«عدو اللقاحات».. ترامب يرشح روبرت كينيدي جونيور لوزارة الصحة
اسم جديد أعلن عنه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ليكون ضمن فريق إدارته التي ستحكم الولايات المتحدة اعتبارا من 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
ترامب أعلن الخميس عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" عن ترشيح روبرت كينيدي جونيور لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية.
وسعى كينيدي جونيور في بادئ الأمر إلى منافسة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي قبل أن يقرر الترشح مستقلا، إلا أنه انسحب لاحقا وأعلن دعمه لترامب في السباق الرئاسي.
ويتوقع أن تثير هذه الخطوة غضب خبراء الصحة العامة، إذ يتبنى كينيدي جونيور منذ فترة طويلة نظريات مؤامرة ويُعد من المشككين بجدوى اللقاحات.
وقال ترامب في منشوره على منصته "تروث سوشال"، إنه "منذ زمن طويل، والأمريكيون مسحوقون من مجمع الصناعات الغذائية وشركات الأدوية التي انخرطت في عمليات خداع وتضليل إعلامي وتزييف فيما يتعلق بالصحة العامة".
وتشرف وزارة الصحة والخدمات الإنسانية على "إدارة الغذاء والدواء"، و"مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، و"المعاهد الوطنية للصحة"، و"برامج الرعاية والخدمات الطبية".
وقالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية إن اختيار كينيدي يأتي بعدما وعد ترامب بالسماح له "بالتصرف بحرية" فيما يتعلق بسياسات الصحة والغذاء في إدارته المقبلة.
واعتبر أن "سلامة وصحة جميع الأمريكيين هي الدور الأهم لأي إدارة، وستلعب وزارة الصحة والخدمات الإنسانية دوراً كبيراً في ضمان حماية الجميع من المواد الكيميائية الضارة، والملوثات، والمبيدات، والمنتجات الصيدلانية، والإضافات الغذائية التي ساهمت في الأزمة الصحية المتفاقمة في هذه البلاد".
وقال ترامب إن كينيدي سيعمل على أن "تستعيد هذه الوكالات تقاليد الأبحاث العلمية ذات المعايير الذهبية من أجل إنهاء وباء الأمراض المزمنة وجعل أميركا عظيمة وصحية مرة أخرى".
وبحسب وكالة رويترز فإن كينيدي ابن شقيق الرئيس الـ35 للولايات المتّحدة جون إف كينيدي، كان جزءاً من فريق ترامب الانتقالي، ويراجع السير الذاتية للمرشحين للوظائف العليا في وكالات الصحة الأمريكية.
ومن المتوقع أن يشرف كينيدي على عمليات تنفيذ قانون الرعاية الميسرة وبرنامج الرعاية الطبية Medicaid، الذي تموله الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات ويهدف إلى مساعدة الأشخاص ذوي الدخل المحدود في تسديد النفقات الطبية وتكاليف الرعاية الصحية، ما يؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية المجانية.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فالبرنامج، الذي يغطي ما يقرب من 72.5 مليون أمريكي، سيكون هدفاً في فترة ولاية ترامب الثانية، خاصة وأن الحزب الجمهوري يسعى لإيجاد مداخيل جديدة لتكون تعويضاً لـ"الإعفاء الضريبي" الذي يأمل في تنفيذه.
وعلى الرغم من أن ترامب ابتعد عن السعي إلى إلغاء قانون الرعاية الصحية الميسرة "أوباما كير" الذي عارضه بالكامل، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيعمل على إصدار خطة لتحسين القانون، كما وعد خلال حملته الانتخابية.
وقدم كينيدي مؤخراً عدة مقترحات تهدف لـ"إصلاح إجراءات سلامة الغذاء"، و"المبادئ التوجيهية بشأن حماية البيئية"، و"تعزيز الأدوية الشاملة"، و"إعادة هيكلة التمويل العام لأبحاث اللقاحات"، بحسب "سي إن إن".
وعمل روبرت كينيدي جونيور على مدى عقود محامياً في مجال البيئة، لكنّه عُرف منذ عام 2005 بترويجه لنظريات المؤامرة بشأن اللّقاحات، عبر ربطها خصوصاً بتطور مرض التوحّد.
وشكك كينيدي في مدى فعالية اللقاحات، وقال إنه "يريد تنفيذ اختبارات أكثر دقة للقاحات". كما عارض القيود التي فرضتها الولايات والحكومة الفيدرالية أثناء جائحة كوفيد-19، واتُهم حينها بنشر "معلومات مضللة" عن الفيروس.
ويتلاقى ترامب وكينيدي جونيور في التشكيك في جدوى اللقاحات، إذ قال ترامب، في وقت سابق إنه لا يستبعد إمكانية حظر بعض اللقاحات حال فوزه في الانتخابات.
وترأس كينيدي منظمة الدفاع عن صحة الأطفال، وهي منظمة غير ربحية تركز على الرسائل المناهضة للقاحات.
وأشار كينيدي في عدة منشورات على منصة "إكس"، إلى أن أولوياته تشمل معالجة ما يسميه "وباء الأمراض المزمنة" ومنها السمنة والسكري والتوحد، كما أكد أنه سيعمل على "الحد من المواد الكيميائية في الطعام".
ويعتزم كينيدي أيضاً "التخلص" من إدارة الغذاء والدواء التي تضم 18 ألف موظف، وتعنى بضمان سلامة الغذاء والأدوية والأجهزة الطبية، و"استبدال" مئات الموظفين في المعاهد الوطنية للصحة.