"التسامح في الإعلام".. متخصصون يحذرون من مخاطر نشر الأخبار الكاذبة
الجلسة التفاعلية تناولت الدور الفعال لوسائل الإعلام في التوسط من خلال رسائل التسامح وتعزيز السلام والتنوع عبر المنصات الإعلامية
أكد عدد من الإعلاميين على ضرورة الالتزام بالموضوعية والمصداقية في نشر المحتوى عبر مختلف المنصات الإعلامية لتعزيز التسامح والسلام في المجتمعات، محذرين من مخاطر سوء التعامل مع الحقائق بشكل يؤجج المشاعر الدينية.
جاء ذلك خلال جلسة "التسامح في الإعلام" التي عقدت خلال القمة العالمية للتسامح بدبي، وأدارتها دالين حسن، رئيسة مكتب شبكة يورونيوز في الإمارات.
وتناولت الجلسة التفاعلية الدور الفعال لوسائل الإعلام في التوسط من خلال رسائل التسامح، وتعزيز السلام والتسامح والتنوع من خلال جميع القنوات والمنصات الإعلامية، وضرورة مكافحة الأخبار الوهمية.
قال محمد فهد الحارثي، رئيس تحرير مجلة سيدتي، إنه من المهم التوجه بمسؤولية إلى المتلقي بالاستناد إلى معايير المهنية والموضوعية، منوهاً بضرورة الابتعاد على الأخبار الكاذبة وصناعة محتوى متوازن ومسؤول لائق للنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف: "نحن في الشركة السعودية للأبحاث نتوجه بمجمل مؤسساتنا الإعلامية إلى ٤٢ مليون متلقي، حيث لا يمكن الاستخفاف بما نقدمه لهم"، ووصف المحتوى الإعلامي بأنه "الملك" بغض النظر عن المنصة التي يقدّم من خلالها.
وتابع: "أؤمن أن لدينا محتوى قويا جدا يلامس حياة الناس وشؤونهم الأساسية، وبمعايير اليوم يجعلنا لا نفصل الخبر عن الكاميرا والصحفي"، مستطردا: "بطبيعة الحال لا بد أن يعكس الإعلام الرقمي نبض الناس، وفي الوقت ذاته يُحدث التأثير الإيجابي بنشر قيم التسامح وتعزيز الوعي في المجتمع، فطالما لدينا وعي ونضوج في المجتمع سيعكس الإعلام ذلك".
قال الدكتور راميش كومار فانكواني، راعي رئيس المجلس الهندوسي الباكستاني ومؤسس شبكة وسائل الإعلام الباكستانية المتسامحة، إنّ دولة الامارات نموذج فريد للتنوع والتعايش، وأرض التسامح التي يمكن أخذ العبر من تجربتها الرائدة، مضيفاً "أشكر الإمارات على مبادراتها الرائدة لنشر التسامح بين مختلف الديانات والثقافات".
تحدث كومار عن دور الإعلام في إحداق تقارب بين أتباع الديانات، موضحا أنّ الأخبار العاجلة تحدث أحياناً بلبلة حول حقيقة الأحداث والأرقام، مؤكداً أنها مسؤولية تقع على عاتق وسائل الإعلام للتأكد من المعلومات قبل النشر وعدم الانجرار وراء السبق الصحفي على حساب المصداقية؛ لما لذلك من آثار قد تكون مدمرة على المجتمعات.
بينما تحدثت أنيليس بورخيس عن تجاربها في تغطية قضايا المهاجرين، من خلال خبرتها في العمل الصحفي الميداني مراسلة لشبكة "يورونيوز" في باريس.
وقالت: "من المهم الإضاءة على موضوع المهاجرين لكن بمقابلتهم لا تصوريهم كضحايا فقط إنما بالاستماع لهم"، مضيفة: "البحر المتوسط هو الطريق الأخطر للمهاجرين، وقصص حياتهم هي ما يجعل الناس تفهمهم وتفهم قرارهم وخلق التعاطف معهم، لا الشفقة".
وأشارت إلى ضرورة التثبت من الأنباء التي تنتشر عبر مواقع التواصل عن أعداد ضحايا الموت في البحر المتوسط، معتبرة أن "السوشيال ميديا" تعتبر أداة فعالة ويمكن من خلالها الوصول مباشرة إلى الجمهور، لكن مع ذلك تعتبر سيف ذو حدين كونها تسمح للكثيرين بنشر محتوى كاذب.
تحدث المخرج والمنتج محمد خيري عن دور السينما في رفع مستوى القيم بالمجتمع، مستعرضا تجربته في السينما التسجيلية، لا سيما العمل الذي أضاء على المسيحيين في مصر.
وقال: "نجحت في كثير من الأعمال التي تعكس التعاطف بين أتباع الديانات في مصر، لا سيما بعد عام ٢٠١١ حيث تغيرت الكثير من الامور"، مشددا على ضرورة التعمق في المجتمع عبر الأفلام، بهدف تقريب وجهات النظر بين المسلمين والمسيحيين، رافضا مصطلح الأقلية لأي مكون ديني.
aXA6IDMuMTQ0LjM4LjE4NCA=
جزيرة ام اند امز