15 موقعا لبرنامج إيران النووي على خريطة الاستهداف الأمريكي
مركز أبحاث أمريكي يرصد بالخرائط والتفاصيل أهم 15 موقعا في برنامج إيران النووي ستكون على قائمة الاستهداف لأي هجوم عسكري أمريكي
أصدر مركز بيلفر الأمريكي للعلوم والشؤون الأمنية والعسكرية، خريطة بأهم المنشآت النووية الإيرانية، رصد خلالها أهم 15 موقعا ضمن البرنامج النووي الإيراني، يقول الخبراء إنها ستكون على قائمة الاستهداف لأي هجوم عسكري أمريكي محتمل.
- إيران تواصل استفزازها بتجربة إطلاق طوربيد قرب مضيق هرمز
- إيران تُجري تجربة "فاشلة" لإطلاق صاروخ من غواصة
وتزداد حدة التوتر بين طهران وواشنطن منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث أعرب عن سخطه من الاتفاق النووي الإيراني، ووصفه بأنه كارثة وأسوأ اتفاق في التاريخ، وأمر مسؤولي إدارته بمراجعة بنود الاتفاق لنظر تعديلها.
في المقابل، لم تتوقف إيران عن استفزازاتها السياسية والعسكرية، بدءا من إطلاق التصريحات المعادية في كل اتجاه، وصولا إلى إطلاق الصواريخ في تجارب أثارت استفزاز العالم، كان آخرها، الأحد 7 مايو 2017.
وفي هذا الإطار تبرز أهمية الخريطة التي وضعها مركز بيلفر الأمريكي للعلوم والشؤون الأمنية والعسكرية لأهم المواقع النووية الإيرانية، والتي بالتأكيد ستكون بصحبة العسكريين الأمريكيين أو غيرهم في حالة العزم على شن ضربة وقائية للبرنامج النووي الإيراني.
1- مفاعل آراك IR-40:
يصنف باعتباره مفاعلا نشطا للمياه الثقيلة، صُمم لإنتاج البلوتونيوم الذي يمكن أن يستخدم بالنهاية في تصنيع سلاح نووي.
يعد أكبر منشاة نووية إيرانية، ويقع شمال غرب إيران، على بعد 75 كيلومترا شمال غرب مدينة آراك، وعلى بعد 5 كيلومترات من مدینة خنداب.
بدأ تشييد جسم المفاعل عام 1998، وفي 2004 بدأ إنشاء مفاعل آخر في نفس الموقع بقدرة 40 ميجاواط لإنتاج الماء الثقيل. ويعتمد المفاعل في تشغيله على الماء الثقيل واليورانيوم الطبيعي، ويضم العديد من المفاعلات البحثية الأخرى.
وبحسب خبراء يمكن للوقود الناتج من مفاعل الماء الثقيل في آراك إنتاج 10 كيلوجرامات من البلوتونيوم سنويا، وهو ما يكفي لصنع قنبلتين نوويتين على الأقل سنويا.
وتقول طهران إن المفاعل يهدف إلى إجراء أبحاث وإنتاج نظائر مشعة تستخدم لعلاج مرضى السرطان، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والقوى الغربية لديها شكوك بأن طهران تسعى في آراك لإنتاج البلوتونيوم اللازم لصنع القنبلة النووية.
وكان المفاعل العائق الرئيسي في المفاوضات النووية بين طهران والقوى الغربية، حيث كانت تشترط القوى الغربية تفكيكه قبل التوصل إلى اتفاق في 2015 والمعروف بـ"خطة العمل المشترك الشاملة"، بين إيران والقوى الغربية يقضي بإزالة قلب المفاعل فحسب، والذي يعمل بالماء الثقيل، وملئه بالأسمنت وإعادة برمجة المفاعل للماء الثقيل حتى لا يمكنه إنتاج البلوتونيوم الانشطاري الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية، ووافقت الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا على المشاركة في إعادة تصميم وبناء المفاعل.
وأعلنت الصين في أبريل الماضي، أن شركات صينية وإيرانية اتفقت على أول عقد لمشروع إعادة تصميم وتجديد مفاعل أراك الإيرانى للمياه الثقيلة، كجزء من الاتفاق النووى الإيرانى الشامل الذى تم التوصل إليه بين طهران ومجموعة (5 + 1) الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولى وألمانيا فى شهر يوليو عام 2015 لتسوية القضية النووية الإيرانية.
2- مجمع أصفهان النووي:
يقع في وسط إيران ويعد أهم منشأة نووية إيرانية حيث يضم مفاعلات بحثية نووية صغيرة ومركزا للتكنولوجيا النووية ومنشأة لتخصيب اليورانيوم، ومنذ 2004 أنتج 370 طنًا من سادس فلوريد اليورانيوم (UF6).
وقد أثار هذا المجمع الكثير من القلق الدولي، لاسيما بعد افتتاح الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، في أبريل 2009 أول مصنع إيراني لإنتاج الوقود النووي في مجمع أصفهان، وأعلن وسط حشد من الصحفيين أن طهران اختبرت للمرة الأولى -حينها- نوعين جديدين من أجهزة الطرد المركزي، في خطوة وُصفت بإنها إعلان ضمني بأن لدى طهران الآن دورة كاملة لتصنيع الوقود النووي. وقال نجاد وقتها: "اليوم نشيد بإكمال المرحلة الأخيرة من دورة الوقود النووي".
