3.5 تريليون دولار ميزانية أمريكا المقترحة.. والإغلاق 22 يلوح في الأفق
بدأت الولايات المتحدة بلورة الإطار العام لميزانية العام المالي الجديد، في وقت دعت فيه وزيرة الخزانة الكونجرس لرفع سقف الدين، وسط مخاوف من إغلاق حكومي جديد.
وأعلن الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم الإثنين، عن ميزانية قيمتها 3.5 تريليون دولار للسنة المالية التي تبدأ في أول أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وكشفت وثائق للكونجرس، عن تضمن الميزانية المقترحة إعفاءات ضريبية ومنحا لتشجيع "الطاقة النظيفة" والتصنيع والنقل، كما تشمل أيضا تغييرات في سياسات الهجرة والتعليم.
ويهدف الديمقراطيون إلى مناقشة وتمرير هذا القرار غير الملزم في الأيام المقبلة، وهو ما سيشكل إطارا عاما لتشريع أكثر تفصيلا وملزم في وقت لاحق هذا العام.
تريليون دولار
واقترب مجلس الشيوخ الأمريكي خطوة يوم الأحد من إقرار مشروع قانون اقترحه الحزبان الديمقراطي والجمهوري للبنية التحتية وتبلغ قيمته تريليون دولار من خلال موافقته على تفاصيل أكبر استثمار أمريكي في مجال الطرق والجسور منذ عشرات السنين.
وبعد تصويت بأغلبية 69 صوتا مقابل 28 صوتا تحرك مجلس الشيوخ لدعم بنود حل وسط تم التوصل إليه بعد محادثات شاقة من قبل مجموعة من الجمهوريين والديمقراطيين. ويمثل هذا القانون أولوية قصوى للرئيس الديمقراطي جو بايدن. وسيكون إقراره انتصارا كبيرا له وللنواب الذين صاغوه من الحزبين.
رفع سقف الدين الأمريكي
وفي الوقت الذي يتحدث فيه نواب الكونجرس عن الميزانية الجديدة، دعت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين الكونجرس لرفع سقف الدين الأمريكي من خلال تحرك يدعمه الحزبان الجمهوري والديمقراطي بالكونجرس مع قرب نفاد قدرة الحكومة الاتحادية على الاقتراض.
وقالت إن مثل هذا التحرك لن يرفع الإنفاق الحكومي ولن يمهد السبيل لإنفاق مستقبلي مضيفة في بيان "يسمح ببساطة بسداد الخزانة نفقات أُقرت مسبقا. ويصيب عدم الوفاء بهذه الالتزامات الاقتصاد الأمريكي ومعيشة جميع الأمريكيين بضرر لا يمكن إصلاحه".
من المتوقع أن تستنفد الولايات المتحدة سلطتها الخاصة بالاقتراض في أكتوبر/تشرين الأول. وربما يؤدي الإخفاق في الموافقة على رفع السقف القانوني للدين، الذي يبلغ الآن 28.5 تريليون دولار، إلى إغلاق حكومي اتحادي آخر أو تخلف عن سداد الديون.
أطول إغلاق
وفي عالم 2019، سجل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أطول فترة إغلاق حكومي في تاريخ البلاد؛ بسبب الخلاف حول تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، الذي كان أبرز وعود حملته الانتخابية.
وكان ترامب يريد 5.7 مليار دولار من أجل "حاجز فولاذي" أو جدار يمكن أن يوقف الهجرة السرية؛ لكن الديمقراطيين يرفضون الموافقة على هذا المبلغ لمشروع يعتبرونه "لا أخلاقي" وغير فعال.
ولمدة 36 يوما، هي مدة الإغلاق لم تدفع أجور نحو 800 ألف موظف حكومي، وحصل 350 ألف آخرين على إجازة دون أجر، حتى أعلن ترامب في 26 يناير/ كانون الثاني 2019 تمرير الموازنة، لينتهي الإغلاق الذي بدأ في 22 ديسمبر/كانون الأول 2018.
وسجل ثاني رقم قياسي للإغلاق الحكومي في أمريكا عند 21 يوما بين نهاية 1995 وبداية 1996 في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون.
ويأتي ترامب في المرتبة الأولى بين الرؤساء الذين شهدت فترة حكمهم أطول فجوة في التمويل الحكومي خلال الـ43 سنة الماضية، والرئيس كلينتون في المرتبة الثانية، بينما يأتي الرئيس جيمي كارتر في المرتبة الثالثة، ويحتفظ الرئيس الراحل رونالد ريجان بالرقم القياسي لعدد مرات الإغلاق التي تكررت في عهده 8 مرات.
وشهدت الولايات المتحدة 21 فجوة في التمويل الحكومي منذ عام 1976، على الرغم من اختلاف مستوى الإغلاق. وقبل عام 1981، كان بوسع معظم الوكالات الاستمرار في العمل خلال فترات التمويل التي انتهت صلاحيتها عن طريق قطع العمليات غير الأساسية.