أيام بايدن الصعبة.. رجال في مهمة إنقاذ صورة الرئيس

كانت الدائرة المحيطة ببايدن تدرك أن الرئيس تغير مع مرور الوقت، بدءا من التحدث بوتيرة أبطأ، إلى صعوبة في القيام من مقعده.

وبحسب وكالة "أسوشيتدبرس"، دفعت هذه التحديات الفريق المحيط به إلى اتباع استراتيجيات متعددة لإدارة مظهره وأدائه أمام الجمهور.

• قرارات اللحظات الأخيرة لبايدن.. ترسيخ إرث أم عقبة أمام ترامب؟

كان بايدن قد اعترف بالمخاوف التي أثيرت حول عمره، لكنه برغم ذلك، أعلن في أبريل/ نيسان 2023، ودون مشاورات طويلة مع مستشاريه أو أفراد عائلته، أعلن ترشحه لولاية ثانية.

لكن انتقادات الديمقراطيين حول عمره، وتصاعد المخاوف بشأن أدائه، أثارت جدلًا داخليًا في الحزب، وأثار الديمقراطيون المحبطون النقاش حول ما كان يمكن أن يحدث لو أن بايدن قرر التنحي في وقتٍ يسمح لجيل أصغر بالترشح.

وألقى اعتراف الرئيس بظلاله على عائلته ودائرته المقربة، الذين تجاهلوا المخاوف من الناخبين ومن حزب بايدن نفسه بشأن تقدمه في السن. لكن هؤلاء أدركوا التراجع البدني بدرجة أكبر مما اعترفوا به علنًا. ثم تعاونوا، وفقًا لمقابلات مع أكثر من اثني عشر من مساعديه، وأصدقائه، والمشرعين، والمتبرعين، للسيطرة على تدهوره الجسدي والذهني.

واتخذ فريق بايدن الداخلي تدابير مكثفة لدعم الرئيس، من ضمنها:

إعادة ترتيب الاجتماعات لضمان أن يكون بايدن في أفضل حالاته. وحجب المعلومات السلبية عنه أحيانًا، أو تأجيل عرضها حتى الوقت المناسب. والاعتماد على الملقن الصوتي حتى في الفعاليات الصغيرة، مما أثار قلق المانحين، وتقصير السلالم المستخدمة لصعود الطائرة الرئاسية لتسهيل الحركة.

الأخطاء والتحديات

رغم الإجراءات المتبعة استمرت الأخطاء في الحدوث خلال فترة ولايته. على سبيل المثال، خلال إعلانه عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، أخطأ بايدن بين أمير الكويت وأمير قطر، وخلط بين "حزب الله" و"حماس".

وعلى الرغم من محاولاته العديدة لإظهار حيويته، كانت حالته الجسدية تزداد تدهورًا. فعلى سبيل المثال، بعد إصابته بكسر في قدمه أثناء اللعب مع أحد كلابه، رفض بايدن ارتداء حذاء تقويمي لأن ذلك قد يراه الآخرون ضعفًا. كما كان يعاني من مشية متعثرة نتيجة لذلك.

وكانت التحديات الجسدية تظهر في حالات مختلفة، مثلا؛ عندما سقط أثناء ركوبه الدراجة في 2022 أو عندما تعثر في كيس رمل في يونيو/حزيران 2023 في أكاديمية القوات الجوية، وهو حادث استمر تأثيره الإعلامي لوقت طويل.

كما واجه بايدن ضغوطًا من عائلته ومن مستشاريه، وخاصة مع تصاعد القضايا القانونية لابنه هانتر بايدن، والتي أثرت على صورته العامة. بالرغم من ذلك، أصر فريقه على دعمه ووثقوا في قدرته على الاستمرار.

بيد أنه، في نهاية المطاف، وبعد فترة من التحديات والإخفاقات، انسحب بايدن من السباق الانتخابي قبل الانتخابات الرئاسية، ولكنه بقي مصممًا على ترك بصمة إيجابية في التاريخ.