"تايمز": كسينجر ينصح ترامب.. وتسليح السعودية لمواجهة إيران
الرئيس الأمريكي يحتاج إلى تشكيل تحالف لكبح طموحات إيران ومنعها من حيازة قنبلة نووية أو التدخل في شؤون المنطقة
حثت صحيفة "التايمز" البريطانية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تشكيل تحالف لكبح طموحات إيران النووية، معتبرة أن استقرار السعودية أمر ضروري، إذا ما كان سيجري التحقق من طموحات طهران النووية طويلة الأمد.
وفي تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني، قال محررها روجر بويس، إن هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كان في البيت الأبيض قبل أيام، ما أثار تكهنات مزعجة للبعض في الإدارة الأمريكية بأن هناك جلسة تجري لاستحضار روح (الرئيس الأمريكي الأسبق) ريتشارد نيكسون. وأضاف: "في الواقع، جاء مُعلم السياسة الخارجية لإرشاد دونالد ترامب قبل أول رحلة خارجية له كرئيس، وهي الجولة التي تنطلق من السعودية وإسرائيل، وكلاهما عدوان لدودان لإيران. ويتعين تدعيم دفاعاتهما".
وتوقع أنه إذا نجحت مهمة ترامب، وإذا لم يثر مشكلات، فإنها ستخلف أثرًا يدرس خلال السنوات المقبلة باعتبارها لحظة حاسمة للشرق الأوسط.
وأشار إلى أن "الإدارة الأمريكية تتفق مع السعوديين على أن إيران لا يمكن السماح لها بالظهور كمنتصر في سوريا، وأن مغامراتها العسكرية تسبب فوضى في المنطقة، وأن اتفاقها النووي يكدس مشكلات للعقد المقبل".
وحذر من أنه "بموجب اتفاق ضبط النفس النووي مع طهران، سيكون لها الحرية خلال سنوات قليلة في تطوير عدد غير محدود من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة بعد عام 2030، وحتى لو لم تغش خلال السنوات المقبلة، فإنه بحلول ذلك الوقت ستكون على بعد خطى قصيرة من القنبلة النووية".
واستشهد بما قاله كيسنجر عن خطر تحول إيران إلى دولة نووية افتراضية: "دولة يمكن أن تصبح قوة نووية عسكرية في إطار زمني أقصر من أن يباريه أي جار غير نووي، أو يمكن لأي قوة نووية أن تمنعها بشكل موثوق".
واعتبر بويس أن "مواجهة مسيرة إيران، التي لا هوادة فيها تعني تسليح السعودية"، مضيفا أن "من مصلحة الغرب أن تردع إيران عن صنع أو استخدام أو التهديد باستعمال الصواريخ النووية، ويبدو أن اتفاق الدفاع الصاروخي الأمريكي الذي تبلغ قيمته عدة مليارات من الدولارات، والذي جمده باراك أوباما، سيطرح للنقاش مجددًا".
وارتأى أن "اهتمام أوباما بالسياسة الإيرانية كان مقصورًا على تحديد من كان مع ومن كان ضد الاتفاق النووي. ومع ذلك، يجب أن تستند الاستراتيجية الغربية تجاه إيران إلى حسابات منطقية من يملك السلطة الحقيقية وكيف يمكن إقناعهم بتغيير الاتجاه".
وأشار إلى أنه "يوم الجمعة المقبل، عندما يزور ترامب الرياض، ستجرى انتخابات رئاسية في إيران، لذلك يجب أن يركز ذلك التفكير: هل سيؤدي إعادة انتخاب حسن روحاني، المهندس المشارك للاتفاق النووي مع أوباما، إلى فتح جديد مع الغرب ويساعد إيران على التخلي عن التصادم مع منافسيها الإقليميين؟ هل انتصار المتشدد إبراهيم رئيسي يعني رفض القيم الغربية ولكن أيضا التراجع عن التدخلات الأجنبية؟"
وأردف، لقد "أخبر ترامب من قبل جنرالاته وكيسنجر، أن الرجل المهم في إيران ليس الرئيس بل المرشد الأعلى، علي خامنئي الذي يحظى بشعبية منتظمة مع قاسم سليماني، الرئيس الشرير لفيلق القدس التابع للحرس الثوري، الذي يتنقل بين المقاتلين الشيعة في العراق وسوريا ويدعم حزب الله اللبناني".
ولفت إلى أن "انتخابات هذا الأسبوع مهمة إلى حد كبير لأن رئيسي في صدارة المرشحين لتولى منصب المرشد الأعلى، سيد الدمى الحقيقي في إيران، حيث يتلقى خامنئي، (77 عامًا)، العلاج من السرطان وربما لا يكون قادرا على العمل لفترة أطول".
ووفقا للكاتب، "إذا فاز رئيسي بالرئاسة، سيقوي مطالبته بأن يصبح الزعيم الروحي المقبل عندما يتنحى خامنئي، وبحلول ذلك الوقت سيكون رئيسي قد أظهر ما يكفي من القوة الدنيوية، والدهاء الاقتصادي للحفاظ على الدولة الثيوقراطية معا".
أما إذا فاز روحاني، فالاعتماد على الحرس الثوري -الذين يخشون على إمبراطورتيهم التجارية واستثمارات 100 مليار دولار- لدفع إيران إلى مواجهة مع الغرب، ونسف الرئيس، حيث تشارك إيران في العديد من الحروب بالوكالة التي من السهل تصعيدها إلى حرب ساخنة، وعندما يتولى رئيسي في النهاية منصب المرشد الأعلى، فإنه سينتزع أي سلطة متبقية من منافسه.
واختتم بالقول إنه "لا تعني أي من النتيجتين أن إيران ستستخدم قنبلة نووية، ولكن، أيا كان المسؤول، سوف تطور واحدة بالتأكيد بعد انتهاء الصفقة، لهذا يجب على الولايات المتحدة أن تشكل تحالفًا قادرا على احتواء إيران".