صحيفة فرنسية: مليون مهاجر في ليبيا ينتظرون المجيء إلى أوروبا
حكومة "الوفاق" الليبية رعت اتفاقاً سرياً بين روما ومافيا تهريب المهاجرين غير الشرعيين عام 2017 ونحو مليون لاجئ لا يزالون في البلاد
كشف تقرير إعلامي فرنسي أن حكومة "الوفاق" الليبية، برئاسة فايز السراج، رعت، في 2017، اتفاقاً سرياً غير قانوني بين إيطاليا ومافيا تهريب المهاجرين غير الشرعيين، لوقف تدفق المهاجرين نحو السواحل الإيطالية عبر صبراته، وأن ما بين 700 ألف إلى مليون لاجئ ومهاجر غير شرعي يتواجدون في ليبيا بانتظار المجيء إلى أوروبا.
- فرنسا تقرر تجميد ممتلكات 6 مهربين للمهاجرين في ليبيا
- انتشال 12 جثة و41 ناجيا من قارب مهاجرين قبالة ليبيا
وتعتبر قضية الهجرة من الملفات الملتهبة التي أثارت العديد من الأزمات والانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي خلال الفترة الماضية، حيث باتت موضوعاً رئيسياً في قلب مناقشات المجلس الأوروبي، المنعقد قبل يومين، في بروكسل.
ومن بين المواضيع التي كانت مطروحة للمناقشة، مشروع إنشاء "منصات" لإعادة المهاجرين إلى البحر المتوسط إلى ساحل شمال إفريقيا.
وتحت عنوان "المهاجرون في ليبيا.. صعوبة السيطرة على شبكات المهربين من الفوضى"، قال فريدريك بوبان، مراسل صحيفة «لوموند» في منطقة شمال إفريقيا، إن ما بين 700 ألف إلى مليون مهاجر ولاجئ موجودون في لييبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن تدفق المهاجرين على إيطاليا جاء من منطقة محددة غربي ليبيا وهي طرابلس التي تعتبر الأقرب إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.
اتفاق سري
الصحيفة لفتت إلى أن حكومة السراج رعت اتفاقا سرياً بين روما وبعض ميليشيات المهربين خصوصا في صبراتة، العاصمة القديمة للمهربين، لتراجع تدفق المهاجرين.
ورغم ذلك، تواجه أوروبا صعوبة في السيطرة على شبكات المهربين جراء الفوضى السائدة في ليبيا، نظراً لغياب الدولة المركزية، وتفاقم الصراع بين ميليشيات متمتعة بالحكم الذاتي، في ظل حكومة ضعيفة.
واعتبرت الصحيفة أنه من الضروري التمييز بين المهاجرين ممن يتخذون من ليبيا معبرا للهجرة إلى أوروبا، وبين الأشخاص الراغبين بالبقاء في ليبيا.
فالأولى، أي الهجرة العابرة، فالتصقت تاريخياً بالمهاجرين القادمين من منطقة "القرن الإفريقي" (إثيوبيا، إريتريا، والصومال)، ممن فروا من الحروب الأهلية والمجاعات.
وفي الآونة الأخيرة، انضم إليهم مواطنون من وسط إفريقيا (نيجيريا)، وغربها (مالي، كوت ديفوار، السنغال، جامبيا، إلخ.).
أما بالنسبة لهجرة العمل في ليبيا، فالظاهرة مستمرة، حيث لا زال هذا البلد الغني بالنفط، قادرا على التوظيف، وذلك رغم الانقسامات والفوضى التي مزقتها، ومازال قادرا على جذب المهاجرين إليه من بلدان مجاورة، خصوصا من مصر والسودان وتشاد وتونس، وحتى من بنجلاديش والفلبين.
ونتيجة لذلك الاختلاط بين المهاجرين العابرين والدائمين إلى ليبيا، لا توجد أرقام رسمية دقيقة لعدد المهاجرين في ليبيا، لكن التقديرات تشير إلى أن عدد المهاجرين واللاجئين الموجودين بهذا البلد يتراوح بين 700 ألف إلى مليون مهاجر ولاجئ.
الصراع أحد أسباب الهجرة
الصحيفة الفرنسية أوضحت أن "الوضع السياسي في ليبيا متردي جراء عدم الاستقرار والتشرذم القبلي والسياسي، حيث توجد حاليا حكومات متنافسة على شرعية السلطة، ما عزز الانقسام والعجز عن السيطرة على مافيا المهربين.
ودعت الصحيفة الدول المناهضة للهجرة إلى توحيد ليبيا المصدر الرئيسي للمهاجرين إلى أوروبا، قبل التنديد بتدفق المهاجرين، في إشارة إلى إيطاليا.
وتابعت أنه "رغم أن إيطاليا تجمعها علاقات خاصة مع طرابلس (حكومة السراج)، إلا أنها لم تحاول السعي إلى توحيد البلاد".
ومنذ 2017، تنتاب مراقبين تساؤلات حول اتفاقات سرية مبرمة بين ميليشيات التهريب وبين إيطاليا، برعاية حكومة السراج، وكان عراب الاتفاق في ذلك الوقت أحمد داباشي، الملقب بـ "العم ".
ورغم تكذيب روما، إلا أن توقف أنشطة التهريب في منطقة صبراتة أكدت تلك التخمينات والشائعات.
ورغم الاتفاق الخارج عن القانون برعاية طرابلس، إلا أن أطرافه فشلت في حسم قضية الهجرة.
وحول مشروع المنصات التي اقترحها الاتحاد الاوروبي لإعادة المهاجرين، رجح مراسل الصحيفة الفرنسية أن تقام في ليبيا، ونفى تماماً أن تقام في تونس، فيما لاتزال النيجر خياراً جيداً أمام قادة الاتحاد الأوروبي وخصوصا فرنسا التي تدعم ذلك الخيار.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS41NiA=
جزيرة ام اند امز