العالم يحبس أنفاسه قبل خطاب ترامب بشأن القدس
مع اقتراب موعد خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نقل سفارته إلى القدس، تعالت التحذيرات من الخطوة.
يحبس العالم أنفاسه، قبيل خطاب مرتقب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس المحتلة، وسط تحذيرات من خطوة نقل سفارة واشنطن إلى المدينة المقدسة.
وتصاعدت التحذيرات العربية والإسلامية من أن نقل السفارة سيتسبب في اتساع دائرة العنف وانهيار عملية السلام في الشرق الأوسط.
- أمريكا والقدس.. 4 مراحل بدأت بالتدويل وتنتهي بتسليمها لإسرائيل
- العرب ينتفضون بدعم أوروبي ضد قرار ترامب.. القدس لنا
ويتوقع أن يقوم ترامب بالتصديق على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، حيث ستجعل تلك الخطوة الولايات المتحدة أول دولة في العالم تعترف بأن القدس هي عاصمة إسرائيل.
ويقول البيت الأبيض إن قرار ترامب هو "اعتراف بالحقيقة الحالية والتاريخية"، إلا أنه أكد أنها ليست تصريحا سياسيا، ولن تغير من الحدود السياسية والجغرافية لمدينة القدس.
فلسطين
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أمر غير مقبول للفلسطينيين، وإذا ما تمت تلك النقلة فإن الوضع سيتعقد بشكل غير مسبوق، حيث ستضع العديد من العراقيل في طريق عملية السلام، وربما ستكون نهاية عملية السلام من الأساس.
مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية، مجدي خليل، قال إن إعلان ترامب سينهي دور واشنطن كوسيط في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وأضاف أن هذا يعني أن الأمريكيين قد اختاروا إبعاد أنفسهم عن الجهود الرامية لإحلال السلام في المنطقة.
وقال حازم قاسم، المتحدث الرسمي لحركة حماس، إن إعلان ترامب سيؤكد أن الولايات المتحدة لم تكن وسيطا عادلا في عملية السلام، وأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي اعتراف بأن القدس عاصمة إسرائيل.
العالم الإسلامي
وأبلغ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ترامب، في مكالمة هاتفية، بأن أي إعلان بشأن القدس قبل الوصول إلى تسوية شاملة ونهائية سيقوم بالإضرار بعملية السلام ومحادثاتها بشكل بالغ، إضافة إلى تأجيج التوتر في المنطقة.
وحذرت دولة الإمارات العربية المتحدة من اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، ووصفت الإقدام على الخطوة بالمخالف للقرارات الدولية إلى جانب كونه إخلالا كبيرا بمبدأ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي.
وقام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالتحذير ضد "تعقيد الوضع في المنطقة عن طريق طرح إجراءات قد تقوض فرص السلام في الشرق الأوسط".
ودعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى جهود مشتركة للتعامل مع التبعات الخاصة بقرار ترامب، والعمل على التعامل مع أي خطوات من شأنها تقويض عملية السلام ولحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قال: إن مسألة القدس مسألة حساسة، وإن تركيا تأمل في ألا يتم اتخاذ أي قرارات "عشوائية" في هذا الملف شديد الحساسية، حيث إن أي خطوة خاطئة ستتسبب في "تبعات لا يمكن الرجوع عنها".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القدس هي "خط أحمر بالنسبة للمسلمين".
المجتمع الدولي
وقال البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، إنه لا يستطيع كتمان قلقه البالغ حول الوضع في الشرق الأوسط، وقال إنه يناشد جميع الأطراف باحترام الوضع الحالي واتباع قرارات الأمم المتحدة.
وقال ستيفان دجوراك، المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، إن المنظمة الدولية طالما اعتبرت القدس نقطة الحل بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ولابد من مواصلة المفاوضات بين الطرفين طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
ودعا الاتحاد الأوروبي لمواصلة جهود عملية السلام للدفع في حل الدولتين، وشدد على أنه لابد من إيجاد طريق من خلال المفاوضات للوصول إلى حل يجعل القدس عاصمة للدولتين.
وعبرت كل من روسيا والصين عن قلقهما من عملية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأكدتا أن هذه الخطوة قد تدفع نحو تأجيج الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
وعبر وزير خارجية بريطانيا، بوريس جونسون، عن قلق بلاده البالغ من إعلان ترامب، حيث تعتبر بريطانيا القدس جزءا أساسيا من حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين.