استطلاعات الرأي.. «مفتاح» ترامب للعودة إلى البيت الأبيض؟
هل يكفي تفوق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في استطلاعات الرأي لفتح باب البيت الأبيض أمامه؟
صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية كان لها رأي آخر، إذ اعتبرت أن استطلاعات الرأي بالغت في تقدير ترامب في الانتخابات التمهيدية، وهو ما لا تتوقع أن يترجم إلى فوز في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وكانت استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات العامة بمثابة صراع بالنسبة لمنظمي استطلاعات الرأي في عهد ترامب، حيث قللوا من تقدير دعمه في انتخابات عامي 2016 و2020، وكانت هوامش ترامب أصغر في كل الولايات التمهيدية تقريبا مما أشارت إليه استطلاعات الرأي، لكن هذا لا يعني أن الاستطلاعات التي تظهر تقدمه على الرئيس جو بايدن خاطئة.
وبحسب "بوليتيكو" فرغم أن ترامب اكتسح منافسيه الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية للحزب فإنه فاز بفارق أقل مما توقعته استطلاعات الرأي التي منحته فارقا أكبر.
وبالنسبة لبعض الديمقراطيين، يبدو هذا بمثابة إشارة أمل للانتخابات العامة، إذ إن استطلاعات الرأي تظهر تقدم ترامب بفارق ضئيل على الرئيس الحالي جو بايدن، وهو ما يراه الديمقراطيون مبالغة في تقدير ترامب في هذه الاستطلاعات.
وبعد أن أظهرت سلسلة من استطلاعات الرأي أن بايدن يتخلف عن ترامب، أكدت حملة الرئيس الديمقراطي أن استطلاعات الرأي "تبالغ باستمرار في تقدير دونالد ترامب بينما تقلل من تقدير الرئيس بايدن".
واستشهد مسؤولو حملة بايدن بنتائج الانتخابات التمهيدية الرئاسية والانتخابات الخاصة التي أجريت منذ عام 2022 كدليل، حيث بالغت استطلاعات الرأي في تقدير نسبة ترامب الفعلية من الأصوات في 8 ولايات على الأقل.
التفاحة والبرتقالة
باتريك موراي، خبير استطلاعات الرأي بجامعة مونماوث، يرى أن الاختلافات بين ترامب وبايدن هي مثل "التفاحة والبرتقالة".
واعتبر أن حصول ترامب على نسبة أقل من تلك التي أظهرتها الاستطلاعات إلى زيادة عدد الديمقراطيين والمستقلين المشاركين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وقال "ما نعتقد أنه حدث هو أنهم خرجوا بأعداد أكبر مما رأيناه من قبل".
وقال المحلل جيمي كيلتر ديفيس لصحيفة "بوليتيكو" إن جمهور الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية أصغر كثيرا ويصعب التنبؤ به مقارنة بقطاع أوسع كثيرا من الناخبين الذين من المرجح أن يصوتوا في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".
وأبرز الاختلافات بين نتائج استطلاعات الرأي والنتيجة الفعلية للانتخابات التمهيدية في ولاية ميشيغان، كان هامش ترامب على هيلي أقل بمقدار 15.3 نقطة في النتائج الفعلية مقارنة بمتوسط الاستطلاع النهائي، كما حصل منظمو الاستطلاع على نسبة مضاعفة في ماساتشوستس (فارق 14.3 نقطة) وتينيسي (11.3 نقطة) وفيرجينيا (20.8 نقطة).
من بين هذه الولايات، ولاية ماساتشوستس هي الوحيدة التي لديها تسجيل حزبي، ولكنها تسمح أيضا للمستقلين بالتصويت في الانتخابات التمهيدية الرئاسية التي يختارونها.
وفي الولايات الثلاث الأخرى يستطيع أي ناخب أن يشارك في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري. وهناك أدلة على وجود بعض التصويت المتقاطع.
فقط ستة من كل 10 ناخبين أساسيين للحزب الجمهوري في فرجينيا عرفوا أنفسهم على أنهم جمهوريون، وفقا لاستطلاعات الرأي التي أجرتها الشبكة.
وأشارت "بوليتيكو" إلى أنه لا يمكن مقارنة عدد الناخبين في الانتخابات التمهيدية بالرئاسيات، مشيرا إلى أنه أدلى أقل من 1.1 مليون من سكان فيرجينيا بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية الرئاسية التي جرت يوم "الثلاثاء الكبير"، أي ما يزيد قليلاً على 17% من جميع الناخبين المسجلين، مقارنة بنسبة المشاركة البالغة 75% في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، عندما صوت 4.5 مليون من سكان فيرجينيا.
وبحسب خبير استطلاعات الرأي الجمهوري نيل نيوهاوس فإنه "إذا بالغ الناس في قراءة نتائج الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري أو بالغوا في تفسيرها، فإنك ترتكب خطأً غبياً".
وقال "لقد اجتذبت الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الكثير من الناخبين الذين ليسوا من الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية. هناك القليل جدا الذي يمكنك قراءته في هذه البيانات، والذي ليس له أي تأثير على الانتخابات العامة على الإطلاق".