كيف أشعل ترامب حرب «البطاطس المقلية»؟

لطالما كانت البطاطس المقلية طبقا محببا للصغار، وخيارا للكبار الباحثين عن طعام لذيذ وسريع، لكنها قد تتحول من وجبة شعبية يومية إلى ترف غذائي
فهذه الوجبة لم تعد مجرد طبق جانبي عابر على مائدة الأمريكيين، بل أصبحت رمزا جديدا لتكلفة شعارات سياسية.
وتحت شعار "أمريكا أولا"، شن الرئيس دونالد ترامب حملة جمركية شرسة على حلفاء وخصوم، من كندا إلى الصين، دون حساب كلفة تلك الرسوم على حياة المواطن اليومية، ووجباته المحببة إلى قلبه لاسيما "البطاطس المقلية".
فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تنتج حوالي 44 مليار رطل من البطاطا سنويا، فإنها تعتمد بشكل كبير على الاستيراد في ما يتعلق بزيوت الطهي، خصوصا زيت الكانولا وزيت فول الصويا، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وهذان النوعان من الزيت، هما المفضلان لدى معظم الطهاة الأمريكيين للوصول إلى درجة القرمشة المثالية.
وهنا تبرز الأزمة المتمثلة في أن أكثر من 69% من زيت الكانولا المستخدم في أمريكا مستورد، و96% من هذه النسبة مصدرها كندا — الشريك التجاري الذي بات عرضة لرسوم جمركية فرضها الرئيس دونالد ترامب.
وتُثير هذه الرسوم الجمركية واسعة النطاق - التي لا تقل عن ١٠٪ على جميع الدول تقريبا من الصين إلى سريلانكا - ذعر الشركات والمستهلكين.
الأصابع اللذيذة في مهب السياسة التجارية
ونظرا لعدد السلع التي تمر عبر الحدود الكندية، تشكل الرسوم الجمركية على ذلك البلد تهديدا كبيرا بشكل خاص، حيث تؤثر على ٧٦٢ مليار دولار من التجارة السنوية. بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "بيزنس إنسايدر".
وتزداد المخاوف مع حقيقة أن ثلث البطاطا المزروعة في أمريكا تُحوَّل إلى بطاطا مقلية مجمدة، وغالبيتها يتم استيرادها من كندا.
وبحسب الموقع نفسه، فإن إحدى الشركات التي تزود 80% من البطاطا المقلية لمطاعم الوجبات السريعة في أمريكا، أغلقت مصنعا في ولاية واشنطن في ظل ارتفاع التكاليف.
تقول جمعية الكانولا الأمريكية إن 69% من زيت الكانولا الذي تستخدمه في أمريكا مستورد، ويأتي حوالي 96% منه من كندا.
كما يتم استيراد بطاطس مقلية مجمدة بقيمة 1.7 مليار دولار تقريبا، مثل تلك التي تقدمها معظم مطاعم الوجبات السريعة.
والكانولا هو اختصار لـ "Canadian oil, low acid" تم تطويره بعد الحرب العالمية الثانية كمحاولة لاستخدام نبات اللفت الصناعي في إنتاج زيت صالح للأكل.
وبحلول التسعينيات، تخلت مطاعم الوجبات السريعة عن دهن الأبقار لصالح زيت الكانولا، نظرا لتكلفته الأقل وسهولة استخدامه.
لكن اليوم، ومع الزيادة الحادة في أسعار الزيوت النباتية، حيث ارتفع سعرها بنحو 50% منذ عام 2020، أصبحت العودة إلى الدهون الحيوانية خيارا قيد الدراسة.
ومع ذلك، فإن هذا التحول ليس بالحل السهل، فدلو دهن البقر يكلف ما بين 60 إلى 119 دولارا، مقارنة بـ40 دولارا لنفس الكمية من زيت الكانولا.
حلول بديلة
بعض المطاعم لجأت لحلول مبتكرة، كاستخدام أنظمة تنقية للزيت لإطالة عمره، أو تركيب خزانات مزدوجة لضخ الزيت الجديد وسحب الزيت المستخدم.
لكن هذه الإجراءات لا تفي بالغرض على المدى الطويل، خصوصا مع القفزات الهائلة في أسعار اللحوم والبيض، التي دفعت المطاعم للاعتماد على البطاطا المقلية كمصدر للربح.
تقول كودي بيتس، صاحبة مطعم، عن البطاطس المقلية: "في حين أنها قد تعتبر سلعة غير فاخرة، إلا أنها تستخدم ما يُعرف الآن بتسعيرها كآلية فاخرة لتوصيلها إلى المائدة".
تنفق كودي 32,760 دولارا سنويا على زيت الكانولا لمطعمها في لورانس، بكانساس.
ويستخدم المطعم 630 رطلا من زيت الطهي أسبوعيا، ما بين الدجاج المقلي والسمك المقلي والبطاطس المقلية.
وتشير إلى أن زيادة الأسعار ستؤثر بشكل كبير على هوامش ربحها. إذا طرأ تأثير على الرسوم الجمركية على السلع المتوافقة مع اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وبحسب "بيزنس إنسايدر"، فإن ثلث البطاطس المزروعة في الولايات المتحدة تصبح مجمدة.
لعقود من الزمن، استخدمت المطاعم الشحم البقري، أو دهن البقر المذاب، لطهي البطاطس المقلية.
aXA6IDMuMjIuMjA5LjExNSA= جزيرة ام اند امز