مشروع قانون أمريكي يحجم انتهاكات قطر لـ"السماوات المفتوحة"
لجنة إدارة النقل والبنية التحتية التي يترأسها بيتر دي فازيو، انضم إليها قادة لجان آخرون، من بينهم جمهوريون، في تبني مشروع القانون.
يعتبر مشروع القانون الصادر عن مجلس النواب الأمريكي الذي من شأنه تحجيم وصول الخطوط الجوية الأجنبية للولايات المتحدة بناءً على ظروف العمل متدنية المعايير لعمالها هو أحدث حلقات النضال الطويل –والناجح في معظمه– للخطوط الجوية الأمريكية ونقابات الطيران لإبقاء المنافسة الأجنبية منخفضة التكلفة بعيدًا عن السوق الأمريكي.
وذكر موقع "رول كول" الأمريكي أن القائمة الطويلة للجماعات العمالية الداعمة لمشروع القانون كانت تنظم حملات منذ عدة سنوات لإبقاء الناقلات الأجنبية بعيدًا عن السوق الأمريكية، لافتًا إلى أن غضب تلك المجموعات ينصب الآن على شركة "آير إيطاليا"، التي تملك الخطوط القطرية حصة فيها بنسبة 49%.
- تحالف أمريكي يضع انتهاكات قطر لـ"السماوات المفتوحة" بقبضة ترامب
- انتهاك قطر لـ"السماوات المفتوحة" يهدد العمال الأمريكيين
وأوضح الموقع الأمريكي خلال تقرير له أن لجنة إدارة النقل والبنية التحتية التي يترأسها بيتر دي فازيو، انضم إليها قادة لجان آخرون، من بينهم جمهوريون، في تبني مشروع القانون الذي قدمته اللجنة الأسبوع الماضي، واستهدف منع خطوط الطيران العاملة في إطار "علم الملاءمة" – وهو مصطلح يعني العلم الذي ترفعه السفن للإشارة إلى البلد المسجلة به رغم تبعية الشركة العاملة والمشغلة للسفينة لبلد آخر – من تقويض معايير العمل.
وقال النائب الديمقراطي عن ولاية أوريجون خلال بيان: يمكن إنشاء خطوط طيران أجنبية اليوم في إطار "علم الملاءمة"؛ لاستغلال قوانين العمل الضعيفة الموجودة في الدول الأخرى من أجل توفير المال وتقويض المنافسة، مشيرًا إلى أنه "في جميع أنحاء العالم، هناك محاولات من جانب خطوط الطيران الأجنبية لتقويض معايير العمل الهامة من أجل المضي قدمًا".
وأكد رودني ديفيس النائب الجمهوري عن ولاية إلينوي أنه على شركات الطيران الأجنبية اتباع القوانين "أو لن يسمح لهم بالعمل داخل الولايات المتحدة".
من جانبه، أوضح الباحث والكاتب الأمريكي درو جونسون أنه على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساءلة قطر عن انتهاكها لاتفاقية السماوات المفتوحة، وأن يبعث لها برسالة مفادها أن الولايات المتحدة لن تتسامح ثانية مع تجاهل الاتفاقية.
وقال جونسون خلال مقالة له منشور عبر موقع "تاون هول" الأمريكي أنه بتجاهل قطر لاتفاقية السماوات المفتوحة المبرمة مع الولايات المتحدة، فإنها تهدد العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن الوضع يشكل سابقة مروعة بأن الولايات المتحدة مستعدة للتجاهل عندما لا تلتزم الدول بالقوانين، وهي سابقة قد يكون لها عواقب وخيمة عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات التجارية والعسكرية في المستقبل.
كما أوضح أنه كان يتعين على ترامب استغلال فرصة لقائه مع تميم بن حمد الأسبوع الماضي، لمساءلة قطر عن المخطط الخبيث لانتهاك اتفاقية السماوات المفتوحة التي أبرمتها مع الولايات المتحدة، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة أبرمت ترتيبات متعلقة بالسماوات المفتوحة مع 126 دولة في جميع أنحاء العالم، معظمهم يتبعونها ويحترمونها، لكن الاتفاقية مع قطر هي الاستثناء النادر والمقلق.
وأشار إلى أنه بعد استخدام عشرات مليارات الدولارات من الأموال الحكومية لتأمين الخطوط الجوية القطرية، وقعت قطر اتفاقية السماوات المفتوحة وتعهدت بوقف تقديم الدعم للشركة، لكن العام الماضي، كان مشتبهًا في استخدام قطر أموال الضرائب وغيرها من أموال الحكومة لدعم الخطوط القطرية، واستجابت الإدارة الأمريكية لذلك بإعادة التفاوض على الاتفاقية لإنهاء الدعم غير القانوني، وزيادة الشفافية المالية للدوحة وتجميد مساراتها الجديدة للولايات المتحدة.
لكن قال الباحث الأمريكي إن قطر عادت لطرقها القديمة قبل حتى الانتهاء من الاتفاقية، إذ اختلق المسؤولون القطريون طريقة مشبوهة لتفادي السماوات المفتوحة ودعم إحدى شركات الطيران وإطلاق مسارات جديدة لأمريكا.
وأوضح أن الخطوط الجوية القطرية اشترت حصة بنسبة 49% في طيران "ميرديانا"، وهي شركة إيطالية إقليمية متعسرة، وحولت اسمها لـ"آير إيطاليا"، ليعمل الناقل الجديد كوكيل خفي للخطوط القطرية، متجاهلًا تعليمات "السماوات المفتوحة" من خلال تقديم الخدمة لخمس مدن أمريكية والحصول على دعم بملايين الدولارات من الحكومة القطرية.