مع إصدار كل جيل جديد من الهواتف أعمل بجهد على مقاومة إغراء التحديث، لأجعل من قرار استثماري السابق في الجهاز الحالي قرارا أكثر حكمة.
ولأتأكد أن قراري في التحديث مبنيٌّ على حاجة حقيقية، وليس نتيجة لشغفي الشخصي -المبالغ فيه- بالتكنولوجيا، أو تأثري بكفاءة فرق تسويق الشركات المصنّعة للهواتف الذكية.
لهذا، وقبل اتخاذ قرار الشراء، وضعتُ لنفسي معايير صارمة لأحدد وفقها: هل يجب أن أحدّث للإصدار الجديد من الأجهزة، أم عليّ الانتظار للعام القادم؟
وصغت هذه المعايير على شكل أسئلة للسهولة:
هل عندي أي التزام عائلي أو شخصي ذي أولوية؟ هل يمكن توظيف استثماري لثمن الجهاز الجديد بشيء أكثر ضرورة؟
هل الجهاز الحالي يعاني من أي مشكلة حقيقية في الأداء؟ هل يشغل جميع التطبيقات التي أحتاج إليها بكفاءة؟
هل توجد مشكلة في سرعة الوصول إلى أي من الخدمات الأساسية؟ هل توجد عندي أي مشكلة تقنية -غير مضمون إصلاحها أو مكلف جدا- تستوجب التحديث مثل توقف الجهاز بشكل مفاجئ، مشكلة تقنية في عدسات الكاميرات، عدم استقرار الجهاز، ضعف الشبكة؟
هل البطارية تعاني من أي خلل فيزيائي، وجود ارتفاع حرارة غير مبرر مثلا؟
إذا كنتَ من عشاق الألعاب الإلكترونية على الهواتف الذكية، من المهم أن تسال نفسك: هل لا يزال الجهاز الحالي قادرًا على تشغيل الألعاب التي تحبها بشكل جيد؟
مع الانتباه أن فوزك في معظم الأحيان لن يتعلق -فقط- بسرعة جهازك وقدراته التقنية.. بل مهارتك الشخصية هي التي ستضمن تفوقك على منافسيك في لعبتك الإلكترونية.
طبعا شاشات الأجهزة الجديدة وقدراتها الرسومية وسرعتها ستنقل تجربة اللعب لمستويات مميزة.. لكن أرجوك تأكد من حقيقة إمكانية ملاحظتك لهذا الفارق واستفادتك منه في ألعابك المفضلة!
مع الانتباه أن الفوارق قد تكون في حدها الأدنى بين إصدارات السنوات المتلاحقة من الأجهزة.. وإذا كنتَ متحمسًا جدًّا للتحديث بسبب الألعاب، أنصحك -إنْ أمكن- بتجربة لعبتك المفضلة على الجهاز الجديد -قبل اتخاذ قرار الشراء- لتقييم الفارق بالنسبة لك.
بشكل عام، إذا لم تكن لاعبا محترفا لإحدى ألعاب الحرب، وتكتفي بلعب ماريو، وكاندي كراش، وباك مان، وأخواتها.. فمعظم أجهزة السنوات الأخيرة ستكون كافية لتقديم تجربة ألعاب جيدة.
هل البطارية تعمل بشكل مقبول ولا تعيق استخداماتي لخدمات الهاتف الأساسية التي أحتاج إليها؟
مع ملاحظة أنه في بعض الأحيان يمكن أن يكون استبدال البطارية حلا سحريا لزيادة عمر الجهاز وتحسين تجربة استخدامه.. على أن تتم طبعا من خلال فنيين محترفين باتباع توصيات الشركة المصنّعة.
هل إمكانيات الهاتف الحالي تلبي احتياجاتي للتصوير؟ أم أحتاج إلى قدرات أكثر تقدما؟
عادةً قد لا تكون تطويرات السنوات المتتالية في قدرات تصوير الهواتف الذكية تستدعي التحديث.. لكن المحترفين والمهتمين عليهم التدقيق في هذه النقطة مع كل إصدار.. مع الانتباه إلى أن جودة الصورة والفيديو وجماليتهما تعتمدان بشكل أساسي على احترافية وموهبة المصوِّر.
هل أعاني مشكلة مع مساحة التخزين؟ هل تكفي المساحات الموجودة حاليا لحفظ تطبيقاتي، وملفاتي، وصوري؟ هل لا يزال هاتفي قادرا على تسلم التحديثات الأمنية بشكل خاص، وتحديثات نظام التشغيل والتطبيقات؟
هواتفنا اليوم تحمل الكثير من تفاصيل حياتنا، وهي نوافذ وصول للعديد من بياناتنا وخدماتنا الإلكترونية.. لذا فمن المهم جدًّا التأكد أنها آمنة، ومن الضروري التأكد من إمكانية جهازك في الحصول على التحديثات الخاصة بسد الثغرات الأمنية لنظام التشغيل والتطبيقات.
كيف سأستفيد شخصيا من الميزات والقدرات الجديدة المعلن عنها؟ وهل ستحسّن بشكل ملحوظ من تجربتي الشخصية وأسلوب حياتي؟ هل ستميز عيني هذا الفارق؟
بالتأكيد زيادة قدرة المعالجة وسرعة الوصول إلى الذاكرة وقدرات الذكاء الصناعي لها أثر إيجابي أساسي في مهام عديدة.. لكن هل نمط استخدامي واحتياجاتي الشخصية ستسمح لي بمشاهدة الفرق؟
على الأغلب سرعة التمرير لمشاهدة منشورات الإنستجرام، وجودة مشاهدتي مقاطع التيك توك، وسرعة قراءتي التغريدات، والرد عليها، لن تتأثر بشكل كبير بالتحديث من إصدار إلى إصدار تالٍ.
اليوم، وبعد 15 سنة من إطلاق أول جهاز آيفون، من الواضح تماما نُضج صناعة الهواتف الذكية، ووصولها إلى مراحل عالية من الجودة في جميع تفاصيلها، نُضجٌ سمح بامتلاكنا أجهزة ذات عمر أطول، قادرة على تلبية متطلباتنا المزايدة بشكل جيد جدا لفترات ممتدة أكثر وأكثر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة