تشهد كرة القدم تبادلا للأدوار بين العديد من اللاعبين لحالات مختلفة، حتى إن بعضهم يستطيع اللعب في جميع المراكز، باستثناء حراسة المرمى.
يكمن السبب وراء ذلك في أن مهارات حارس المرمى تختلف بشكل كبير عن اللعب في أي مركز آخر، سواء في الدفاع أو الوسط أو الهجوم، إذ لا يستطيع الجميع تحقيق ذلك نظرا للأدوار المختلفة التي يقوم بها الحراس.
ومع ذلك، فإن كرة القدم رياضة غريبة، وفي بعض المواقف يضطر لاعبون إلى تغيير مواقعهم والوقوف بين القائمين والعارضة في بعض الأحيان، لسبب طارئ غير معتاد، وكان آخر هؤلاء الفرنسي أوليفييه جيرو مهاجم ميلان الإيطالي.
وتستعرض "العين الرياضية" في السطور التالية أبرز اللاعبين الذين واجهوا هذه المواقف النادرة وأظهروا قدراتهم في حراسة المرمى في الملاعب الأوروبية خلال القرن الـ21.
أوليفييه جيرو (2023)
أصبح أوليفييه جيرو آخر من ارتدى قفاز حارس المرمى من لابي الميدان، حيث صنع الحدث في مباراة فريقه ميلان ضد جنوى بالدوري الإيطالي بعدما وقف ليحمي المرمى في الوقت القاتل من المباراة.
والمثير أن أوليفييه جيرو خرج بالمباراة إلى بر الأمان ليلعب دورا محوريا في منح فريقه النقاط الثلاث في اللحظات الأخيرة، بعدما تمكن من تنفيذ تصد خرافي حرم به جنوى من هدف التعادل.
واضطر جيرو لارتداء قفازات مواطنه مايك ماينان حارس ميلان بعد تعرضه للطرد في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، ولانتهاء التغييرات لم يتكمن المدرب ستيفانو بيولي من الدفع بالحارس البديل، ليقع الاختيار على المهاجم الفرنسي.
هاري كين (2014)
في بداية مشوار هاري كين مع توتنهام، وتحديدا في عام 2014، سجل مهاجم بايرن ميونخ الحالي 3 أهداف "هاتريك" في مرمى أستيراس اليوناني ببطولة الدوري الأوروبي.
لكن المثير أن هاري كين أكمل المباراة كحارس مرمى، بعد طرد الحارس الفرنسي هوغو لوريس في الدقيقة 87 وإجراء السبيرز جميع التبديلات، ليكون المهاجم الإنجليزي الخيار الوحيد.
ومرَّ كين بلحظة محرجة عندما أخطأ في مرماه، ليستقبل هدفا من ركلة حرة نفذها جيرونيمو باراليس، ولم يتمكن من التصدي لها، حيث أفلت الكرة من بين يديه، لكن انتهت المباراة لصالح توتنهام 5-1.
كايل ووكر (2019)
من المؤكد أن كايل ووكر، الظهير الأيمن لمانشستر سيتي، لا يزال يتذكر تلك اللحظة حتى الآن، خاصةً أنه قضى أحد أفضل الأيام في حراسة خط المرمى لمانشستر سيتي.
واضطر كايل ووكر لارتداء قفاز حارس المرمى في المباراة التي لعبها مانشستر سيتي ضد أتالانتا الإيطالي في دوري أبطال أوروبا عام 2019، وتألق بالتصدي لركلة حرة نفذها روسلان مالينوفسكي.
الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن ووكر تصدى لعدد أكبر من التصديات من إيدرسون وكلاوديو برافو حارسي السيتي، قبل خروج الأول للإصابة والثاني خلفه للطرد.
داني ألفيس (2018)
ظهير أيمن آخر سبق كايل ووكر في حراسة المرمى وهو البرازيلي داني ألفيس في عام 2018، خلال مباراة مع فريقه في ذلك الوقت باريس سان جيرمان ضد سوشو في نهائي كأس فرنسا.
تُوج باريس سان جيرمان بطلا لكأس فرنسا، لكن ما لفت انتباه الجماهير هو عندما تم إعطاء داني ألفيس القفازات للوقوف كحارس مرمى.
وأدت المخالفة التي ارتكبها كيفين تراب حارس "PSG" إلى قيام الحكم بطرده، ليحصل داني ألفيس على الفرصة لإثبات خبرته بين القائمين، لكنه لم يفعل شيئًا خلال 30 ثانية، حيث ارتطمت الركلة الحرة بالحائط البشري.
جون تيري (2006)
لاعب بارز آخر مرَّ على هذا المركز وهو المدافع الإنجليزي جون تيري، أسطورة تشيلسي، وذلك في مباراة لعبها مع البلوز ضد ريدينغ بالبريميرليغ عام 2006.
ومع إصابة كل من بيتر تشيك وكارلو كوديتشيني، وقع الاختيار على جون تيري ليكون الحارس الثالث في الفريق خلال الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء.
ومع ذلك، مثل داني ألفيس، لم يكن لديه الكثير ليفعله في هذا الموقف غير المألوف، لكنه أمسك بالكرة وكان يعطل اللعب من أجل تأمين الثلاث نقاط لتشيلسي.
بيليه والأساطير
وبالعودة إلى الخلف نجد أنه بخلاف هؤلاء اللاعبين المذكورين في أوروبا خلال القرن الـ21، كانت هناك العديد من الأسماء التاريخية الأخرى من أساطير كرة القدم الذين اضطروا لشغل مركز حراسة المرمى.
ولعل أشهر هؤلاء كان الأسطورة البرازيلي بيليه مع فريقه التاريخي سانتوس، وكذلك الألماني غيرد مولر مع بايرن ميونخ، في ستينيات القرن الماضي.
واضطر بيليه لحراسة عرين سانتوس في مباراة بالدوري البرازيلي أمام غريميو في عام 1963، بعد طرد زميله الحارس غيلمار.
بينما فعل مولر الأمر ذاته في مباراة جمعت بايرن ميونخ ضد هامبورغ في الدوري الألماني عام 1965، حيث حمى المرمى لعدة دقائق كان خلالها زميله الحارس سيب ماير يتلقى العلاج.