هل يدفع لقاء ترامب وبوتين العلاقات إلى حرب باردة جديدة؟
ثلاث أزمات رئيسية قد تكون السبب في إشعال حرب باردة جديدة بين واشنطن وموسكو، وذلك على خلفية لقاء ترامب وبوتين في قمة العشرين.
تصدر اللقاء الأول بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين صفحات الإعلام العالمي، كونها المرة الأولى التي يتقابل بها قطبا السياسة الدولية وجها لوجه، إلا أن هناك حيثيات كثيرة تجعل لقاء ترامب – بوتين مثيرا للكثير من علامات الاستفهام، نظرا لوجود قضية تورط روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتوتر على الحدود الأوكرانية بين كل من روسيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وبالرغم من توجه ترامب للتعاون مع روسيا في عدة أوجه، أبرزها الأزمة السورية والحرب على الإرهاب والتعاون الاقتصادي، إلا أن تركة الإدارة الأمريكية بخصوص المواجهات السابقة مع موسكو في قضايا القرم والأزمة السورية والتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية قد تدفع العلاقات الروسية الأمريكية للدخول في "حرب باردة جديدة" كما وصفتها مجلة نيوزويك الأمريكية.
التوتر بين روسيا والنانو:
يظهر للعيان توافق صوري بين إدارة ترامب والكرملين، إلا أن هذا التوافق ليس كافيا لمنع المزيد من التوتر على جبهة شرق أوروبا، حيث أن لروسيا أطماع كبيرة في تلك المنطقة، ويمكن لروسيا اجتياح البلقان بأكمله خلال 60 ساعة من حدوث اشتباكات بينها وبين الناتو، وذلك بحسب تقرير لمركز "راند" الأمريكي للأبحاث بعنوان "تدعيم قوة الدرع في جبهة الناتو الشرقية".
ويضيف التقرير أن قوة الردع ضد هذا الاجتياح تحتاج تواجدا عسكريا مكثفا على الحدود مع روسيا أكبر بسبع مرات عن قوة الناتو المتواجدة حاليا هناك، وشدد التقرير على أن القيام بتواجد عسكري ضخم كهذا من قبل الناتو هو غير واقعي وغير مستدام.
وبالرغم من تأكيد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" جينز ستولتنبرغ أن الناتو، بقيادة الولايات المتحدة، لا يريد حربا باردة مع روسيا وسباق تسليح جديد، وذلك في زيارته للبيت الأبيض الأسبوع الماضي بحسب مجلة نيوزويك، إلا أن الحلف والولايات المتحدة قد يدفعان إلى حرب باردة جديدة بسبب طموحات موسكو في استعادة أجزاء أوروبا الشرقية التي فقدتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
الأزمة السورية:
تتصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب الحرب في سوريا، وبالرغم من التقدم الكبير في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي وقرب تحرير مدينة الرقة، أحد أكبر معاقل التنظيم، من مقاتليه، إلا أن وتيرة التوتر بين كل من واشنطن وموسكو تبدو في زيادة مستمرة.
وقد أعلنت موسكو، على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف في يونيو/ حزيران الماضي، أنها ستُسقط أي طائرة أمريكية تدخل مجال عملياتها العسكرية في سوريا، وذلك بعد أن اسقطت مقاتلات أمريكية طائرة بدون طيار تابعة لجيش الأسد في سوريا.
ويعد ذلك مؤشرا على بداية تماس لحرب باردة جديدة بين واشنطن وموسكو، حيث يدعم كل منهما أطرافا متحاربة على الأرض، مما يشكل نقطة توتر كبيرة بين الطرفين نظرا لاختلاف المصالح، وذلك بحسب تقرير سكوت ريتير، ضابط الاستخبارات البحرية الأمريكية السابق ومفتش الأسلحة التابع للأمم المتحدة، في مجلة نيوزويك.
التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية:
لاتزال أزمة التحقيقات الخاصة بفضيحة التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية قائمة حتى مع لقاء ترامب – بوتين، حيث لاتزال التحقيقات جارية في كيفية وأسباب هذا التدخل، غير المسبوق بحسب جريدة واشنطن بوست الأمريكية.
ونقلت العديد من الصحف الأمريكية، أبرزها "نيويورك تايمز" و"ذا أتلانتيك"، عن عدة مصادر أفادت أن ترامب قد تباحث مع بوتين حول أزمة الاختراقات الروسية للانتخابات، إلا أن تفاصيل هذه المباحثات لم يتم الكشف عنها بعد.
وبحسب تلك الصحف أيضا، تتنامى حالة من الغضب داخل أروقة السياسة الأمريكية من هذا التدخل، والذي يعد انتهاكا صارخا للعملية الديموقراطية الأمريكية، مما قد يجعل الضغوط على إدارة ترامب لتقنين التعامل مع روسيا حتى وضوح كيفية وأسباب حدوث تلك الاختراقات، بحسب موقع "ذا هيل" الأمريكي، مما سيعني دفعا في اتجاه تجميد العلاقات مع موسكو والدخول في حرب باردة جديدة.
aXA6IDE4LjExNy4xMi4xODEg جزيرة ام اند امز