هل تراخت قواعد الاشتباك الأمريكية في عهد ترامب؟
الضربة الأمريكية الأخيرة التي قتلت نحو 200 مدني بالموصل، تطرح تساؤلات حول قواعد اشتباك القوات الأمريكية في الحرب ضد "داعش" تحت ترامب
أثارت الضربة الجوية الأمريكية التي قتلت 200 مدني في غرب الموصل، العديد من علامات الاستفهام حول مدى "تراخي" قواعد الاشتباك التي يلتزم بها التحالف الدولي تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، وأي "الأساليب الجديدة" التي تخطط لها القوات العراقية لدخول الأحياء المكتظة بالسكان في غرب الموصل.
واعترف الجيش الأمريكي، السبت، بأن طائرة أمريكية شنت ضربة جوية على مربع في غرب الموصل بناء على طلب من القوات العراقية، يعتقد أن عشرات المدنيين سقطوا فيه بين قتيل وجريح.
ومن جهة أخرى، أعلنت القوات العراقية توقف عملية التقدم داخل البلدة القديمة في غرب الموصل، الجمعة، تأهبا لهجوم جديد بأساليب أخرى لمواجهة طرق "داعش" في الحرب، والتي تؤدي لوقوع العديد من المدنيين.
وكشف ضباط عراقيون عن تفاصيل الغارة الأمريكية لصحيفة "نيويورك تايمز"، حيث قال معن السعدي قائد بالقوات العراقية الخاصة: إن مقتل المدنيين كان نتيجة ضربة للتحالف الدولي جاءت بناء على طلب من رجاله لاستهداف قناصة "داعش" فوق أسطح 3 منازل بحي الموصل الجديدة، مؤكدا أن القوات الخاصة لم تكن على علم أن الأدوار السفلية من المنازل كانت تعج بالمدنيين.
وأضاف السعدي أنه "بعد التفجير فوجئنا بالضحايا المدنيين.. أنا أعتقد أنه كان فخا نصبه داعش كي نوقف عمليات القصف الجوي، ولتأليب الرأي العام ضدنا"، مشيرا إلى أنه طلب من التحالف وقف الغارات الجوية حتى يتم تقييم ما حدث ولاتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمنع وقوع المزيد من المدنيين.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن تلك الغارات الأخيرة هي بين الضربات التي خلفت أعلى عدد قتلى من المدنيين في تاريخ سلاح الجو الأمريكي منذ غزو العراق في 2003.
ووقوع مدنيين في الموصل جراء غارات أمريكية يأتي فورا بعد حادثتين في سوريا؛ حيث يحارب التحالف الدولي أيضا تنظيم "داعش" من الجو، بعد إبلاغ ناشطين على الأرض وسكان محليين عن وقوع عشرات من المدنيين في غارات أمريكية بمحيط حلب.
ورأت الصحيفة أن تلك الحوادث مجتمعة تثير التساؤلات حول قواعد الاشتباك التي كانت مشددة يوما ما لتقليص الخسائر البشرية من المدنيين، وإذا كانت تراخت تحت إدارة ترامب، الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بقتال تنظيم "داعش" بشكل أكثر هجومية.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين بالجيش الأمريكي أصروا على أن قواعد الاشتباك لم تتغير، لكنهم اعترفوا أن الغارات الأمريكية في سوريا والعراق تم تكثيفها ضمن جهود الضغط على داعش على عدة جبهات.
وفي المقابل، قال ضابط بالقوات العراقية الخاصة، تحدث شرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع؛ إن "هناك تراخيا ملحوظا في الالتزام بقواعد التحالف الدولي للاشتباك منذ تنصيب دونالد ترامب رئيسا"، في 20 يناير /كانون الثاني".
ويعتمد تنظيم "داعش" الإرهابي على سلاح القناصة والسيارات الملغومة وقذائف المورتر بشكل مكثف للدفاع عن آخر معاقله في الموصل التي احتلها 2014، حيث يستغل قدرته على أساليب حرب العصابات في البلدة ذات الأزقة الضيقة، والتي لم يعتد الجيش العراقي العمل فيها.
وتمركز عناصر "داعش" في منازل مملوكة لسكان الموصل لإطلاق النار على القوات العراقية، يتسبب في كثير من الأحيان إلى غارات جوية أو هجمات بالمدفعية تسفر عن مقتل مدنيين يكونون داخل تلك المباني السكنية لكن بدون علم القوات العراقية على الأرض.