ويضم المجمع مركزا للتكنولوجيا النووية، وهو منشأة أبحاث نووية تعمل على 4 مفاعلات صغيرة للبحوث النووية، وكلها تم تجهيزها في الصين.
كما يضم مرفقا لتحويل اليورانيوم، ومحطة لإنتاج الزركونيوم وإنتاج المكونات والسبائك اللازمة للمفاعلات النووية.
3- مفاعل بوشهر للمياه الثقيلة:
يقع على بعد 17 كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من مدينة بوشهر، بين قريتي صيد حليلة وبندرة المطلتين على ساحل الخليج العربي، ويقع قبالة السواحل الكويتية والسعودية، ويضم محطة توليد كهربائي بقدرة 1000 ميجاواط، ومن المقرر أن تصل قدرته إلى 7000 ميجاواط بحلول عام 2020.
وهو أول مفاعل أنشئ في إيران، ومعه بدأ البرنامج النووي الإيراني، حيث بدأ العمل به عام 1974 إبان حُكم الشاه بمساعدة ألمانية، لكن بعد الثورة التي أطاحت بالشاه وجاءت بالمرشد الإيراني روح الله الخميني عام 1979، توقف المشروع وانسحبت الشركة الألمانية، ثم جاء الروس واستؤنف البناء في المحطة عام 1995. وكان من المقرر أن يدخل الخدمة في 1999، إلا أن مشاكل تقنية ومالية وسياسية أدت إلى تأخير ذلك لأكثر من 10 سنوات، وافتتح رسميا في سبتمبر 2011، وهو يوفر قرابة 10% من استهلاك إيران من الطاقة الكهربائية.
ويمثل المفاعل خطرا بالغا على دول الخليج المتشاطئة مع السواحل الإيرانية، وسبق وحذر خبراء بيئيون من مخاطر المفاعل الجسيمة نظرا لتقادم مرافقه، حيث يعد المفاعل الأقدم في البرنامج النووي الإيراني، فضلا عن الضرر الذي أصابه منتصف الثمانينيات جراء الغارات الجوية العراقية خلال حرب الخليج الأولى.
ويخشى الخبراء من حدوث أي تسرب نووي يؤثر على دول الخليج، كما تنتاب العواصم الخليجية الكثير من الشكوك حول معايير السلامة التي تتبعها طهران لتأمين المفاعل ضد أخطار التسرب الإشعاعي، وسبق أن حذرت المملكة العربية السعودية من إلقاء إيران للنفايات النووية لمفاعل بوشهر في مياه الخليج العربي بشكل من الممكن أن يؤثر على النظام البيئي للمنطقة.
4- محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم:
تقع تحت الأرض جنوب طهران، بالقرب من مدينة قُم المقدسة، وكانت قاعدة سرية للحرس الثوري الإيراني.
لا يُعلم على وجه اليقين متى تم إنشائها، لكن في 21 سبتمبر 2009 استيقظ العالم على خبر اعتراف الحكومة الإيرانية بوجودها، وذلك بعد أن علمت المخابرات الغربية بوجودها قبل عدة أشهر، وتعرضت طهران لضغوط غربية كبيرة للكشف عن ماهية تلك المنشأة، ولتهدئة القلق الغربي اضطرت إلى الاعتراف بوجودها، وقالت إن محطة فوردو ما زالت تحت الإنشاء وأنها لم تنتهك التزاماتها النووية، بينما رد الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما قائلا: إن فوردو كانت تحت المراقبة الأمريكية، كاشفا أنها تحتوي على 3000 جهاز طرد مركزي.
وتقع المحطة تحت الأرض على عمق 80 مترا أسفل هرم جبلي غني بصخور صلبة لحمايتها من أي هجوم جوي، بمنطقة جبلية حصينة جنوب العاصمة طهران.. وتقول الحكومة الإيرانية إن محطة فوردو مخصصة لتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء انشطارية نسبتها 20%، ليكون وقودا لمفاعل أبحاث طبي في طهران ينتج النظائر المشعة لعلاج مرضى السرطان، لكن أجهزة المخابرات الغربية تقول إن المحطة مناسبة تماما لإنتاج كميات قليلة من اليورانيوم عالي التخصيب والمناسب لبرنامج الأسلحة النووية.
وأثناء المفاوضات النووية مع طهران طالبت القوى الغربية بإغلاق المنشأة متهمة الحكومة الإيرانية بأنها تقوم بتخصيب اليورانيوم بشكل يصلح لإنتاج الأسلحة النووية، ورفضت طهران الاتهامات وعرضت فقط إمكانية تحويل المنشأة لأغراض البحث والتطوير تكون احتياطية لمنشأة "نطنز"، وذلك قبل أن يتم تعليق نشاط منشأة فوردو في يناير 2014 بموجب اتفاق نووي مؤقت أبرمته طهران مع القوى الكبرى في جنيف في نوفمبر 2013.
