الهجمات الإلكترونية.. خطر إيراني جديد يتصاعد بوجه أمريكا
ديفيد إجناتيوس يقول إن المقارنة بين القدرات الإلكترونية لأمريكا وإيران مثل الفيل والبرغوث ومع ذلك فإن البرغوث يمكن أن يكون مصدر إزعاج
حذر الكاتب الأمريكي البارز، ديفيد إجناتيوس، من أن تجاهل إيران التي يخوض وكلاؤها حروبا عبر الشرق الأوسط، يعرّض الولايات المتحدة الأمريكية للخطر؛ لا سيما من تهديدات سيبرانية وأسلحة إلكترونية أقل تطورا ولكن بوسعها أن تلحق أضرارا جسيمة.
وفي مقال نشرته "واشنطن بوست" على موقعها الإلكتروني، قال إجناتيوس وهو صحفي وروائي ومحرر مشارك وكاتب عمود في الصحيفة، إنه "عندما يتعلق الأمر بالأسلحة السيبرانية (الإلكترونية)، أمريكا فيل وإيران برغوث، ومع ذلك، فإن البرغوث يمكن أن يكون مصدر إزعاج مستمر، خاصة بالنسبة لغير المحميين".
- خبير أمريكي: إيران تخوض حروبا بالوكالة لنشر الفوضى الإقليمية
- السعودية والإمارات كانتا هدفا لقراصنة إيرانيين منذ 2014
وأشار إلى أن القدرات الإلكترونية لإيران، هي محور دراسة تفصيلية بعنوان "التهديد الإلكتروني الإيراني" ينشرها قريبا الباحثان كولين أندرسون وكريم سجادبور من مؤسسة "كارنيجي للسلام الدولي"، توضح أنه على الرغم من أن طهران تصنف من "الفئة الثالثة" على مصفوفة التهديد السيبراني، لا يزال بوسعها أن تلحق أضرارا جسيمة.
واعتبر أن عمليات الكشف حول الهجمات الإلكترونية الإيرانية، بمثابة تذكير بأن الولايات المتحدة وحلفائها يعيشون في نظام إيكولوجي إلكتروني خطير، حيث تحظى قرصنة روسيا لحملة الرئاسة الأمريكية عام 2016 بتغطية يومية، وسرقة الصين للأسرار الأمريكية مسألة معروفة جيدا.
لكن ما يحظى باهتمام ضئيل جدا، هو الأسلحة الأقل تطورا ولكنها لا تزال سامة المتاحة لعشرات البلدان الأصغر حجما؛ وفقا للكاتب الذي حذر من أن الولايات المتحدة، بنظمها المفتوحة نسبيا، يمكن أن تكون هدفا سهلا.
واعتبر أن دراسة إيران جاءت في الوقت المناسب، حيث أعلنت إدارة ترامب عن رغبتها في مساعدة السعودية وحلفاء آخرين على التصدي لوكلاء إيران عبر الشرق الأوسط في اليمن وسوريا ولبنان وأماكن أخرى.
ورجح أن الدعوة الأمريكية إلى التراجع هي مجرد لهجة خطاب إلى حد كبير، ففي هذه المرحلة؛ لا تزال هناك سياسة واضحة قليلا، لكن حلفاء طهران يمكن أن يقاتلوا، أحيانا بسبل يصعب تحديدها أو معرفة مصدرها هذا صحيح على نحو خاص مع الأسلحة السيبرانية.
وقال إن دراسة "كارنيجي" توضح أن القدرات إيران الإلكترونية صغيرة ولكنها مجدية تطورت جزئيا لجمع المعلومات الاستخباراتية الأجنبية والتجسس جزئيا على جماعات المعارضة المحلية التي تجمعت في الحركة الخضراء عام 2009، كما قام القراصنة الإيرانيون بتطوير دافع الانتقام أيضا بعد تقارير إخبارية عن هجمات الولايات المتحدة وإسرائيل بفيروس "ستوكسنيت" على البرامج النووية الإيرانية التي بدأت في عام 2007.
ومضى الكاتب قائلا: "قبل 10 سنوات، بدأت إيران حشد مواردها الخاصة، وثقافة القرصنة هي إحدى النتائج الأكثر إثارة للاهتمام في الدراسة، لأنه يمكن تكرارها في عشرات الاقتصادات الناشئة الأخرى.
وقالت الدراسة: "يبدو أن قدرات إيران الإلكترونية تتطور محليا، نتيجة الجامعات المحلية والقرصنة، ويبدو أن الجهات الفاعلة المهددة تنشأ من أي مكان وتعمل بشكل متفان حتى تتبدد الحملات، غالبا ما يكون ذلك بسبب اكتشافهم من قبل الباحثين".
وأوضح أن القراصنة الإيرانيين بدأوا ينشطون ببطء في عام 2007، بهجمات إلكترونية بسيطة، حيث قامت مجموعة تطلق على نفسها اسم "الجيش السيبراني الإيراني" بتشويه حسابات تويتر منشقة في عام 2009، وبعد ذلك بوقت قصير، مواقع تابعة لإذاعة "صوت أمريكا".
لكن الهجمات أصبحت أكثر خطورة في عام 2011، بعد أن اخترق قرصان إيراني شركة أمن هولندية اسمها "ديجينوتار"، وأتاح حسابات مستخدمي بريد جوجل الإلكتروني في إيران للمراقبة الحكومية، وفقا لدراسة "كارنيجي".
كما هاجمت إيران الولايات المتحدة أيضا، ففي سبتمبر/أيلول 2012، بدأت مجموعة من القراصنة تطلق على نفسها اسم "مقاتلي كتائب عز الدين القسام الإلكترونية" مهاجمة المصارف الأمريكية والمؤسسات المالية التي تعرضت لهجوم بدائي، ولكنه مدمر يعرف باسم "الحرمان من الخدمة الموزع" أو "دي دي أوه إس" الذي يغمر أجهزة الكمبيوتر المستهدفة بالكثير من حركة المرور حتى تنهار أنظمتها، وهذه الهجمات أسفرت عن قدر مذهل من الضرر.
وأضاف محللو "كارنيجي"، أن "مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) خلص إلى أنه خلال الفترة بين 2012 إلى عام 2013، منعت العملية الإيرانية مئات الآلاف من العملاء المصرفيين من دخول حساباتهم لفترات طويلة، وكبدت تكاليف تقدر بملايين الدولارات لمعالجتها، لكن العديد من المؤسسات المالية التي هاجمها الإيرانيون لم تذكر الكثير عن الهجمات لتجنب قلق العملاء أو المساهمين.
وتابع الكاتب متسائلا: "لماذا قام الإيرانيون بمهاجمة البنوك الأمريكية؟ الانتقام هو الجواب البسيط. ويذكر تقرير كارنيجي أن تقييم وكالة الأمن القومي الذي يذكر أن المخابرات تشير إلى أن هذه الهجمات هي انتقام من الأنشطة الغربية ضد القطاع النووي الإيراني وأن كبار المسؤولين في الحكومة الإيرانية يدركون هذه الهجمات".
واختتم بالقول إن "قدرات إيران الإلكترونية تشير إلى أن حملة إدارة ترامب الجديدة المناهضة لطهران لا يمكن أن تكون دون ثمن، حتى إذا تم تجنب الصراع المفتوح".
aXA6IDE4LjExNy4yMzIuMjE1IA==
جزيرة ام اند امز