في أجواء مناخية وفنية داخل الملعب، ما الذي يمكن للاعب عجوز سيكمل عامه الأربعين الشهر المقبل أن يفعل
عندما تستعر العواصف وتعاني السفينة في سيرها فوق الماء، لابد أن يتطلع الجميع إلى المنقذ المنتظر، وفي روما من يكون هذا المنقذ غير العجوز توتي.
مساء أمس الأول قدم توتي يوما جديدا من أيامه الخالدة، حينما نزل لأرض ملعب الأولمبيكو في العاصمة الإيطالية وفريقه خاسر أمام سامبدوريا بهدفين لهدف.
سوء الأحوال الجوية أجبرت الحكم على تأخير انطلاق الشوط الثاني نحو 80 دقيقة كاملة، كما اجهدت لاعبي الفريقين في النصف الأخير من الشوط الأول.
في أجواء مناخية وفنية داخل الملعب، ما الذي يمكن للاعب عجوز سيكمل عامه الأربعين الشهر المقبل أن يفعل؟! هكذا تساء لمن كانوا يتابعون المباراة.
لكن توتي الذي أشركه المدرب سباليتي مع المهاجم البوسني دزيكو قدم في أول ظهور له مع روما في الموسم الحالي مستوى آثار حماس كل من في الملعب.
فالثعلب العجوز قدم 8 تمريرات حاسمة لزملائه كان يمكن ترجمتها كلها لأهداف في الوقت الذي شارك فيه، منها هدف التعادل الذي سجله دزيكو نفسه في الدقيقة 61.
ثم في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع عاد الملك توتي لإهداء زميله البوسني تمريرة ذهبية انفرد بها قبل أن يعرقله مدافع سامبدوريا ليحسب الحكم ركلة جزاء ترجمها توتي بنفسه محرزا هدف الفوز الثمين.
توتي في الحقيقة يقدم لكل اللاعبين في جميع أنحاء العالم درسا في كيفية فرض نفسه رغم حسابات المدرب والإدارة وكل الظروف المناوئة.
فهو تكيف مع كونه احتياطيا لا يشركه سباليتي إلا في أوقات بسيطة وغالبا في الأزمات، لكنه منذ ابريل الماضي شارك في 8 مباريات فقط صنع خلالها الفارق لصالح فريقه.
لهذا لم يكن غريبا أن يناشده المعلقون بعدم الاعتزال طالما إنه يملك اشعة تحت الحمراء في قدمه السحرية، كذلك خرجت عناوين الصحف الإيطالية في اليوم التالي للمباراة تتحدث عن معجزة توتي الذي لا يهرم أبدا والذي يعد الشمس المشرقة في روما.
لكل هذا لا يمكن لأحد الجزم بالحديث عن اعتزال الملك بنهاية الموسم الحالي، فمن يدري ماذا بجعبة فرانشيسكو من ألاعيب كروية ساحرة ليقدمها ويخلب بها عقول عشاق الذئاب.
* نقلا عن مجلة ورلد سوكر البريطانية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة