصائصه تتقاطع مع أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
استراتيجيات للتعامل مع عمى الوقت
يؤكد المختصون أن التعامل مع عمى الوقت يتطلب استراتيجية سلوكية منظمة تهدف إلى مساعدة المصاب على إدراك الزمن وإدارته، ومن أبرز التوصيات:
- استخدام منبهات قبل أداء المهام لضبط الوقت.
- تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة ومتتابعة.
- بناء روتين يومي منتظم لتكوين إيقاع ذهني يساعد على تقليل الارتباك.
- الاعتماد على أدوات مرئية مثل الجداول والعدّادات لتتبع الوقت بشكل فعّال.