لكن في أغسطس 2016 أعلنت إيران إنها نشرت منظومة الدفاع الصاروخي "إس 300" الروسية حول المحطة لتأمينها.
5- منشأة نطنز:
تعمل لتخصيب اليورانيوم وتضم محطة لتخصيب الوقود الاسترشادية، وتقع في وسط إيران بالقرب من مدينة نطنز، على مساحة 100 ألف كم مربع، تحت الأرض بـ8 أمتار، تم الكشف عنها عام 2002، وتم إخضاعها لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقام الدكتور محمد البرادعي، رئيس الوكالة حينها بأول زيارة لمسؤول دولي للموقع في 2003.
وتعد محطة نطنز أكبر منشأة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في إيران، وتتكون من 3 مبان كبيرة تحت الأرض، قادرة على تشغيل ما يصل إلى 50 ألف جهاز طرد مركزي.
وتنتج المحطة في الأساس اليورانيوم منخفض التخصيب، الذي يجري استخدامه لإنتاج وقود لمحطات الطاقة النووية، لكن يمكنها أيضا إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب والذي يمكن استخدامه لإنتاج أسلحة نووية.
6- مركز بوناب للأبحاث النووية:
يقع شمال غرب البلاد بالقرب من الحدود الإيرانية العراقية، وهو مركز خاص بالأبحاث النووية.
7- مركز معلم كاليه:
مركز خاص بتدريب الكوادر النووية الإيرانية ويقع شمال البلاد.
8- مركز كراج:
هو مركز خاص للدراسات والأبحاث الزراعية والطبية باستخدام الطاقة النووية ويقع شمال طهران وتم إنشاؤه 1991.
9- مفاعل طهران للأبحاث:
بدأ العمل في مركز طهران للبحوث النووية عام 1967، بمساعدة أمريكية بقدرة 5 ميجاواط، وبعد الثورة الإيرانية قطعت الولايات المتحدة إمدادات اليورانيوم عن المفاعل، مما أجبر الحكومة الإيرانية على إغلاقه.
وفي 1988 وقعت إيران اتفاقيات مع هيئة الطاقة الذرية الأرجنتينية لتوفير احتياجات المفاعل من اليورانيوم، وفي عام 1993 استؤنف العمل بالمفاعل بالفعل.
10- منشأة لاشكار أباد:
مخصصة لتخصيب اليورانيوم بالليزر، وتم تأسيس الموقع في عام 2002، وبعد عدة أشهر من إنشائه، وبالتحديد في مايو 2003، قالت إيران إنها ستقوم بتفكيكه بعد ملاحظات سلبية من وكالة الطاقة الذرية حوله، ثم قامت بإغلاقه بالفعل بعد ضغوط دولية عديدة.
وقبيل الاتفاق النووي الأخير بين إيران والقوى الغربية رصدت بعض الأجهزة الاستخباراتية الغربية ما قالت عنه إنه نشاطات لمحاولة إعادة تشغيل الموقع.
11- مفاعل داركوفين للمياه الخفيفة:
هو مفاعل أعلنت إيران في 6 مارس 2007 أنها بدأت في بنائه أقصى غرب البلاد بالقرب من الحدود مع العراق والكويت، ويبعد عدة كيلومترات عن خط الحدود بين إيران والعراق.
وتقول طهران إنه سيشمل محطة طاقة نووية محلية الصنع، لكنه ما زال تحت الإنشاء.
12- مفاعل شيراز:
تخطط الحكومة الإيرانية لإنشائه جنوب غرب البلاد بطاقة 10 ميجاواط، وما زال تحت الإنشاء.
13- منجم جاهين:
هو منجم لتعدين اليورانيوم واستخراجه بالطحن، يقع جنوب البلاد بالقرب من ميناء بندر عباس، المطل على الخليج العربي. وترصد أجهزة المخابرات الغربية أن المركز ينتج نحو 20 طنًا من اليورانيوم سنويا.
وكانت إيران أعلنت في ديسمبر 2010 -في خطوة وُصفت وقتها أنها تحدً جديد للعالم- أنها أنتجت للمرة الأولى محليا مُركزات خام اليورانيوم (أو ما يعرف بالكعكة الصفراء) بعد أن استخرجتها من منجم جاهين، ونقلتها إلى المفاعل الذي يمكن أن يجعلها جاهزة للتخصيب.
واعتبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الأدلة تشير إلى أن الهدف الأساسي لمنجم جاهين هو أن يكون مصدرا لليورانيوم لاستخدامه في برنامج نووي عسكري.
14- منجم ساجهاند لاستخراج اليورانيوم:
تم الكشف عن وجود خام اليورانيوم في هذا المنجم لأول مرة عام 1985، والمنجم يعمل منذ مارس 2005.
15- موقع أردكان النووي:
يعمل منذ 2005 ويضم مصنعا لإنتاج "الكعكة الصفراء"، ومنجما لاستخراج اليورانيوم بالطحن، وتشير التقديرات الغربية إلى أن الموقع ينتج ما بين 40 إلى 50 كيلوجراما من "الكعكة الصفراء" سنويا.