بعد كارثتي المغرب وليبيا.. "العين الإخبارية" ترصد مراحل تدريب المنقذين في أرمينيا
بعد زلزال مدمر ضرب المغرب، وفيضانات عصفت بليبيا، روت مسؤولة بالمركز الروسي الأرمني للاستجابة الإنسانية، بالتعاون مع المنظمة الدولية للدفاع المدني في أرمينيا "ICDO"، مراحل تدريب رجال الإنقاذ لزلزال المغرب وفيضانات ليبيا في أرمينيا.
إيكاترينا كوجوهاري، المدير العام لشركة "أكسي موندي" والمسؤولة عن المركز الروسي الأرمني للاستجابة الإنسانية، قالت لـ"العين الإخبارية" إن "الكوارث التي يشهدها العالم، من زلازل وفيضانات وحروب، تتطلب استجابة فورية للإغاثة".
وأودى أقوى زلزال في المغرب وفيضانات غير مسبوقة في ليبيا بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وتسبب في دمار هائل، واستجابت المنظمة الدولية للدفاع المدني "ICDO" التي يتمثل أحد أقسامها في تدريب وتحسين تأهيل رجال الإنقاذ في البلدان الأعضاء فيها، ودعمت كلا البلدين.
وبعد زيارة أحد أماكن التدريب في يريفان، حيث تم في الفترة من 11 إلى 15 سبتمبر/أيلول التدريب الدولي لمنظمة "ICDO"، والذي جرى تنظيمه في المركز الروسي الأرمني للاستجابة الإنسانية، أخبرتنا كوجوهاري عما يبقى وراء الكواليس.
وقالت: "في أغلب الأحيان، تدور العناوين الرئيسية في الصحف حول الأرقام. وإذا كانت كارثة طبيعية، فهذا هو العدد المقدر للضحايا والجهود التي تبذلها السلطات"، موضحة أنه "وقعت 7348 كارثة طبيعية في جميع أنحاء العالم، وبلغ مجموع المتضررين منها أكثر من 4 مليارات شخص".
وتابعت: "الأرقام مرعبة، نظرا لعجز البشر في مواجهة الكوارث الطبيعية. ومع ذلك، فإن ما يبقى عادةً خلف الكواليس ويلعب دورًا أساسيًا هو عمل رجال الإنقاذ، الذين ينتشلون الضحايا من تحت الأنقاض في الزلازل أو من الحرائق أو ينقذونهم في الفيضانات. إنهم يخاطرون بحياتهم، وينقذون مئات الآلاف من الناس".
وأشارت إلى أن رجال الإنقاذ اجتمعوا من 6 بلدان أعضاء في منظمة "ICDO": "الجزائر والبحرين والمملكة العربية السعودية وروسيا وقيرغيزستان ولبنان"، في ساحة التدريب التابعة لمركز الاستجابة الإنسانية الروسي الأرمني (RAHRC).
ولفتت إلى أنه "بعد أسبوع من التدريب النظري والعملي، في اليوم الأخير من التدريب، أجروا تمرين فحص لإنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض"، موضحة أنه تم إجلاء الضحايا في منشأة تدريب تكنولوجية متقدمة زودتها منظمة ICDO للمركز هذا العام".
أما عن استئناف القتال في إقليم "ناجورني كربه باخ" بين أذربيجان وأرمينيا، فقالت كوجوهاري إن القتال تسبب في تشريد آلاف اللاجئين، لافتة إلى أن القتال تجاوز الدولتين الجارتين، إذ أصبح صراع نفوذ وحربا بالوكالة بين قوى مختلفة في تلك المنطقة.
وروت كوجوهاري أن هناك خلال التدريب محاكاه لصرخات "الضحايا"، والدخان، وكما لو كانوا في الحياة الواقعية، موضحة أن رجال الإنقاذ يبذلون قصارى جهدهم لسحب "ضحايا" سواء الزلزال من المبنى المنهار أو الفيضانات أو مناطق القتال. وكانت هناك متطوعين من عارضات الأزياء أيضًا لاختبار المحاكاة للاستفادة من أوزانهن النحيفة.
وقالت كوجوهاري: "تدريبنا مخصص للاستجابة للزلزال وإنقاذ الضحايا المحاصرين تحت الأنقاض، من أجل انتشالهم من هناك"، مضيفة أنه "من الضروري أن تكون لدينا مهارات في العمل باستخدام أدوات الإنقاذ".
وتابعت: "كنا منخرطين طوال الأسبوع في العمل باستخدام أدوات تعمل بالهواء المضغوط، الأدوات الهيدروليكية والهيدروديناميكية والبنزين، والتي يستخدمها عادة رجال الإنقاذ لإخراج الضحايا من تحت الأنقاض".
ووفقا لكوجوهاري، يتم تدريب الزملاء على عناصر خاصة ذات تعقيد متزايد، مدللة على ذلك، على سبيل المثال، عندما يتم في الواقع تثبيت ذراع أو ساق شخص ما، فمن الضروري أن نتصرف بأقصى قدر من الدقة والحذر حتى لا نتسبب في إصابات.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها المركز الروسي الأرمني للاستجابة الإنسانية تدريباً دولياً في ساحة التدريب، ولكن كانت هذه مجرد البداية وأول تجربة ناجحة.
وأضافت: "في كل عام نقوم بإعادة تدريب ما بين 300 إلى 500 متخصص من أرمينيا في مجال حماية السكان والأراضي، وتدريب خدمات الإنقاذ، والمتخصصين في موظفي الإدارة، ووحدات الإطفاء، ورجال الإنقاذ".
وأكدت أنه "بفضل منظمة ICDO، قمنا ببناء مجمع تدريب فريد من نوعه، مما يسمح لنا بتدريب المتخصصين في مجموعة واسعة من المجالات"، موضحة أنها عبارة عن أجهزة محاكاة ذات احتراق مفتوح - غرفة حرارية ودخانية، حيث يتم تدريبها على التوجيه في الدخان وفي ظل انعدام تام للرؤية.
وقالت: "يضم المركز مجمعًا كبيرًا يقام فيه التدريب - ركام يحاكي تدمير مبنى، حيث يحتاج المشاركون إلى عمل ممرات والبحث عن الضحايا"، موضحة أنه يوجد أيضًا جهاز محاكاة منفصل يسمح بممارسة تقنيات وأساليب العمل الآمن لوحدات الإنقاذ على ارتفاعات.
وتابعت: "هذا هو توفير التأمين ونقل الضحية على أشكال مختلفة من الهياكل، لافتة إلى أن إحدى المهام المهمة للمركز هي الاستجابة الإنسانية في كل من أرمينيا ودول النهر".