خطأ تكتيكي أم خطيئة استراتيجية؟.. سؤال الديمقراطيين بعد خسارة هاريس
في محاولة لتجاوز صدمة الخسارة القاسية التي تعرض لها في الانتخابات الأمريكية، بدأ الحزب الديمقراطي في إجراء تقييمات للوقوف على ما حدث.
خسارة مرشحة الحزب كامالا هاريس في الانتخابات الأمريكية، وفق وكالة الأنباء الفرنسية، دفعت الكثير من الديمقراطيين للمطالبة بسرعة تحديد ما إذا كانت الأسباب أخطاء استراتيجية، أو بعدهم من مطالب الطبقات الشعبية.
- حقبة ترامب.. مستقبل السياسة الأمريكية بين يدي «المليارديرات»
- إيفانكا وكوشنر.. «ملاذ المليارديرات» يُبطل «سحر» البيت الأبيض
ولم تفشل هاريس في أن تصبح أول امرأة تقود الولايات المتحدة فحسب، بل تعرضت لهزيمة ساحقة وقاسية ألحقها بها الملياردير الجمهوري.
وتمكن الرئيس المنتخب دونالد ترامب من التقدم في معاقل الديمقراطيين، على غرار فرجينيا ونيوجيرسي حتى في مناطق معينة من كاليفورنيا أو نيويورك.
وبات في ضوء ذلك أول رئيس جمهوري يفوز بالتصويت الشعبي منذ 20 عاما، وفق الوكالة الفرنسية.
وتجاوز فوز الجمهوريين هذا الحد ليشمل مجلس الشيوخ إلى حد كبير، ويتجهون أيضا إلى فرض سيطرتهم على مجلس النواب.
هوّة عميقة
بعيدا عن الجمهوريين فإن الأمور أكثر تعقيدا بالنسبة للديمقراطيين، إذ بدأت الانتقادات تستهدف الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، بعد أن عرّض الرئيس الثمانيني حزبه لمثل هذا الخطر عبر الترشح لولاية ثانية متجاوزا الشكوك الكبيرة في أهليته، ما أجبر نائبته على خوض حملة استمرت ثلاثة أشهر فقط.
وفي وقت سابق، انتقد أحد أعضاء فريق كامالا هاريس هذه "الهوّة العميقة" التي اضطرت الديمقراطيين إلى محاولة الخروج منها في مهلة قياسية، في الوقت نفسه انتفض عمدة نيويورك السابق ذو النفوذ الواسع مايك بلومبرغ ضد أولئك الذين "أخفوا نقاط ضعف الرئيس بايدن حتى أصبح لا يمكن إنكارها"، حسب الوكالة الفرنسية.
الطبقة العاملة
لكن هل بايدن يتحمل المسؤولية وحده في ظل الخسارة "الساحقة" حسب وصف المتابعين؟ ترى "الوكالة الفرنسية" أن الأزمة التي تثير قلق الديمقراطيين أعمق من ذلك بكثير، فالعديد من المسؤولين المنتخبين يتهمون الحزب بأنه منفصل للغاية عن الطبقات العاملة، ولم يستخلص الدروس من فشله الأول ضد ترامب في 2016.
وقال السيناتور الاشتراكي بيرني ساندرز في بيان شديد اللهجة "لا ينبغي أن يُفاجأ أحد بأن الحزب الديمقراطي الذي تخلى عن الطبقة العاملة يجد نفسه وقد تخلت عنه الطبقة العاملة".
وعلى غرار هيلاري كلينتون فقد خسرت كامالا هاريس فعليّا أصواتا ثمينة بين الطبقة المتوسطة.
في المقابل تمكن الجمهوري من توسيع قاعدته، وحقق نجاحات ملحوظة مع الناخبين السود واللاتينيين غير الحاصلين على تعليم جامعي.
مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
بالنسبة للديمقراطي توم سوزي فإن انفصال حزبه عن الطبقات العاملة لا يتعلق فقط بالقضايا الاقتصادية.
وانتقد المسؤول المنتخب حزبه لأنه اختار المسائل العقائدية التي تقلق النخب التقدمية كأرضية للمواجهة مع الجمهوريين، على حساب القضايا الجوهرية التي تهم الطبقات العاملة.
واستشهد بمسألة حقوق المتحولين جنسيا أو المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، التي انتقلت إلى الجامعات الأمريكية، وحذر المسؤول في نيويورك في بيان من أن "العديد من الأمريكيين يخافون من اليسار أكثر من خوفهم مما سيفعله الرئيس ترامب".
وانتقد المسؤول في الحزب الديمقراطي جيمي هاريسون بشدة اتهام حزبه بأنه أدار ظهره للعمال، ووصفه بأنها "محض افتراء"، وقال في منشور على موقع إكس "هناك كثير من التحليلات المتداولة بعد هذه الانتخابات، وهذا التحليل ليس من التحليلات الجيّدة".
aXA6IDMuMTQyLjEyLjMxIA== جزيرة ام اند امز