جدل التعيينات.. ترامب يختبر «قوته» عبر «الموالين»
في تتابع سريع، أشعل دونالد ترامب أمريكا بتعييناته للمناصب الرئيسية في إدارته الجديدة، في خطوة تختبر مدى قوته بعد الانتخابات.
ولقد تبخرت العلامات المبكرة التي أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يسعى لتشكيل إدارة تقليدية.
فبعد اختيار السيناتور ماركو روبيو لوازرة الخارجية، والنائب مايكل والتز لمنصب مستشار الأمن القومي، انحرف ترامب بشكل حاد نحو «الموالين»، وذلك وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وأشار الموقع إلى اختيار النائب مات غيتز لمنصب وزير العدل، وبيت هيجسيث لمنصب وزير الدفاع، والنائبة السابقة تولسي غابارد لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية.
ووصف "أكسيوس" هؤلاء بأنهم من النوع غير التقليدي الذي يشبه اختيارات ترامب في 2017 لكن بقيود أقل بكثير من الولاية الأولى.
واعتبر الموقع أن هذه الاختيارات تشترك جميعها في شيء واحد وهو الرغبة في "هدم وتجديد الوكالات التي كلفهم ترامب بقيادتها والقيام بذلك بطريقة تتفق مع الخطاب المحرض لحملته".
غيتز
فغيتز، الذي استقال فجأة من مجلس النواب الليلة الماضية، هو أحد المفضلين لدى حركة "ماغا" أو "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" والذي "يحتقره العديد من زملائه بسبب تصرفاته الوقحة"، كما أن ترشيحه أثار غضبًا بين المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين.
كانت وزارة العدل قد حققت مع غيتز وهو نائب جمهوري من فلوريدا بتهمة "الاتجار بالجنس"، لكن المدعين رفضوا توجيه اتهامات.
كما كانت لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب تحقق معه بتهمة "سوء السلوك الجنسي وتعاطي المخدرات غير المشروعة" وكانت تعد تقريرًا عن نتائجها.
وفي بيان له، أشار ترامب إلى أن أولوية غيتز القصوى ستكون "إنهاء تسليح نظام العدالة لدينا"، في إشارة إلى الملاحقات الجنائية للرئيس المنتخب نفسه إضافة إلى استئصال "الفساد النظامي" في وزارة العدل.
وخلال حملته، كان ترامب قد أدان ما وصفه بـ"تسييس" وزارة العدل في إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، كما طرح أكثر من مرة فكرة مقاضاة أعدائه السياسيين واقترح أن يقود وزير العدل هذه المهمة.
هيجسيث
أما هيجسيث، وهو من قدامى المحاربين في الجيش والمذيع بقناة "فوكس نيوز"، فألف كتابًا من أكثر الكتب مبيعًا هذا العام يتهم فيه قادة وزارة الدفاع (البنتاغون) بتخريب الجاهزية العسكرية والتجنيد من خلال إعطاء الأولوية للعدالة الاجتماعية والتنوع.
ودعا هيجسيث إلى إقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز براون وهو أول رئيس خدمة من أصول أفريقية في تاريخ الولايات المتحدة.
كما دعا إلى إقالة أي ضابط "متورط في أي من أعمال مبادرات التنوع والمساواة والشمول".
وفي إحدى حلقات البودكاست، أعلن هيجسيث أن النساء لا ينبغي أن يخدمن في أدوار قتالية عسكرية، بحجة أن ذلك "لم يجعلنا أكثر فعالية، ولم يجعلنا أكثر فتكًا، بل جعل القتال أكثر تعقيدا".
غابارد
وبالنسبة لغابارد، وهي ديمقراطية سابقة شاركت في حرب العراق، فقد اختارها ترامب لمواجهة ما يراه أعظم خصم له داخل الحكومة الأمريكية وهو مجتمع الاستخبارات.
وقد تعرضت غابارد، وهي من أشد المعارضين للتدخل في شؤون الدول الأخرى، لانتقادات لاجتماعها سراً مع الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2017 وإشارتها في عام 2022 إلى أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) يتحملان مسؤولية حرب أوكرانيا.
ولم تشغل غابارد أي مناصب رفيعة المستوى في مجال الأمن القومي، لكنها ستُكلف بمهمة ترامب المتمثلة في تطهير مجتمع الاستخبارات أو ما يطلق عليه "الدولة العميقة" مما يسميه "الجهات الفاعلة الفاسدة".
خطة احتياطية
قد يواجه المرشحون الثلاثة، طريقًا صعبًا بدرجات متفاوتة للحصول على موافقة مجلس الشيوخ على تعيينهم، لكن ترامب لديه خطة احتياطية لتمرير مرشحيه.
وتتلخص الخطة في الضغط على مجلس الشيوخ للسماح له بإجراء التعيينات أثناء فترة العطلة حتى يخدم المرشحون "بالوكالة" لمدة تصل إلى عامين من الدورة التشريعية التي تبدأ في يناير/كانون الثاني المقبل.
وقبل انتخابه يوم الأربعاء زعيما للأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، قال السيناتور جون ثون إن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" لتأكيد ترشيحات ترامب بسرعة، بما في ذلك التعيينات خلال العطلة البرلمانية.
وبعد الانتصار الحاسم الذي حققه ترامب في الانتخابات، يختبر الرئيس المنتخب مدى قدرته على إخضاع الجمهوريين في الكونغرس لإرادته،
كما ستختبر الضجة التي أحدثتها الترشيحات مدى قوة ترامب بعد الانتخابات.
aXA6IDMuMTQ1LjQ4LjcyIA== جزيرة ام اند امز