من أجل عيون "التجارة".. تنازل كبير من بريطانيا لصادرات أمريكا الزراعية
وزارة التجارة الدولية البريطانية تدرس خفض الرسوم الجمركية على واردات زراعية أمريكية
تخطط المملكة المتحدة لخفض الرسوم الجمركية على واردات زراعية أمريكية، في مسعى لإحراز تقدم بشأن اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد مسؤولين حكوميين، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز، الخميس، أن وزارة التجارة الدولية البريطانية تدرس تقديم "حزمة تنازل كبيرة" لمفاوضين من الولايات المتحدة على مدى الأشهر المقبلة لخفض تكاليف واردات زراعية معينة.
وأطلقت الولايات المتحدة وبريطانيا رسميا، الأسبوع الماضي، جولة أولى من المفاوضات التي تهدف للوصول إلى اتفاق للتجارة الحرة، وذلك رغم تعرض اقتصاد البلدين لاهتزاز كبير بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد.
وتعهد البلدان الكبيران بالعمل بوتيرة سريعة للوصول إلى اتفاقية "تعزز بشكل كبير التجارة والاستثمار".
وقال قائدا المفاوضات من البلدين في بيان مشترك: إن المحادثات، التي ستجرى عن بعد، على مدار أسبوعين يشارك فيها مسؤولون أمريكيون وبريطانيون في حوالي 30 مجموعة تفاوض مختلفة.
وأضافا أن البلدين يتعهدان بتقديم الموارد اللازمة للسير قدما في المفاوضات بوتيرة سريعة.
ويأمل كثيرون من أعضاء حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المحافظة بأن يتم التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة مع واشنطن، حيث يرون أنه من أهم فوائد مغادرة الاتحاد الأوروبي.
وقال مسؤولون إن الجولة الأولى من المحادثات ستتواصل لأسبوعين وتتطرّق إلى مسائل على غرار تجارة البضائع والخدمات والتجارة الرقمية والاستثمار، وكيفية دعم الأعمال التجارية الصغيرة.
وقالت وزيرة التجارة الدولية البريطانية ليز تروس إن "الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لنا ومن شأن زيادة التجارة عبر الأطلسي أن تساعد اقتصادنا على الانتعاش بعد التحدي الاقتصادي الذي مثّله فيروس كورونا".
وبلغ حجم التجارة المتبادلة بين الطرفين 220.9 مليار جنيه إسترليني (275 مليار دولار أو 252.6 مليار يورو) العام الماضي.
ومن شأن اتفاق للتجارة الحرة أن يضيف 15.3 مليار جنيه إسترليني إلى مستويات 2018 على الأمد الطويل، وفق الحكومة البريطانية.
وفي مارس/آذار الماضي، أعربت حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن رفضها تقديم أي تنازلات في القضايا ذات الحساسية السياسية مثل أسعار الأدوية وحقوق الحيوان في مفاوضاتها التجارية مع الولايات المتحدة.
ونشرت إدارة التجارة الدولية في الحكومة البريطانية حينها أهداف المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة، التي تمثل أولوية لجونسون، بعد أن قاد بريطانيا إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي من أجل الوصول إلى اتفاقيات تجارية ثنائية مع دول العالم، حيث يعتبر عقد اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة جائزة الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء الأمريكية، أن المفاوضات التجارية تأتي في لحظة حساسة لما تسمى العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة وبريطانيا.
وتعاني العلاقات بين الحليفين القديمين من مصاعب بالنسبة للعديد من الموضوعات؛ أخطرها رفض جونسون طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منع مشاركة شركة هواوي تكنولوجيز الصينية للإلكترونيات ومعدات الاتصالات في تطوير شبكة الجيل الخامس للاتصالات.
وبحسب خطة المفاوضات البريطانية المنشورة الجمعة، فإن لندن تدعو واشنطن إلى إلغاء الرسوم المفروضة على صادرات الصلب البريطاني.
كما تدعو لندن لإلغاء الرسوم العقابية المفروضة على بعض المنتجات مثل الويسكي الأسكتلندي بعد قرار منظمة التجارة العالمية منح الولايات المتحدة حق فرض رسوم عقابية على منتجات أوروبية، بسبب الدعم الحكومي لشركة صناعة الطيران الأوروبية إيرباص.
وتضمنت خطة المفاوضات البريطانية عدة خطوط حمراء تعكس المخاوف البريطانية بشأن الاتفاق مع إدارة الرئيس ترامب؛ حيث قالت الحكومة البريطانية إنها غير مستعدة لطرح موضوع الهيئة الوطنية للصحة في بريطانيا والأسعار التي تدفعها للأدوية على مائدة التفاوض مع الجانب الأمريكي.
وأشارت الخطة البريطانية إلى رفض تقديم أي تنازلات بشأن المعايير العالية لسلامة الغذاء وحقوق الحيوان في بريطانيا، استجابة لأي مطالب أمريكية.
وصوّتت بريطانيا في استفتاء في يونيو/حزيران 2016 لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وهو أمر تحقق أخيرا في 31 يناير/كانون الثاني الماضي بعد سنوات من السجالات السياسية.