من «النازف» إلى «المطارد».. ترامب يربك «الخدمة السرية»
حين ظهر دونالد ترامب نازفا قبل شهر، كلفت تلك الدماء المنسابة من أذنه اليمنى مديرة جهاز الخدمة السرية في أمريكا منصبها.
ولم يكن ذلك كل ما على الجهاز دفعه من ثمن، بل لا يزال يواجه ضغوطا في ظل استمرار «المخاطر» المحدقة بالمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، ممن وصفهم بـ«أهل الشر»، الذين أصبحوا كدائرة تحاصره.
فلم تكد تمر أسابيع قليلة على محاولة الاغتيال التي تعرض لها المرشح الجمهوري للرئاسة في تجمع انتخابي، نجا منه بأعجوبة، حتى أتاه تهديد جديد بالقتل، انتهى بضبط من أطلقه.
وما بين هذا وذاك، بات جهاز الخدمة السرية محاصرا مع ترامب ومطاردا بالضغوط، إذا بات عليه ملاحقة مهددي الرئيس السابق، وتنقيح صفوفه لمنع أي محاولة جديدة للاغتيال.
إحباط وضبط
وخلال اليومين الماضيين، سابق جهاز الخدمة السرية الزمن، بالتعاون مع الشرطة الأمريكية، للكشف عن محاولة اغتيال جديدة كانت على وشك الحدوث وضبط مرتكبها.
وخلال زيارة ترامب، التي أجراها المرشح الجمهوري للرئاسة، مقاطعة كوتشيس بولاية أريزونا الأمريكية، الخميس، والتي تفقد خلالها الحدود الأمريكية مع المكسيك في إطار أنشطة حملته الانتخابية، تلقى تهديدا جديدا بالقتل.
قبل أن يعلن مكتب رئيس الشرطة في المقاطعة، السبت، إلقاء القبض على الرجل الذي هدده عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالقتل.
وبحسب مكتب رئيس الشرطة فإن الرجل، يدعى رونالد لي سيفرود، وصدرت عدة أوامر سابقة بضبطه من ولاية ويسكونسن لكن لم يكن قد تم تنفيذها بعد، لكنه احتجز بعد هذا التهديد.
ويقبع سيفرود بمقر احتجاز المقاطعة في انتظار صدور حكم قضائي، بموجب مذكرة جنائية من مقاطعة جراهام في أريزونا بسبب رفضه أمرا قانونيا بتوفير عينة من الحمض النووي الخاص به بعد اتهامه بارتكاب جريمة جنسية في قضية سابقة وتهمتي تهديد بقتل ترامب في هذه القضية، وهو رهن الاحتجاز حاليا.
ولدى سؤاله عن هذا التهديد في أريزونا، الخميس، قال ترامب: "لست مندهشا. السبب هو أنني أريد القيام بأشياء يعتبرها أهل الشر سيئة جدا".
تنقيح الخدمة السرية
وفي محاولة للتعافي من آثار الضربة الأولى ومحاولة تنقيح نفسه، كلف جهاز الخدمة السرية 5 عملاء سريين من دائرة ترامب، بينهم المسؤول عن تنسيق خطة الأمن في بتلر، بنسلفانيا، بمهام إدارية نتيجة تحقيقه في الإخفاقات التي أدت إلى محاولة اغتيال دونالد ترامب في 13 يوليو/تموز، وفقًا لشخصين مطلعين على الوضع نقلت عنهما «نيويورك تايمز».
وهذا يعني أنهم أعفوا من مهامهم التشغيلية، مثل التخطيط للتفاصيل الوقائية لتجمعات المرشحين، ولم يتم فصل العملاء، وما زالوا يتقاضون رواتبهم.
وأوضحا أن أربعة من العملاء المكلفين بمهام إدارية هم من مكتب بيتسبرغ، وواحد من فريق ترامب الشخصي.
ورفضت الخدمة السرية التعليق، مشيرة إلى القواعد التي تمنع مناقشة المسائل المتعلقة بالمسائل الشخصية علناً.
ويختلف وضع العملاء في مهام إدارية عن وضعهم في إجازة إدارية، والتي تتطلب عادة من العملاء تسليم شاراتهم وأسلحتهم حتى اكتمال التحقيق.
وعلى مدى أسابيع، طالب المشرعين جهاز الخدمة السرية بطرد العملاء المذنبين أو على الأقل إعطائهم إجازة.
وقد استقالت مديرة الوكالة في وقت المظاهرة، كيمبرلي أ. شيتل، بعد يوم واحد من إدلائها بشهادتها أمام الكونغرس بعد 9 أيام من الحدث.
وفي رد فعل على ضغوط من السيناتور جوش هاولي، الجمهوري من ولاية ميسوري، خلال جلسة استماع بالكونجرس الشهر الماضي، أوضح القائم بأعمال مدير الوكالة، رونالد إل. رو جونيور، لماذا لم يتم فصل أي شخص.
وقال: "أريد أن أكون محايدًا وأن أتأكد أننا نصل إلى حقيقة الأمر ونجري مقابلات مع الجميع من أجل تحديد ما إذا كان هناك أكثر من شخص واحد ربما مارس حكمًا سيئًا".