«معاداة السامية» سلاح ترامب الجديد.. هل يدفع اليهود الثمن؟

يخشى اليهود من أن يصبحوا كبش فداء مع استخدام ترامب لمعاداة السامية لتبرير حملاته المستمرة في مختلف الاتجاهات.
وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي فقد حذر زعماء المجتمع اليهودي من أن استعانة الرئيس ترامب بمعاداة السامية لتبرير كل شيء بدءًا من خفض أموال الكليات وحتى ترحيل الطلاب المتظاهرين قد يجعل اليهود كبش فداء لسياساته.
ومع تصاعد معاداة السامية في الولايات المتحدة، فإن حملة ترامب القمعية قد تؤدي إلى تأجيج المزيد من العداء ضد اليهود، كما قالت لورين شتراوس، أستاذة التاريخ اليهودي الحديث في الجامعة الأمريكية، لموقع أكسيوس.
وأضافت شتراوس أن "معاداة السامية باتت تتردد على ألسنة أشخاص ربما لم يستخدموا هذه الكلمة قط في حياتهم.. لقد دخلت الخطاب السياسي الأمريكي بطريقة لم يسبق لها مثيل"، مشيرة إلى أن الإدارة لا تقدم حلولاً ملموسة لمشكلة معاداة السامية الفعلية.
واعتبرت أن تصرفات إدارة ترامب "التي يراها كثيرون انتهاكا للحريات المدنية للناس ليست هي الطريقة لوقف هذا المد، مضيفة أنه "إذا ذهبنا إلى أبعد من ذلك، فقد ينتهي بنا الأمر إلى إيذاء اليهود وكل شخص آخر أكثر مما يساعد".
وقال أكسيوس إن البيت الأبيض رفض التعليق على الأمر.
وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي أنها ستفحص حسابات المهاجرين على مواقع التواصل الاجتماعي بحثًا عن أي محتوى معادٍ للسامية كسبب لرفض طلبات الهجرة، ووصفت النشاط المؤيد للفلسطينيين بأنه معادٍ للسامية.
والعام الماضي، طرح مؤسسو مشروع 2025 خطة أطلقوا عليها اسم " مشروع إستير "، والتي استخدمت تصريحات معادية لإسرائيل كسبب لترحيل الطلاب الحاملين لتأشيرات أو بطاقات خضراء، كما استهدف ترامب التمويل الفيدرالي للكليات بسبب مزاعم التحرش والتمييز المعادي للسامية.
يذكر أن ترامب نفسه اتهم في وقت سابق بمعاداة السامية، إذ أنه خلال حملته الانتخابية، وصف اليهود الذين صوتوا للديمقراطيين بأنهم حمقى، كما استخدم كلمة "فلسطيني" كإهانة لزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو يهودي.
وفي الوقت نفسه، غمرت نظريات المؤامرة المعادية للسامية المدونات الصوتية من تيار أقصى اليمين المؤيدة لترامب.
وتعرض إيلون ماسك، المستشار المقرب لترامب، لانتقادات شديدة بسبب ما اعتبر على نطاق واسع تحية نازية في يوم تنصيب ترامب وسنوات من مزاعمه المعادية للسامية .
وفي فبراير/شباط الماضي ، كتبت أكثر من 100 منظمة يهودية، بما في ذلك جماعات إصلاحية ومحافظة، رسالة عامة تدين العديد من سياسات إدارة ترامب.
وقال النائب جيري نادلر (ديمقراطي من نيويورك)، وهو العضو اليهودي الأقدم في مجلس النواب، إن استخدام ترامب لمعاداة السامية استغلالي و"تعبير عن استبداده"، بحسب صحيفة "الغارديان " البريطانية.
وأضاف نادلر "إن الرئيس يستغل الألم الحقيقي الذي يواجهه اليهود الأمريكيون لتعزيز رغبته في ممارسة السيطرة على المؤسسات الأكاديمية الباحثة عن الحقيقة والتي تشكل حصناً ضد الاستبداد".
وقالت لورين شتراوس إن "معظم الناس ليس لديهم شك في أنه إذا توقف اليهود عن كونهم أداة مفيدة لهذا الغزو والهجوم على الحريات المدنية، فسوف يتم إلقاؤهم تحت الحافلة بسرعة كبيرة".
aXA6IDE4LjIxOS40My4yNiA=
جزيرة ام اند امز