مؤرخ فرنسي: قرار القدس هدية ترامب "المسمومة" لإسرائيل
المؤرخ ران هاليفي، قال إن القرار الأمريكي قد ينقلب على إسرائيل، كما سيزيد من عزلتها
اعتبر المؤرخ الفرنسي، ران هاليفي، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لا يعدو أن يكون سوى «هدية مسمومة» للإسرائيليين.
هاليفي، مدير «المركز الفرنسي للبحوث العلمية» (حكومي)، قال إن القرار الأمريكي قد ينقلب على إسرائيل، كما سيزيد من عزلتها.
وتحت عنوان «الهدية المشكوك فيها من ترامب للإسرائيليين»، استعرض المؤرخ الفرنسي، في مقال نشرته صحيفة «لوفيغارو» المحسوبة على اليمين الفرنسي، عددا من الأسباب الكامنة وراء القرار الأمريكي.
- ترامب والقدس.. كيف نسف دبلوماسية 7 عقود في 15 دقيقة؟
- القدس واجتماع مجلس الأمن.. لهذه الأسباب "لم ينجح أحد"
ويرى المؤرخ الفرنسي أن للقرار «تداعيات ونتائج عكسية"، مشيراً إلى الاستياء العربي الواسع من الولايات المتحدة.
فـ"الاعتراف الرسمي بالقدس عاصمة لإسرائيل، أجج الدول المعتدلة في المنطقة، حيث اندلعت احتجاجات شعبية في الأردن.
غير أن ما أثار استغراب المؤرخ الفرنسي هو الغموض المحيط بالقرار، وبملابسات اتخاذه، دون التنبؤ بتداعياته الخطيرة التي فتحت فصلا جديدا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ترامب، يضيف المؤرخ، «حاول ـ على ما يبدوـ تدارك القرار، بالامتناع عن تحديد محيط العاصمة التي اعترف بها، كما دعا المؤسسات الإسرائيلية الموجودة في القدس الغربية إلى تجنب البت في الوضع النهائي للمدينة » المحتلة.
وعن أسباب القرار، يتساءل المؤرخ الفرنسي: "هل أراد ترامب بهذه الضربة استعطاف منتخبيه الإنجيليين، أو استرضاء المجتمع اليهودي كما أشارت وسائل الإعلام؟ أم أنه ساوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو على صفقات مشبوهة وغير معلنة؟".
ورغم أن توقيت القرار يعتبر مناسبا جدا بالنسبة للاسرائيليين، أي في وقت لم تعد فيه القضية الفلسطينية تحتل صدارة الاهتمام العالمي، كما يقول، بسبب الحرب في العراق وسوريا واليمن، وانشغال العالم بالقضاء على الجماعات الإرهابية المتطرفة، إلا أن المؤرخ اعتبر أن القرار فاقم من عزلة إسرائيل.
فالقرار ساهم في تجميد مسار عملية السلام، كما لن تكون له أي فائدة على الصعيد السياسي، ما يمنحه جميع المؤشرات التي تجعل منه «هدية مسمومة» من ترامب للإسرائيليين.
وتابع المؤرخ أن «ترامب استشهد في خطاب الأسبوع الماضي، بتصويت الكونغرس (مجلسا النواب والشيوخ) ببلاده، في 1995، بغالبية ساحقة، لصالح نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، غير أنه لم يتبع خطى أسلافه ممن دأبوا، على مدى 22 عاماً على توقيع قرارات تأجيل التفعيل، ويقضون أول 6 أشهر من حكمهم في تجميد تنفيذ وعودهم الانتخابية، حتى ترسيخ أقدامهم».
وخلص إلى أن «وضع القدس المقرر في خطة التقسيم عام 1947، وضع المدينة تحت الولاية القضائية الدولية، لتكون "موحدة غير مجزأة"، إلا أن هذا الأمر ظل خيالاً: فمنذ حرب الاستقلال، احتلت إسرائيل أجزاء من المدينة، وجعلت القدس الغربية عاصمة لها، إلا أن المجتمع الدولي لم يعترف أبداً بذلك، لتكون بذلك إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي لا يعترف أحد بعاصمتها».
حيثيات تشي بأن ما فعله ترامب مؤخرا ليس سوى «محاولة إضفاء الطابع الرسمي، على وضع خاطئ، وقد قام بذلك دون حجة قانونية قوية، لكن بدلالات رمزية كبيرة».