"ذا ديفل نيكست دوور".. الجريمة الحقيقية وراء أحدث وثائقيات نتفليكس

نتفليكس تحاول في الوثائقي الجديد، تقديم قصة "ديمجينجوك" الحقيقية وفصل الواقع عن الخيال، خاصةً في ظل تضارب الأقاويل حوله.

ضمت شبكة نتفليكس إلى قائمة أعمالها المقتبسة عن جرائم حقيقية، وثائقيا جديدا بعنوان: The Devil Next Door "ذا ديفل نيكست دوور"، والذي يدور حول حياة جون ديمجينجوك، الجندي النازي والعسكري السابق في الاتحاد السوفيتي.

تحاول نتفليكس في الوثائقي الجديد، تقديم قصة "ديمجينجوك" الحقيقية وفصل الواقع عن الخيال، خاصةً في ظل تضارب الأقاويل حوله، إذ منحه البعض لقب "إيفان الرهيب"، فيما قال عنه آخرون إنه ضحية تشابه هوية وهو شخص آخر تمامًا.
يمتد الوثائقي لخمس حلقات كاملة، تتضمن لقاءات مع عائلة الجندي الذين يسكنون مدينة كليفلاند في ولادية اوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية، ولقاء مع كل من جهة الادعاء والدفاع في قضيته، فضلًا عن صور من محاكمته الشهيرة.

موقع "مترو" البريطاني يستعرض في التقرير القصة الحقيقية وراء بطل الوثائقي جون ديمجينجوك.

من جون ديمجينجوك؟

وُلِد "ديمجينجوك" في أوكرانيا عام 1920، وعاش طفولة مريرة، كما نجا من مجاعة قاسية تسببت في قتل ملايين عام 1930، قبل أن يقرر الانتقال إلى الاتحاد السوفيتي عام 1940.
تعرض للأسر على يد النازيين عام 1942، لكن تظل فترة اسره التي امتدت 3 أعوام حتى نهاية الحرب عام 1945 سرًا وموضع تساؤل كثيرين.
يتطرق الوثائقي لهذه الفترة، محاولًا جمع أدلة كافية للإجابة عن سؤال: ما الذي كان "ديمجينجوك" يفعله في السنوات التي سبقت انتهاء الحرب، حتى لحظة وفاته، إذ ادعى أنه كان سجينًا لدى مخيم نازي قبل أن يُجبر على العمل كحارس؟
بعد انتهاء الحرب العالمية، وحل النازية، أُطلق سراح "ديمجينجوك" وهاجر مع زوجته إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1952 واستقر في مدينة كليفلاند، وأصبح مواطنًا أمريكيًا عام 1958، إلا أن كل ذلك انهار في السبعينيات عندما تقدمت الحكومة الأمريكية بأدلة تدعي بها أن "ديمجينجوك" لم يكن مجرد حارس لدى الألمان، بل هو واحد من أقسى مشغلي غرفة الغاز وأكثرهم سادية، إلى حد منحه لقب "إيفان الرهيب".

من هو إيفان الرهيب؟

المعروف أن إيفان الرهيب، هو أمير موسكو الذي شهد حكمه حروبًا دموية كثيرة، تحولت روسيا على إثرها إلى إمبراطورية مترامية الأطراف، وقد عٌرف بهذا اللقب بسبب حروبه الاستعمارية وقمعه الثورات التي أقيمت ضده.
بعد ظهور أدلة الحكومة الأمريكية، انتشرت قصص مريرة عن قسوة "ديمجينجوك"، وحكايات تعذيبه المساجين بوسائل متعددة منها السوط والسيوف، فضلًا عن قطع آذان العاملين في السجن وإجبارهم على العمل خلال نزيفهم.

ماذا حدث خلال محاكمة "ديمجينجوك"؟

تلقى "ديمجينجوك" محاكمتين؛ واحدة في إسرائيل، وأخرى في ألمانيا، فبعد منحه الجنسية الأمريكية، أُرسل إلى إسرائيل لمحاكمته على جرائمه الحربية، واتهمه الادعاء بأنه "إيفان الرهيب" وأنه المتسبب في قتل آلاف المسجونين في فترة عمله مع الجيش الألماني.
وقدم الادعاء دليلًا تمثل في بطاقة عمل في الجيش النازي تحمل صورة تشبه "ديمجينجوك".
حكم القضاء على "ديمجينجوك" بالإعدام، إلا أن تعقيدات سياسية حالت دون تنفيذ الحكم، خاصة مع ظهور متهم جديد يدعى إيفان مارشينكو قيل إنه إيفان الرهيب الحقيقي، ومن ثم أعيدت الجنسية الأمريكية لـ"ديمجينجوك" وأطلق سراحه.