خطف الأجانب.. ابتزاز سياسي وتمويل إجرامي لإخوان ليبيا
قالت مصادر أمنية ليبية إن المليشيات المسيطرة على طرابلس تعتمد على خطف الأجانب للابتزاز وآخرهم 7 من الهنود
كشفت الخارجية الهندية، اليوم الجمعة، النقاب عن اختطاف 7 من رعاياها في ليبيا على يد مجهولين بالقرب من العاصمة طرابلس في 14 سبتمبر/أيلول الماضي خلال توجههم إلى المطار لمغادرة البلاد.
وقال بيان وزارة الخارجية الهندية إن السلطات الهندية تجري اتصالات مع السلطات المحلية لتأمين إطلاق سراح المختطفين.
وأفاد أنوراغ سريفاستافا، المتحدث باسم الخارجية الهندية، بأن حكومة بلاده تبذل كل الجهود الممكنة لتعقب مواطنيها المختطفين، وتأمين إطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن، موضحا أن المختطفين كانوا يعملون في شركة إنشاءات وإمدادات نفطية.
وحول تفاصيل عملية الاختطاف أوضح سريفاستافا أن الخاطفين اتصلوا برب العمل وعرضوا عليه الصور كدليل على أن المواطنين الهنود بخير وبصحة جيدة، فيما لم تتحدث الخارجية الهندية عما طلب منها مقابل إطلاق سراح رعاياها.
وأكد سريفاستافا أن السفارة الهندية في تونس تتواصل مع حكومة الوفاق الليبية والمنظمات الدولية العاملة هناك، لطلب مساعدتها في إنقاذ الرعايا الهنود
كانت الحكومة الهندية قد حظرت بشكل كامل على رعاياها في مايو/أيار 2016 السفر إلى ليبيا بغض النظر عن الغرض من ذلك، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية هناك.
وحسب مصادر أمنية ليبية، فإن هذا الحادث يأتي كاشفا للمخاطر التي يتعرض لها أي أجنبي داخل ليبيا في مناطق سيطرة المليشيات المسلحة والتنظيمات الارهابية، جراء الفوضى الأمنية التي تقع فيها غرب البلاد، التي يعتمد فيها تنظيم الإخوان الإرهابي على عمليات السطو والنهب لتوفير مصادر للتمويل.
وأوضحت المصادر لـ"العين الإخبارية" أنه كلما اقتربت الحلول السياسية للأزمة الليبية زاد تفكير مليشيات طرابلس في القيام بعمليات إجرامية نوعية، من بينها خطف رعايا أجانب ودبلوماسيين لطلب الفدية، أو ممارسة الابتزاز السياسي، والتفاوض على خروج آمن للمليشيات دون عقاب على جرائمها السابقة، في حال التوصل لحل سياسي يسمح بإخراجها.
ترصد "العين الإخبارية" أبرز عمليات الخطف التي تعرض لها أجانب ودبلوماسيون منذ 2011 على يد المليشيات الإخوانية في طرابلس وغرب ليبيا:
ابتزاز روسيا
نهاية مايو/أيار الماضي تسربت مكالمة هاتفية مسجلة بين الإخواني الليبي خالد المشري وصحفي روسي حول روسيين اثنين محتجزين في سجون حكومة المليشيات بطرابلس.
وكشفت المحادثة جانبا من الوجه الحقيقي لتنظيم الإخوان الإرهابي الذي ساوم الصحفي الروسي على ضرورة اتخاذ الرئيس بوتين موقفا سياسيا مؤيدا للإخوان في مقابل الإفراج عن الرهينتين بوساطة تركية، بعد عام من اختطافهما في طرابلس منذ 17 مايو 2019.
إرهاب التشيك
وفي أغسطس/آب 2019 خشيت الحكومة التشيكية على دبلوماسييها من الوقوع أسرى بيد المليشيات بطرابلس بعد شهرين من اختطاف روسيين من قبل مليشيات السراج.
وأعلنت وزارة الخارجية التشيكية إغلاق سفارتها بشكل كامل في العاصمة طرابلس، بسبب تردي الوضع الأمني وتضاؤل فرص تحسن الأوضاع في طرابلس، حسب ما أعلنت في بيان نقلته الإذاعة الوطنية حينها.
الضغط على مصر
في 20 أغسطس/آب 2012 تعرضت سيارة السكرتير الأول بالقنصلية المصرية للانفجار في مدينة بنغازي الليبية، كما تعرض مبنى خدمات تابع لكنيسة مصرية فى مدينة مصراتة للتفجير، مما أسفر عن مقتل اثنين مصريين وإصابة اثنين آخرين بجروح.
وفي أغسطس/آب 2013 أعدمت مليشيا مسلحة تدعى "مجلس شورى شباب الإسلام" مصرياً رمياً بالرصاص بالملعب البلدي الواقع بالمدخل الغربي لمصراتة.
وفي 25 يناير/كانون الثاني 2014 اختطفت المليشيات الإرهابية 4 موظفين في السفارة المصرية بطرابلس، بينهم الملحق الثقافي، في العاصمة الليبية لمساومة السلطات المصرية على إطلاق سراح قيادي إرهابي قبض عليه في مصر أثناء ترتيبه لعمليات إرهابية أحبطتها السلطات المصرية.
وفي 24 فبراير/شباط 2014 عثرت السلطات الأمنية الليبية على جثث سبعة مصريين أقباط ملقاة في ضواحي مدينة بنغازي شرق البلاد وعليها آثار الرصاص.
وفي 15 فبراير/شباط 2015 قام تنظيم داعش بذبح 21 مصرياً على سواحل مدينة سرت التي كان يسيطر عليها.
وفي 24 ديسمبر/كانون الأول 2014 قُتل طبيب مصري قبطي وزوجته في مدينة سرت الليبية على أيدي مسلحين مجهولين، ثم قاموا باقتياد ابنة القتيلين إلى مكان مجهول بعد تنفيذ الجريمة.
استهداف الأمريكيين
في 11سبتمبر/أيلول 2012 شنت جماعة "أنصار الشريعة" الإرهابية هجوماً مسلحاً على قنصلية واشنطن في مدينة بنغازي شرقي البلاد، أدى إلى مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين، من بينهم اثنان من المارينز الأمريكيين.
في 5 ديسمبر/كانون الأول 2013 قتل أمريكي يعمل معلماً في المدرسة الدولية بمدينة بنغازي الليبية بأعيرة نارية في بنغازي، خلال قيامه بتمارين رياضية صباحية في شارع فينيسيا بمنطقة الفويهات وسط المدينة بالقرب من مقر القنصلية الأمريكية.
وفي يناير/كانون الثاني 2015 تعرض فندق كورنثيا الفاخر في ليبيا لهجوم انتحاري، قتل فيه 10 أشخاص، من ضمنهم خمسة أجانب أحدهم "ديفيد بيري" مقاول الأمن الأمريكي.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA== جزيرة ام اند امز