سياسة ترامب بولاية ثانية محتملة.. «حلفاء أقل أتباع أكثر»
مع اقتراب الرئيس السابق دونالد ترامب من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات 2024 الرئاسية، أصبحت أجندة سياسته الخارجية أكثر وضوحا.
ودفعت تصريحات ترامب الأخيرة الرئيس جو بايدن -منافسه المحتمل- ومراقبين دوليين إلى التحذير من أن تؤدي الولاية الثانية لترامب إلى فوضى عالمية وحرب تجارية جديدة مع الصين، وتقويض التحالف في أوروبا، وزيادة التقارب مع القادة "المستبدين"، والاعتماد على الموالين أكثر من المختصين.
وتصاعدت المخاوف بشأن وصول ترامب إلى البيت الأبيض في أعقاب تصريحه المثير للجدل، أنه سيشجع روسيا على مهاجمة دول الناتو التي تعجز عن الوفاء بأهداف الإنفاق الدفاعي، وفقا لصحيفة وول ستريت "جورنال الأمريكية".
ورغم تجنب ترامب الخوض في التفاصيل المتعلقة بكيفية تعامله مع الصراعات الحالية، بما في ذلك الحرب في الشرق الأوسط، أكد قدرته على تسوية الصراع في أوكرانيا في غضون 24 ساعة، مشيدا بعلاقاته مع قادة العالم الأقوياء مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الصيني شي جين بينغ، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
قال ترامب خلال تجمع حاشد في وقت سابق من شهر فبراير/شباط: "أعرف بوتين جيدا -ذكي جدا، وحازم جدا". وأضاف: "إنهم يكرهون عندما أقول ذلك، يقولون: أوه، لقد وصفت الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنه رجل ذكي للغاية". ويسألونني: "هل هو ذكي؟"، قلت لهم "حسنا، إنه أكثر من ذلك.. إنه رجل متميز".
ووفقا للصحيفة، كان اقتناع ترامب بأن أمريكا يتم استغلالها سبق انتخابه في عام 2016، بفترة طويلة، وهو ما أسهم في تكثيف الضغوط الانعزالية في الحزب الجمهوري.
وقال ويليام سي. وولفورث، الأستاذ في كلية دارتموث والمتخصص في السياسة الخارجية: "إن احتمال التخفيض الحقيقي للالتزام الأمريكي تجاه العالم أكبر من أي وقت مضى".
الحروب التجارية
وبشكل عام، اقترح ترامب فرض تعريفة بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة، وهي خطوة يقول قادة الأعمال والاقتصاد إنها ستكون مدمرة للاقتصاد الأمريكي، كما طرح تعريفات أعلى بكثير للصين، وهو متلهف لخوض معركة تعريفات جمركية مع شركات صناعة السيارات الأوروبية، وقد وعد بسحب الولايات المتحدة مرة أخرى من اتفاقيات باريس للمناخ.
كما قال ترامب إنه سيدفع من أجل زيادة الإنفاق العسكري لردع الخصوم عن تحدي الولايات المتحدة أو بدء حروب أخرى. واقترح سحب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية وألمانيا ودول أخرى، وقال إنه سيوسع إنتاج الطاقة المحلي لتعويض الاعتماد على الإمدادات الأجنبية، ووعد بفرض ضوابط صارمة على الهجرة، كل ذلك في إطار أجندته "أمريكا أولا".
المزيد من الموالين للبيت الأبيض
وسيكون الموظفون عاملاً رئيسياً في تشكيل سياسة ترامب الخارجية في فترة ولايته الثانية. وينقسم الحزب الجمهوري حول مدى العدوانية التي ينبغي للولايات المتحدة أن تكون عليها على المسرح العالمي، حيث يتبنى البعض نهجا أكثر تشددا، في حين يرى آخرون ضرورة انسحاب أمريكا وأن تعيد التركيز على الشؤون الداخلية. ومن المتوقع أن يحيط ترامب نفسه بموظفين من الصنف الأخير.
وقد أعرب بعض المسؤولين السابقين في إدارة ترامب سرا عن قلقهم من أن الحكومة، في فترة ولاية ثانية محتملة، لن تضم سوى عدد قليل من كبار المسؤولين الذين سيكونون على استعداد لمعارضة أفكار ترامب الأكثر تطرفا، وقد شكا ترامب مراراً خلال السنوات الأربع التي قضاها في منصبه من أن موظفيه ليسوا مخلصين له بما يكفي.
aXA6IDE4LjE4OC42My43MSA=
جزيرة ام اند امز