المعمار التقليدي.. سلاح الدول في مواجهة الطقس المتطرف

يعد الطقس المتطرف أحد أكبر تهديدين يواجهان العالم في العامين المقبلين.

نظرًا لأن أزمة المناخ تجعل الطقس متطرفًا بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، يعيد المهندسون المعماريون اكتشاف أنماط البناء التقليدية التي أثبتت قدرتها على تحمل الظروف القاسية اليوم.

فقد وجد تقرير المخاطر العالمية لعام 2023 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن الطقس المتطرف يعد أحد أكبر تهديدين يواجهان العالم في العامين المقبلين. وقد تم تصنيف الفشل في اتخاذ التدابير الكافية للتخفيف من تغير المناخ على أنه الخطر الأشد خطورة في العقد المقبل.

• إيطاليا تحسم موقفها من الاقتصاد الأخضر تجنبا لـ«خطأ تاريخي»
• الطريق لـ COP28..شات جي بي تي يكشف السيناريوهات الأسوأ لتغير المناخ
  

وفيما يلي ستة أمثلة على ابتكارات من الماضي تساعدنا على تكييف بيئاتنا المعيشية للبقاء على قيد الحياة في مستقبل مناخي غامض.

1. تبريد المداخن

يمكن أن يكون الصيف حارًا جدًا في إيران. وعلى الرغم من أن متوسط درجات الحرارة تصل إلى 36 درجة مئوية في العام، إلا أن درجة الحرارة في آبادان وصلت في أغسطس/آب 2022 إلى مستوى قياسي بلغ 53 درجة مئوية. وتبقى المنازل الإيرانية التقليدية باردة بفضل مصدات الرياح، والمداخن الطويلة المزخرفة ذات الفتحات على الجانبين على الأقل.

يتم تمرير النسائم من خلال جانب واحد ويهرب الهواء الساخن من خلال الجانب الآخر. يمكنهم خفض درجة الحرارة الداخلية بما يصل إلى 12 درجة مئوية. ويقول المهندسون المعماريون الآن إن الإصدارات الحديثة التي تستخدم التكنولوجيا المتقدمة يمكن أن تكون بديلاً مستدامًا لتكييف الهواء المتعطش للطاقة.

2. منازل مقاومة للفيضانات

لجأت المهندسة المعمارية الباكستانية ياسمين لاري إلى التقنيات التقليدية لإنتاج منازل على نطاق واسع للأشخاص الذين فقدوا كل شيء في الفيضانات الكارثية التي ضربت مقاطعة السند في البلاد في عام 2022. وتصميمها، الذي يعتمد على الأكواخ المحلية المكونة من غرفة واحدة، يمكن أن يتحمل الفيضانات.

يتم تشييد التشوهرا باستخدام إطارات مصنوعة من الخيزران، ويتم وضعها على منصات مرتفعة بارتفاع متر وهي مثمنة الشكل وليست مستديرة من أجل القوة. حتى الآن، تم بناء 5000 منها وتم الاعتراف بعمل لاري من خلال الميدالية الذهبية الملكية للهندسة المعمارية من المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين.

3. طلاء فائق الانعكاس

يستخدم الأشخاص الذين يعيشون في البلدان الحارة تقليديًا مواد التبييض للمساعدة في الحفاظ على برودة منازلهم. قال علماء في جامعة بوردو بالولايات المتحدة إنهم اكتشفوا اللون الأبيض المثالي الذي يعكس الحرارة، وهو فعّال للغاية ويمكن أن يحل محل تكييف الهواء في يوم من الأيام.

تعكس الأسطح التقليدية المطلية باللون الأبيض ضوء الشمس ولكنها تسخن أيضًا. ويقول فريق بوردو إن طلاءهم يعكس 98.1% من ضوء الشمس ويبرد الجدران بمقدار 8 درجات مئوية تقريبًا. وينتج الطلاء، المطلي على سقف مساحته 94 مترًا مربعًا، 10 كيلوواط من طاقة التبريد، أي أكثر من العديد من مكيفات الهواء.

4. المنازل المحمية من العواصف

لقد تم تقدير الخصائص العازلة للتربة منذ فترة طويلة. كانت المنازل العشبية، وهي المنازل المغطاة بالتربة أو المسقوفة بالعشب، سمة تقليدية للبلدان الباردة مثل أيسلندا لعدة قرون. في الواقع، كانت هذه هي القاعدة بالنسبة للآيسلنديين حتى القرن العشرين.

ولكن بالإضافة إلى كونها مستدامة، فإنها توفر أيضًا الحماية من العواصف، كما اكتشف أحد أصحاب المنازل في أوكلاهوما عندما اجتاح إعصار منزلهم دون التسبب في أضرار. وهم يكتسبون شعبية. قام المهندس المعماري بيتر فيتش ببناء أكثر من 70 منزلًا حول العالم.

5. سكايويلز لخفض الحرارة في المنازل

تعتبر الفتحات في الأسقف، الأصغر حجمًا من الفناء، والتي تسمح للهواء البارد بالدخول والهواء الساخن بالهروب، سمة من سمات العديد من المباني في الصين منذ القرن الرابع عشر.

يقول العلماء الذين درسوا تأثيرات فتحات الأسقف إنها في المناخات الحارة والرطبة تقلل درجات الحرارة الداخلية بما يتراوح بين 2.6 درجة مئوية و4.3 درجة مئوية. بفضل خصائص المنازل التقليدية التي تحافظ على الحرارة، تعمل الآبار السماوية على تحسين التهوية في الشتاء دون إصابة الناس بالبرد.

6. القنوات بدلا من تكييف الهواء

الحل القديم الآخر الذي يتم استكشافه لتبريد المباني اليوم هو قناة المياه. وفي إشبيلية بإسبانيا، التي وصلت درجات الحرارة فيها إلى 42 درجة مئوية في يوليو/تموز، يمكن لشبكة من القنوات المائية تحت الأرض أن تساعد في خفض درجات حرارة المباني فوقها بما يصل إلى 10 درجات مئوية.

تعتمد شبكة الأنابيب تحت قناة كارتوجا في إشبيلية على نظام زراعي فارسي عمره 1000 عام يسمى القناة الفارسية، والذي يستخدم الهواء البارد من القنوات لتقليل درجات حرارة الهواء إلى الأعلى.