ترامب وانتخابات 2024.. الملياردير يعثر على "كنز" في بئر المحاكم
يقولون "رب ضارة نافعة" وهو ما حصل بالضبط مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض.
فالملياردير البالغ من العمر 77 عاما، عاش صيفا شديد السخونة من الناحية القانونية، بعد اتهامه بالاحتفاظ بوثائق الأمن القومي في فلوريدا، وكذلك السعي لإلغاء انتخابات 2020 في واشنطن وجورجيا، التي ستُجرى محاكماتها قبل الانتخابات.
لكن ترامب يعتزم الاعتماد على قضاياه الجنائية لتعزيز حملته لعام 2024 حتى الانتخابات المقررة العام المقبل، وفقا لما ذكرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
فمن الناحية السياسية كانت لوائح الاتهام المتعددة مفيدة بشكل غير متوقع لترامب بقدر ما أعطته الفرصة لاختبار خطوط الهجوم التي صورت الملاحقات القضائية على أنها ذات دوافع سياسية، والتي يمكن قياس نجاحها من خلال مكاسب جمع التبرعات واستطلاعات الرأي.
وأعطى الصيف ترامب التأكيد على أن عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين الجهد القانوني والجهد السياسي ربما كان أفضل استراتيجية شاملة له، في مقامرة أنه يمكنه استخدام القضايا الجنائية لصالح حملته، والتي يمكنه استخدامها بعد ذلك لصالح نفسه.
استنتاجٌ أثار نكتة سياسية بأن ترامب لا يترشح للبيت الأبيض في عام 2024 بل من أجل حريته، لأنه إذا فاز، فيمكنه تعيين المدعي العام لرفض أي قضايا معلقة أو احتمال العفو عن نفسه إذا أدين بالفعل.
وقد نجحت هذه الاستراتيجية في الانتخابات التمهيدية، لكن الأمر قد يكون مختلفا بالنسبة للانتخابات العامة، عندما يمكن أن ينفر الناخبون المستقلون بسبب جدل ترامب المستمر حول مشاكله القانونية، خاصة إذا تمت إدانته بعد ذلك بأشياء مثل الاحتفاظ بخطة عسكرية أمريكية سرية.
لم تحسم حملة ترامب هذا الجدل بشكل حاسم، لكنها تدرك تمام الإدراك أن انتخابات عام 2024 - سواء كانت الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري أو المنافسة مع جو بايدن - من المحتم أن تطغى عليها معارك ترامب في المحاكم، بغض النظر عما تفعله الحملة.
غير أن جوهر الاستراتيجية الحالية يكمن في الاعتراف بأنه بعد توجيه الاتهام إلى ترامب، سيكون هذا هو الموضوع المهيمن على سباق 2024، وربما يميل أيضا إلى الملاحقات القضائية ويحولها لصالحه.
كرنفال ترامب
ويقول مراقبون إن ترامب ثبت قدرته على خلق جو يشبه الكرنفال، كما هو الحال عندما حدد توقيت استسلامه في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا، الشهر الماضي.
لكن في المقابل، لا يمكن لأحد أن يقول على وجه اليقين ما إذا كان رهان ترامب سيؤتي ثماره، وقد حذره مستشاروه من أن انتقاد لوائح الاتهام باعتبارها حزبية كان ناجحا في الوقت الحالي إلى حد كبير لأنه كان يستهدف قاعدته في ماغا، كما أنه هيمن على دورات الأخبار على مدار العام.
ولفتت "الغارديان" إلى أن مستشاري ترامب أخبروه أن لوائح الاتهام ستكون دائما ناجحة في الانتخابات التمهيدية لأن قاعدته ومعظم الناخبين الجمهوريين الأساسيين يفتقرون إلى الثقة بتقارير وسائل الإعلام الرئيسية عن الاتهامات وسيصدقون كلمته بأنه بريء.
وبمجرد أن يدعمه الناخبون الأساسيون، قال له مستشاروه إنه سيحصل على دعم وتأييد كبار الجمهوريين في الكونغرس، الذين قرروا منذ فترة طويلة أنهم بحاجة إلى الاستمرار في مغازلة أصوات ترامب لضمان قدرتهم على تجنب الانتخابات التمهيدية المحتملة.
وظهرت المعضلة حول كيفية التعامل مع القضايا الجنائية الخاصة بالانتخابات الوطنية لعام 2024، عندما حدد القاضي الفيدرالي المشرف على قضية التدخل في سباق 2020 بواشنطن، موعدا للمحاكمة في مارس/آذار المقبل، أي قبل يوم من الثلاثاء الكبير.