كل يوم تجدد إعجابك بمدى التسامح والتعايش الذي نعيشه على أرض زايد.
قبل أيام قليلة سعدت جدا بخبر اختيار الفنان الإماراتي حسين الجسمي لمشاركته كأول فنان عربي في حفل عيد الميلاد بالفاتيكان، ليحمل بذلك رسالة واضحة أن أبناء الإمارات على مسيرة والدهم الشيخ زايد سفراء للسلام والتسامح، فأن يصدح صوت عربي مسلم في دولة تمثل الديانة المسيحية وأمام أعظم رمز فيها كالبابا، فإن في ذلك رسالة محبة وسلام وسط كثير من رسائل العنف والكراهية التي نراها من حولنا.
في وسط العنصرية والكراهية والنزاعات من حولنا في منطقة تملؤها الحروب والصراعات الدينية والطائفية تأتي الإمارات كنور وسط ذلك الظلام المحيط، لتجمع أكثر من ٢٠٠ جنسية يعيشون بأمن وسلام على أرض واحدة دون خلافات وبحقوق محفوظة دون تفريق بين معتقداتهم ودياناتهم
هذه كانت نيتي عندما باشرت بكتابة هذا المقال، ولكن في غضون لحظات وقبل أن أكمله رأيت للتو توجيه صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" بإعلان العام المقبل عاما للتسامح، لأقف مبتسمة قبل أن أكمل بقية أسطر المقال ليمثل أمامي مثال بسيط لما تقوم به الإمارات في نشر رسائل السلام لنرى خبرا آخر يثبت لك أن هذه الدولة تريد أن ترسّخ مزيدا من هذه القيم الطيبة في 365 يوما.
كل يوم تجدد إعجابك بمدى التسامح والتعايش الذي نعيشه على أرض زايد، إعجابي الأول حدث عندما انتقلت للدراسة في الإمارات قبل 6 سنوات فقط، فمنذ يومي الأول في مقعد الدراسة في جامعتي بالشارقة دخلت للصف لأرى أكثر من 15 جنسية بجانبي، وبعد تجاذب أطراف الحديث اكتشف أن كل هذه الجنسيات تعتبر هذا البلد وطنهم باختلاف ثقافاتهم وأديانهم، وبعد إقامتي في الإمارات بفترة زرت السوق القديم في دبي، حيث مررت بجانب معبد هندوسيا، وقفت أتأمل كيف أن هذه الدولة احترمت حريتهم الدينية، وبعد أيام قليلة بعدها وصلني خبر وفاة شقيقة زميلنا المسيحي لأذهب وأقدم العزاء لهم في كنيسة القديس جورج بالفجيرة، كل هذا ربما يبدو للبعض أنها أمور مسلم بها في أماكن أخرى ولكن في وسط العنصرية والكراهية والنزاعات من حولنا في منطقة تملؤها الحروب والصراعات الدينية والطائفية تأتي الإمارات كنور وسط ذلك الظلام المحيط، لتجمع أكثر من ٢٠٠ جنسية يعيشون بأمن وسلام على أرض واحدة دون خلافات وبحقوق محفوظة دون تفريق بين معتقداتهم ودياناتهم، هناك الكثير من الجهود التي بذلتها لا يمكن حصرها بأي حال من الأحوال.
وفي عام ٢٠١٦ مع التغيرات الوزارية الجديدة نرى إعلانا بتأسيس وزارة التسامح فنقف لنرى جدية الدولة بتبني هذه القيمة ليس فقط كفكرة أو مجرد مبادرات بل تحويلها على أرض الواقع بإنشاء وزارة متكاملة لها لتقوم بإنشاء الخطط لاستدامة هذه القيمة، حقا نكاد لا نستطيع أن نواكب الجهود العديدة في الإمارات لدعم ونشر قيمة التسامح، فلا ننسى خبر الأسبوع الماضي بإعلان زيارة بابا الفاتيكان لأبوظبي في فبراير المقبل، في زيارة هي الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي لتكون رسالة بأن الإمارات تفتح ذراعيها بكل محبة لكل الأديان.
أنا على يقين أن الكثير قد أسعد بخبر إعلان "عام التسامح" اليوم، ولكن ربما سعادتي شخصيا أكبر لأنه بجانب كل ما ذكرته من التسامح الذي لمسته خلال سنواتي القليلة في الإمارات، منها أنني حظيت مؤخرا بشرف أن أكون ضمن برنامج تدريبي مع وزارة التسامح في الإمارات الشهر الماضي، الذي تكلل بتخرجي ضمن 45 شخصا كسفراء للتسامح، من أهم مهامنا أن ننشر هذه القيم الطيبة بين أفراد مجتمعاتنا لمحارفة أفكار الجهل والظلام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة