ملامح خطاب تنصيب بايدن.. يتجاهل ترامب ورسالة لتوحيد الأمريكيين
تحدث الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن عن الكثير داخل الكونجرس على مدار أكثر من 4 عقود، لكن أحاديثه هذه لا تقارن برسالة تنصيبه غدا الأربعاء.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قال مساعدون لبايدن إن الرئيس المنتخب كان يعمل بانتظام على صياغة خطاب تنصيبه منذ اليوم التالي لخطاب الفوز في الانتخابات وذلك في مدينة ويلمنغتون بولاية ديلاوير "بإضافة فكرة هنا وسطر هناك".
لكن خلال الـ72 يومًا الماضية، تزايدت أعباء بايدن مع ادعاءات الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بتزوير الانتخابات ما أحدث انقسامات بالداخل الأمريكي حيث تعقدت مهمته المتمثلة في توحيد أمة منقسمة بالفعل.
وطبقًا لشبكة "سي إن إن"، يشرف مايك دونيلون، مستشار بايدن والذي سينضم إليه بالجناح الغربي بالبيت الأبيض، منذ وقت مضى، على عملية كتابة الخطاب بجانب فيناي ريدي، كاتب خطاب تنصيب بايدن.
كما يساعد جون ميتشام، رجل التاريخ وكاتب السير الذاتية الرئاسية، في تشكيل خطاب التنصيب، الذي سيلقى ككلمة افتتاحية في الرئاسة التي ربما تمثل أكبر تحد منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين رزوفلت.
ومن المتوقع أن تكون مدة خطاب بايدن نحو 20 دقيقة، بحسب مساعدين، رغم أن ترامب تحدث في خطابه الأول لمدة 15 دقيقة، بينما باراك أوباما لمدة 18 دقيقة.
وقال مساعدون إن بايدن من غير المرجح أن يذكر ترامب أو يسهب في الحديث عنه، لكن قد يقوم بإيماءة تقدير لنائب الرئيس مايك بنس، الذي يخطط لحضور الحدث.
وأوضح مستشارون لشبكة "سي إن إن" إن النص المحدد "سر دفين"، وذلك ليس لأنه يريد أن تكون الرسالة جديدة فحسب، بل أيضًا لأن الخطاب تغير عدة مرات، بدافع الضرورة؛ بالنظر إلى حصار الكابيتول يوم 6 يناير/كانون الثاني، وأيضًا بسبب ميل بايدن لإعادة كتابة الخطابات حتى اللحظة الأخيرة.
لكن قال عدة أشخاص مقربين من بايدن إنه يمكن العثور على "خيوط" خطاب يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عندما ناشد الأمريكيين، قائلا: "دعونا نعطي بعضنا البعض فرصة أخرى."
وأضاف بايدن حينها: "حان الوقت لنضع جانبًا اللهجة القاسية، وأن نرى بعضنا البعض مجددًا.. أن نستمع لبعضنا البعض مرة أخرى.. ولإحراز تقدم، يجب أن نتوقف عن معاملة خصومنا على أنهم أعدائنا. إنهم ليسوا أعدائنا. إنهم أمريكيون."
وقال مستشار بارز لبايدن لشبكة "سي إن إن" إنه "رغم كل ما حدث، وبالرغم مما تحملته بلادنا، لم تحيد رسالته أبدًا عن استعادة روح الأمة."
وقال جون فافرو، كاتب خطابات أوباما، للشبكة الأمريكية، إن مهمة بايدن مع خطابه "ستكون أسهل بسبب هويته ومن يتابعه"، مضيفًا: "نحن في خضم صدمة وطنية اختبرت إيماننا بكل شيء جيد كنا نعتقده بشأن هذه البلاد، والرجل الذي كان من المفترض أن يساعدنا خلال ذلك جعل الأزمة أسوأ بشكل مطلق."
وتابع: "لا خطاب تنصيب، مهما كان مكتوبًا أو ألقي بشكل جيد، يمكنه إصلاح الجرح الجماعي. لكن جو بايدن شخص يتمسك بإيمانه وتفاؤله بالرغم من تعرضه لمأساة أكثر من غيره، وهو ما يجعله في وضع فريد ليطلب من البلاد أن تفعل المثل."
وأشار إلى أن خطاب تنصيب بايدن ليس للحديث عن أجندة العمل بالتفصيل، قائلًا: "سأستغل التنصيب لرفع الروح المعنوية للناس وتذكيرهم بلماذا تستحق التجربة الأمريكية أن يتم إنقاذها".