خبيرة أمريكية: تحركات تركيا بالمنطقة هدفها حصار مصر
هذا السيناريو سيمنح تركيا القدرة على ممارسة نفوذ كبير في شمالي أفريقيا وتقويض أمن القاهرة
رأت خبيرة أمريكية معنية بشؤون الأمن القومي أن التحركات التركية في المنطقة بشكل عام تهدف إلى حصار مصر على عدة جبهات وتشتيت قواتها.
كما لفتت إلى أن انفجار مرفأ بيروت يسلط الضوء على التعاون التركي المتزايد مع إيران ومصالحها الاستراتيجية في لبنان، وهو ما يسهل أجندة أنقرة المستفزة والمثيرة للقلق في شرقي المتوسط.
وحذرت إيرينا تسوكرمان، وهي محامية حقوق إنسان ومحللة متخصصة بشؤون الأمن القومي في نيويورك، من أن العدائية التركية المطلقة بالمنطقة ربما تستهدف تشتيت الانتباه عن سعيها البطيء والدؤوب وراء استراتيجيتها المعقدة لحصار مصر على عدة جبهات وتقويض دورها الإقليمي القوي.
وتحت عنوان "من طرابلس إلى طرابلس.. الهدف الحقيقي لتركيا هو مصر"، أضافت الخبيرة الأمريكية، خلال تقرير عبر مركز "بيسا" للدراسات الاستراتيجية في إسرائيل، إن الانفجار المميت والمدمر الذي شهدته بيروت أثار تساؤلات أكثر من الإجابات، حتى أن الأجوبة التي توصل إليها المجتمع الدولي حجبت المشاكل الرئيسية التي قادت إلى تلك المأساة.
- قبرص والغاز والتاريخ.. قرنان من العداء بين تركيا واليونان
- أطماع أردوغان تضرب مكاسب تركيا بالشرق الأوسط واليونان تستفيد
وقالت الخبيرة الأمريكية إن الانفجار طرح عدة نقاط تمثلت في أنه، بغض النظر عن السبب وراء الانفجار أو النية وراء تخزين المواد المتفجرة، فإن "حزب الله" هو الملام، خاصة وأنه هو الفائز الوحيد من هذا الفشل الذريع لأنه كان قادرًا على الاستفادة من التعاطف الدولي للحصول على الدعم.
وأضافت أن إيران تتشارك اللوم أيضًا لأنها من يحرك "حزب الله"، فضلًا عن المعلومات الجديدة التي تشير إلى أن نترات الأمونيوم التي تم تخزينها في المستودع قادمة من إيران للحزب عام 2013.
وعلاوة على ذلك، بحسب الخبيرة يقوم الوكلاء الإيرانيون من أمثال "حزب الله" بتكرار نموذج حكم طهران القمعي المدفوع بالإرهاب في شتى أنحاء العالم، بما ذلك اليمن، الذي ساهم الحوثيون فيه، والذين تدربوا على يد حزب الله، في انتشار الفقر، والأمراض، والفساد، والمعاناة الإنسانية.
ورأت تسوكرمان أن هذه الأمور تسلط الضوء على جزء فقط من القصة، مستشهدة بما قاله أحد المفتشين حول مطابقة نترات الأمونيوم بمستودع بيروت لمادة صادرتها اليونان من شحنة تركية كانت متجهة لميناء مصراتة في ليبيا يوم 10 يونيو/حزيران، حيث كان من المفترض أن ينتهي بها الحال بالوقوع في أيدي المليشيات الموالية لحكومة الوفاق والمرتزقة المدعومين من أنقرة.
وقالت الخبيرة الأمريكية إنه حال تأكد صحة هذا الأمر، سيضفي مصداقية على التقارير المتزايدة بشأن التعاون الإيراني مع تركيا في عدة أمور، لا تتضمن "خط الدفاع" التركي في ليبيا فحسب، بل استراتيجيتها الجيوسياسية بأكملها.
وأشارت تسوكرمان في تقريرها إلى أن تدخل تركيا في ليبيا ولبنان يعود لعدة سنوات؛ فمنذ عام 2012 شاركت أنقرة في جهود لتعزيز السياحة مع لبنان من خلال خط بحري مباشر يتجاوز سوريا.
وأوضحت تسوكرمان أن النية الحقيقية لأردوغان، بعيدًا عن استرضاء النزعات القومية أو الإسلاموية، هي تحقيق هيمنة ملموسة على البحر المتوسط والشرق الأوسط عن طريق الاستراتيجية البحرية والسيطرة الكاملة على أهم الممرات والطرق التجارية الاستراتيجية.
كما أن الهدف الحقيقي لتركيا، طبقًا للمحللة الأمريكية، ربما يكون حصار مصر وإضعافها على ثلاث جبهات؛ من خلال: توريطها في حرب استنزاف داخل ليبيا، وتوريطها في صراع محدود مع إثيوبيا بشأن المخاوف الإنسانية المتعلقة بسد النهضة، وعلى الجبهة البحرية، تقويض تعاونها مع الصومال وإثيوبيا، الأمر الذي قد يعرض مصر لتهديدات، مثل: القرصنة، نزاعات بحرية محدودة النطاق لكن مشتتة للانتباه بشأن عمليات الصيد وغيرها، وحتى الإرهاب.
ورأت المحللة الأمريكية أن هذا سيؤدي لتقسيم القوات المصرية على عدة جبهات، مما يضعف كفاءة كل مجموعة، محذرة من أن هذا السيناريو سيمنح تركيا القدرة على ممارسة نفوذ كبير في شمالي أفريقيا وتقويض أمن القاهرة لدرجة أن التعاون مع دول أخرى في شرقي المتوسط وغيره سيكون رفاهية لا يمكن تحملها.