أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، مساء 4 فبراير الجاري، انطلاق النسخة الرابعة والعشرين لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في حفل الافتتاح الذي كان باهرا للعالم.
أكثر من 32 من زعماء وقادة دول العالم حضروا حفل افتتاح أولمبياد بكين الشتوية، ومنهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ما يظهر دعم المجتمع الدولي لأولمبياد بكين الشتوية.
وخلال لقائه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، السبت الماضي، في بكين، أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحفل الافتتاح ومستوى تنظيم البطولة، خاصة أنها تقام في ظل ظروف جائحة "كوفيدـ19"، مؤكدا أن الإمارات ستضع تعزيز العلاقات مع الصين على رأس الأولويات الدبلوماسية، وستسعى إلى مواصلة تعميق الشراكة الصينية-الإماراتية الاستراتيجية والشاملة.
إن العلاقات الثنائية بين الصين والإمارات قد أصبحت نموذجا يحتذى لعلاقات الصين مع بقية دول الشرق الأوسط، إذ بُنيت على أساس الاحترام المتبادل والثقة الثابتة بين الجانبين.
وإذا أعدنا إلقاء نظرة على الزيارات المكثفة من وزراء خارجية كل من السعودية والكويت وعمان والبحرين، فضلا عن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، إلى الصين في بداية عام 2022، فسنشعر بالتطور المتزايد للعلاقات بين الجانبين الصيني والعربي، وسعيهما إلى تعزيز بناء "مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك".
وتعد "أولمبياد بكين" الشتوية أول دورة ألعاب أولمبية تقام بعد ضم كلمة "معا" إلى شعار الأولمبياد ليصبح الشعار الأولمبي "أسرع، أعلى، أقوى - معا".
إن جائحة كورونا تذكرنا بأن البشرية يربطها مصير واحد، وتُظهر إقامة دورة الألعاب الأولمبية أهمية التواصل والتضامن بين البشر، بدلا من دعوات الصراع، وقد اجتذبت أولمبياد بكين الشتوية ما يقرب من 3000 رياضي من 91 دولة ومنطقة للتنافس في مختلف المسابقات.
واستعراضا لدورة الألعاب الأولمبية، بكين الصيفية 2008، أي بعد مرور 14 عاما، لم تتغير مبادئ الصين لاستضافة الألعاب الأولمبية، وهي الجمع بين الناس من مختلف المناطق والثقافات والأعراق والألوان، وجلب الوحدة والسلام والأمل للعالم، حيث أصبحت بكين أول مدينة تنظم دورتي الألعاب الصيفية والشتوية، لتتجذر الروح الأولمبية بعمق في هذه الأرض.
يجسد الشعار الأولمبي "أسرع، أعلى، أقوى - معا" أهمية روح الوحدة والتضامن في عالم الرياضة والمجتمع البشري أيضا، ويتفق مع مفهوم "مجتمع المصير المشترك"، الذي اقترحته الصين، في ظل استمرار انتشار جائحة "كوفيد-19"، وتوسيع الانقسام والفجوة بين المجتمع، واشتداد التوترات الجيوسياسية.
الألعاب الأولمبية الشتوية نفسها تأثرت بالسياسة، لذا فإن المجتمع الدولي الآن بحاجة إلى الروح الأولمبية أكثر من أي وقت مضى، لتعزيز روح الوحدة والصداقة والسلام.
تقام "دورة الألعاب الأولمبية الشتوية-بكين" في موعدها المحدد، وقد أصبحت جسرا لتقريب الناس وتعميق التفاهم المتبادل بين البشر، وتتحمل الصين أيضا مسؤوليتها لتقديم هذه المنصة للعالم.. وبالتوازي مع الحدث الأولمبي في الصين، تستضيف الإمارات "إكسبو 2020"، وهو أول إكسبو دولي يقام في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر حدث ثقافي عالمي يقام منذ تفشي "كوفيد-19".
وقد سعت الإمارات -عبر إكسبو دبي- إلى فتح أبوابها مرة أخرى أمام زوار العالم، فيما يظهر شعار دورة الألعاب الأولمبية الشتوية "معا نحو المستقبل" أنه على البشر أن يتعاونوا ويعملوا معًا لخلق مستقبل وعالم أفضل بعد الوباء، وبعد أن شهد العالم تغيرات عميقة في السنوات الأخيرة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة