اليوم الغريب ينذر بصداع الغد.. دراسة هارفارد تكشف الرابط
توصلت دراسة إلى أن الاضطرابات اليومية غير المتوقعة، ترتبط بارتفاع نوبات الصداع النصفي خلال الساعات الـ12 والـ24 التالية.
وحتى بعد احتساب عوامل مثل التاريخ الحديث للصداع أو تقلبات الروتين اليومي، وجدت الدراسة المنشورة بدورية " جاما نيتورك أوبن"، أن الارتباط ظل قويا.

لماذا يصعب تحديد مسببات الصداع النصفي؟
ولطالما حاول المصابون بالصداع النصفي تحديد المثيرات التي تدفع إلى حدوثه، من الطعام والشراب والضغوط النفسية إلى تغيّر الطقس وقلة النوم. لكن الاعتماد على الذاكرة والربط الشخصي بين الأحداث يظل بعيدا عن الدقة، مما يجعل فهم "المسبب الحقيقي" أمرا معقدا للغاية.
وقدمت الدراسة الجديدة، المنشورة تحت عنوان: "المفاجأة المرتبطة بالمثيرات ومخاطر نوبات الصداع المستقبلية: تحليل معلوماتي"، نهجا جديدا يعتمد على قياس "مدى غرابة يوم الشخص مقارنة بروتينه المعتاد".
وشملت الدراسة 109 بالغين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما، يعانون من 4 إلى 14 يوم صداع نصفي شهريا. وسجل المشاركون يوميات إلكترونية صباحا ومساءً لمدة وصلت إلى 28 يوما، موثقين أنماط النوم، الحالة المزاجية، الوجبات، العوامل البيئية، التوتر، وأي مثيرات شائعة للصداع، وظهرت نوبات الصداع على 1,518 يوما من أصل 5,145 يوما توفرت فيها البيانات.
يوم "غريب".. صداع غدا
أظهرت التحليلات أن زيادة مؤشر المفاجأة ارتبطت بارتفاع خطر الصداع بنسبة 86% خلال 12 ساعة، وبنسبة 115% خلال 24 ساعة.
وكانت الزيادة أوضح عندما يأتي "اليوم غير المعتاد" بعد يوم طبيعي تماما، أما إذا كان اليوم السابق غير معتاد أيضا، فإن تأثير المفاجأة الإضافية يصبح أضعف.
كما أظهرت الدراسة أن حساسية الأفراد للروتين تختلف بشكل كبير، فبعضهم يتأثر بشدة بتغير اليوم، بينما لا يُظهر آخرون أي علاقة تقريبا.

ما أهمية ذلك للمرضى؟
تقترح الدراسة أن "مؤشر المفاجأة" قد يصبح أداة فعالة للتنبؤ قصير المدى بنوبات الصداع النصفي، ليس عبر تتبع المثيرات الفردية (مثل القهوة أو الأجبان)، وإنما عبر مراقبة مدى خروج اليوم عن نمط الشخص المعتاد.
ويرى الباحثون أن دمج هذا المؤشر في تطبيقات ذكية قد يساعد المرضى على توقع النوبات في الوقت الحقيقي، ما يسمح بتعديل السلوك أو الروتين قبل وصول الهجمة.
كما تشير النتائج إلى أن الحفاظ على روتين يومي ثابت أو دعم آليات تنظيم المشاعر قد يكون أكثر فاعلية في الوقاية من النوبات من محاولة تجنب قائمة ضخمة من "المثيرات المحتملة".