الصفقات المضروبة كانت آفة عانتها أنديتنا في المواسم المنصرمة ومع بروز المجالس الرياضية وتطوير شيء من اللوائح.. اقرأ التفاصيل.
أيام وأسابيع قليلة تفصلنا عن عودة النشاط في الأندية، التي ستبدأ تجمعاتها الداخلية استعداداً لفترة التحضير والتجهيز لمعسكرات الصيف الخارجية، التي دأبت عليها منذ سنوات طويلة، كمرحلة أولى لمشوارها من أجل الدخول في غمار الموسم الجديد.
الصفقات المضروبة كانت آفة عانتها أنديتنا في المواسم المنصرمة ومع بروز المجالس الرياضية وتطوير شيء من اللوائح.. انخفضت هذه الممارسات السلبية وباتت الإدارات أكثر حرصاً وتشدداً في عقودها بعد أن فُرضت عليها إجراءات جديدة ومعايير محكومة بضوابط تعاقدية محددة
ولعل هذه الفترة تعتبر من أهم المراحل التي تأتي في سياق الإعداد، كونها تعتمد على عناصر المراجعة والاستكشاف ثم التعاقد لغرض التغيير والإحلال، لكن قلما تتواكب فرقنا مع متطلبات وتحديات هذه الفترة، كي تستكمل احتياجاتها وتُنهيها مبكراً، نظراً إلى يقينها بعاملَي الوقت والانتظار، معتقدة أن لديها من المساحة ما يكفي لسد النواقص وإكمالها قبل صافرة الانطلاقة، التي عادة ما تحصر الأندية في خانة ضيقة، وتدفعها للهرولة في تسريع التعاقد وإغلاق الشاغر، من دون إدراك قيمة وجودة العنصر الجديد الذي يُفترض أن تتوافر لديه مقومات وشروط الإضافة والفائدة المرجوة منه.
ففي الماضي كانت فرقنا تعتمد على السماسرة، ومازالت، بل إن أغلب الصفقات كانت غشاً وتلاعباً، مخلفةً وقتها تبعات مالية وانحدارات فنية خطيرة على الأندية، فكم من الأسماء المضروبة التي دخلت الأندية وخرجت بملايين (شرط الجزاء)، من دون أن تعطي أو تقدم ما يعادل درهماً واحداً من قيمة عقودها، مغادرةً وهي تحمل غنيمة أكبر الرابحين من تلك التعاقدات المغشوشة.
الصفقات المضروبة كانت آفة عانتها أنديتنا في المواسم المنصرمة، ومع بروز المجالس الرياضية وتطوير شيء من اللوائح، انخفضت هذه الممارسات السلبية وباتت الإدارات أكثر حرصاً وتشدداً في عقودها، بعد أن فُرضت عليها إجراءات جديدة ومعايير محكومة بضوابط تعاقدية محددة.
هناك هفوات وإخفاقات تحدث أحياناً لأسباب عديدة، منها ما هو مرتبط بعوامل الحاجة الفعلية، وأخرى مردها لسوء التقييم والاختيار، مثلما أيضاً للتردد وتأخير القرار دورٌ رئيس في هذا الجانب، الذي تنجم عنه مشاهد الساعات الأخيرة قبل إغلاق أبواب القيد والتسجيل، فهي بمثابة «رمية العمى» التي قد تصيب أو تخيب، لتأتي بعواقبها الحسنة أو السيئة على الفرق، وتكون حينها سبباً إما في تخبطاتها أو نجاحها في مشوارها الموسمي، لذلك فإن الفترة الأولى تعتبر مثالية للاختبار والتجريب، وفيها من الوقت ما يدعم الاختيار المبني على نظرة فنية، يرتكن أساسها برؤية المختصين الذين متى ما احتكموا لضمير الأمانة والنزاهة في قرارهم، فإن المعطيات والمخرجات تأتي مثلما تتمناه سفنُ الأندية وجماهيرها!
قلما تتواكب فرقنا مع متطلبات المرحلة الأولى من الإعداد، وتستكمل احتياجاتها مبكراً.
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة