من صوت لترامب؟
بعد مرور ساعات على إعلان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وتلاشي سكرة الاهتمام بملاحقة ردود الأفعال، بدا أن نسأل: كيف استطاع ترامب الفوز بالمخالفة لكل التوقعات؟ هو الشغل الشاغل للكثيرين
بعد مرور ساعات على إعلان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وتلاشي سكرة الاهتمام بملاحقة ردود الأفعال، بدا أن نسأل: كيف استطاع ترامب الفوز بالمخالفة لكل التوقعات؟ هو الشغل الشاغل للكثيرين داخل أمريكا وخارجها.
فلم يكن أكثر المتفائلين من أنصار ترامب يتوقع أن يحقق هذه النتيجة، بل ربما أن ترامب نفسه ربما فوجئ بها، فهذا المرشح الذي طالبه سياسيون بالتخلي عن سباق الرئاسة بعد فضيحة التسجيل الصوتي الذي تضمن عبارات خادشة للحياء بحق النساء، فاز في الانتخابات بفارق 62 صوتاً عن كلينتون، التي كانت توصف بأنها "الأوفر حظا".
وكان مؤيدو كلينتون يراهنون على أن خطاب ترامب الشعبوي، فيما يتعلق بالهجرة والإرهاب، لن يلقى قبولاً لدى الناخب الأمريكي، ولكن كانت المفاجأة أن هذه الملفات أعطت أفضلية كبيرة لترامب.
وتشير مؤشرات التصويت التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" اليوم الأربعاء، إلى أن سياسات ترامب في قضية الهجرة، وجدت صدى لدى 64 % من الناخبين الأمريكيين، في مقابل 32 % مالوا إلى سياسات كلينتون في هذه القضية.
وتكرر نفس الأمر في قضية الإرهاب، التي أعطت ترامب أفضلية لدى 57 % من الناخبين، في مقابل 39 % لمنافسته الخاسرة هيلاري كلينتون.
وتتسق هذه النتيجة مع طبيعة الأعمار التي فضلت أن تعطي صوتها لترامب، والذي يبدو أنه كان المرشح المفضل لكبار السن، وهي الفئة التي يستميلها خطاب المحافظة على استقرار المجتمع بتنفيذ إجراءات صارمة لمحاربة الإرهاب وإيقاف تدفق المهاجرين.
ووفق النتائج التي نشرتها الصحيفة، حصل ترامب على 53 % من أصوات الفئة العمرية من 45 إلى 64، في مقابل 44% لمنافسته كلينتون، وتفوق أيضاً في الفئة العمرية الأعلى وهي ما فوق الـ 65 عاماً، وحصل على 53 % من مجموع أصواتها، في مقابل 45 % لمنافسته.
بينما تفوقت منافسته في الفئات الأصغر، وحصلت على 55 % من أصوات الفئة العمرية من 18 إلى 29 ، في مقابل 37 لمنافسها ترامب، كما حصلت على 50 % من أصوات الفئة العمرية من 30 إلى 44 عاماً، في مقابل 42 % لمنافسها.
وكما انعكس الخطاب الشعبوي لترامب على الفئات العمرية التي منحته صوتها، انعكس أيضاً، على تصنيف مؤيديه بحسب المستوى التعليمي لهم.
ومن المعروف أن هذه النوعية من الخطابات تجد صدى لدى الفئات الأقل تعليماً، وهو ما بدا واضحاً في الانتخابات الأمريكية، حيث كانت حظوظ ترامب أوفر مع فئة الطلاب دون مستوى التعليم الجامعي، والطلاب في مرحلة التعليم الجامعي، بينما كانت حظوظ كلينتون أوفر مع خريجي الجامعة والدراسين بمرحلة الدراسات العليا.
وحصل ترامب على 51 من أصوات الفئة الأولى، مقابل 45 % لمنافسته، و52 % من أصوات الفئة الثانية، مقابل 43 % لمنافسته، وتفوقت منافسته في الفئة الثالثة بمجموعة أصوات 49 % مقابل 45%، وبالفئة الرابعة بمجموع أصوات 58 % مقابل 37%.
وامتد تأثير الخطاب الشعبوي على تصنيف المصوتين لترامب من حيث الانتماء المذهبي، فالبروتستانت، تتوافق أفكارهم مع أفكار ترامب المتشدده، فكان من المنطقي أن تذهب 58 % من أصواتهم له، مقابل 39 % لهيلاري، واقتربت نسبة الاثنين لدى الموصوتين من الكاثوليك، حيث حصل ترامب على 52 % من أصواتهم، مقابل 45 % لمنافسته.
وكانت منافسته أكثر حظاً مع اليهود، وربما يعود ذلك إلى مواقف هيلاري الداعمة لإسرائيل أثناء توليها مسئولية وزارة الخارجية الأمريكية، وحصلت على 71 % من أصواتهم، في مقابل 24 % كانوا من نصيب منافسها.
وبخلاف هذه المؤشرات، كانت هناك أخرى لا تحتاج أي اجتهادات في التفسير، فترامب الذي كانت حملته الانتخابية تحمل خطاباً عدائياً تجاه أصحاب البشرة السمراء، كان متوقعاً أن تتفوق عليه هيلاري في هذه الفئة وتحصل على 88 % من مجموع الأصوات، في مقابل 8 % للمرشح الجمهوري، والذي كانت حظوظه أفضل مع أصحاب البشرة البيضاء وحصل على 58 % من أصواتهم، مقابل 37 % لمنافسته.
وينطبق نفس الأمر على فئة الأمريكيين من أصول غير أمريكية، والذين منحوا أصواتهم لهيلاري على حساب ترامب، فمنح 65 % من ذوي الأصول اللاتينية أصواتهم لهيلاري مقابل 29 % لمنافسها الجمهوري، وتكررت النسبة ذاتها مع ذوي الأصول الآسيوية، أما باقي الفئات، فكانت النسبة 56% لهيلاري، مقابل 37 % لمنافسها.