بيزنس الكمأة.. كنوز مدفونة للسوريين يحصدها "رصاص الدواعش"
أمام أوضاع اقتصادية صعبة، يلجأ السوريون إلى "البيزنس المدفون" في باطن الأرض كمصدر رزق لهم بالعملة الصعبة، لكن داعش لا يترك فرصة لهم.
وتزايد الحديث خلال الأيام الماضية عن ارتكاب تنظيم داعش الإرهابي "مجزرة مروعة" في ريف حمص الشرقي بقتله عشرات السوريين من جامعي "الكمأة" مستغلا انشغال السلطات بآثار الزلزال.
وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية فقد قُتل 53 سوريا كانوا يجمعون "الكمأة" على يد عناصر من تنظيم داعش الإرهابي جنوب شرق مدينة السخنة بريف حمص الشرقي.
وقالت تقارير طبية رسمية إن جثامين 53 شخصا وصلت إلى مشفى تدمر؛ حيث تبين إصابتها بطلقات نارية بالرأس، بينما جرى تسجيل 5 إصابات مختلفة نتيجة شظايا في كامل أنحاء الجسم.
ووفقا لروايات الناجين فإن عناصر من تنظيم داعش الإرهابي حرقوا سيارات السوريين في موقع المجزرة نفسه.
وقبل أسبوع، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، سقوط 11 قتيلا بينهما امرأة وعسكري من القوات السورية على يد عناصر داعشية بعد اختطاف 75 عاملا من جامعي الكمأة في منطقة تدمر شرقي حمص.
آنذاك أشار المرصد إلى أن مصير 64 مختطفا بينهم نساء لا يزال مجهولا قبل أن يتم الإعلان رسميا عن ارتفاع عدد القتلى لـ53 شخصا.
كنز مدفون
والكمأة أحد أنواع الفقع التي تنمو بشكل خاص عند جذور أنواع معينة من الأشجار حول العالم، ويحرص المدنيون في أرياف حمص وحماة ودير الزور والرقة على جمعها لبيعها بمئات الدولارات.
وظلت كميات ضخمة من الكمأة "كنزا مدفونا" لآلاف السوريين يقتاتون رزقهم قبل حلول الربيع في مناطق البداية والبلدات المتاخمة لها.
لكن تقارير تشير إلى أن البحث حاليا عن الكمأة يحتاج موافقات أمنية مختلفة؛ إذ تتعرض مناطق البحث لهجمات قد تكون من قبل الدواعش، فضلا عن وجود مناطق بها ألغام أرضية.
وعلى مدار السنوات الماضية، تعمد تنظيم داعش الإرهابي زرع ألغام أرضية تشبه صخورا وأحجارا في ريف الرقة ودير الزور لضمان عدم وصول الباحثين عن الكمأة إلى مصدر رزقهم في ظل أوضاع صعبة تعيشها البلاد.
والسوريون هم من بين الشعوب الأكثر عرضة لمخاطر الألغام، خاصة العاملين في قطاعات الزراعة والمجال الإنساني وطلاب المدارس والعاملين في البناء.
وتشير التقارير الأممية إلى وقوع حادث انفجار لغم كل 10 دقائق في الفترة من 2016 حتى 2021، بينما بلغ عدد ضحاياها أكثر من 12 ألف حالة، وبلغت نسبة القتلى منهم 35 في المئة.
واستغل تنظيم داعش الإرهابي انشغال السلطات السورية والعالم بكارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا لتنفيذ هجماته.
وكانت تقارير دولية قد حذرت من أن تنظيم "داعش" لا يزال نشطًا ويسعى بكل قوة لنشر موجة جديدة من الرعب في الشرق الأوسط يكون مركزها سوريا.
وفي السادس من فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال مدمر بلغت قوته 7.7 درجة جنوبي تركيا وشمالي سوريا، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
aXA6IDMuMTQ1LjE2NC40NyA= جزيرة ام اند امز