زيارات إلى عقل ترامب.. قادة أجانب يفتشون في «كتالوج الملياردير المتهور»
مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية بدأت دول القارة الأوروبية في الاستعداد لاحتمالات عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي ظل تلك الاحتمالات، زار عدد من قادة أوروبا الولايات المتحدة والتقوا الرئيس السابق ترامب. ففي شهر مارس/آذار، ذهب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى منتجع مارالاغو، حيث أكد أمام دونالد ترامب أن روسيا سوف تسحق أوكرانيا وتفوز في حربها في نهاية المطاف ــ وأن الولايات المتحدة ينبغي لها أن تتقبل هذه الحقيقة، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وبعد عدة أسابيع، قدم وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خطابا مختلفا تماما عن ترامب. وأثناء تناول شرائح اللحم في مارالاغو، طالب ترامب بضرورة مواصلة تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا لأن روسيا لن تتوقف حتى تسيطر على الدولة بأكملها.
وخلال مأدبة العشاء داخل برج ترامب الأسبوع الماضي، أثار الرئيس البولندي أندريه دودا قضية الحرب في أوكرانيا وحث ترامب على الاستمرار في تمويل الأوكرانيين إذا تم انتخابه رئيسًا. وأخبره ترامب أن أوروبا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة أوكرانيا، وهي رسالة شاركها الرئيس السابق على وسائل التواصل الاجتماعي في اليوم التالي.
وفيما يسعى للعودة إلى البيت الأبيض، يجري ترامب محادثات منتظمة مع مسؤولين أجانب يتطلعون إلى التأثير على تفكيره بشأن مجموعة من القضايا، تدور في أغلبها حول مستقبل الحرب في أوكرانيا، وفقًا لأشخاص مطلعين على المحادثات، والذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم. كما تطرقت الاجتماعات إلى موضوعات أخرى، تراوحت ما بين مستقبل الناتو إلى التعريفات الجمركية.
ويبدو أن ترامب يستمتع بالاجتماعات مع الشخصيات الأجنبية، خاصة إذا كانوا في مارالاغو، وغالبًا ما يكون فريقه سعيدًا بلقاء القادة الذين يتحدثون أيضًا إلى البيت الأبيض والمشرعين في الكابيتول هيل، وفقًا للمستشارين. وقال شخص مقرب منه إن فريق ترامب معجب بلوحة لقائه مع زعماء العالم مع بدء محاكمته الجنائية في نيويورك، إذ تظهر فيها صورة شخصية سياسية بارزة بدلا من صورة متهم جنائي.
والتقى يوم الثلاثاء في برج ترامب برئيس الوزراء الياباني السابق تارو آسو. كما طلب حزب المعارضة الياباني عقد اجتماع مع الرئيس السابق. وقام المسؤولون التايوانيون، الذين يشعرون بالقلق إزاء الصين، بتنظيم اجتماعات مع أشخاص مقربين من ترامب. خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ السنوي في فبراير/شباط، تحدث ترامب خلف الكواليس مع أعضاء إسبان من حزب فوكس اليميني المتطرف.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عقب الهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير/ كانون الثاني 2021 من قبل حشد من الغوغاء المؤيدين لترامب وتوجيه تهم جنائية للرئيس السابق، شكك العديد من المبعوثين والقادة الأجانب في أن يكون ترامب هو المرشح الجمهوري مرة أخرى، وفقًا لسبعة سفراء أوروبيين شاركوا في المناقشات.
لكن نجاح ترامب في الحصول على تذكرة الترشح عن الحزب الجمهوري مرة أخرى، سعى هؤلاء القادة لمعرفة المزيد عن تفكيره. وتبادل البعض ملاحظات حول الأفراد الأكثر تأثيرا على ترامب، وتواصل السفراء مع مستشاري ترامب وأصدقائه وأعضاء نادي مارالاغو.
لكن الصورة لا تزال غير واضحة بشأن تأثير هذه المحادثات على الرئيس المعروف بالاندفاع في قراراته، والذي غالبًا ما كان ترامب الحلفاء بقراراته، ولم يكن لديه فهم دقيق للشؤون الخارجية، وفقًا لأحد السفراء الأوروبيين الذين تعاملوا معه. ويعتقد العديد من القادة أنه يحكم بدافع النرجسية والانتقام، ولا يلتزم بالسياسات أمريكية الثابتة.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjIzIA== جزيرة ام اند امز