مع تراجع شعبيته.. هل يسير ترامب على خطى بوش الابن؟
تراجع شعبية ترامب في الآونة الأخيرة ليس دليلا على احتمالية خسارة الانتخابات والتاريخ الأمريكي يؤكد ذلك.
أظهرت استطلاعات للرأي تراجع شعبية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ليتسع الفارق لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن.
ووفق استطلاع للرأي أجراه موقع "ريل كلير" بوليتكس الإخباري، فإن ترامب يواجه وضعا صعبا، بكل المقاييس في الانتخابات الأمريكية المقررة نوفمبر/تشرين ثاني المقبل.
شبكة "إن بي سي" نيوز الأمريكية حاولت، في تقرير لها، استدعاء التاريخ والمواقف المشابهة التي مر بها رؤساء سابقون للفوز بولاية ثانية خلال الأربعين عاما الماضية.
ويقسم التقرير تلك الفترة إلى ثلاث فئات: الأولى والتي جاء فيها رونالد ريجان 1984، وبيل كلينتون عام 1996، والتي تمكن فيها ريجان من استغلال الانتعاش الاقتصاد القوي الذي حققه أثناء الركود الذي شهدته حقبة الثمانينات لرتفع معه معدل شعبيته بشكل مطرد عام 1984.
ويصل ريجان إلى 55% في أوائل يونيو/ حزيران من العام ذاته وتحقيق انتصار كاسح في 49 ولاية.
وبالمثل، بلغت نسبة تأييد كلينتون على استطلاع جالوب في أوائل يونيو/ حزيران 96 حوالي 58 في المائة جعلته يتمتع بفارق قوي على الجمهوري بوب دول، وهو ما أهله للفوز بـ 379 صوتًا انتخابيًا.
في الفئة الثانية، جاء جورج دبليو بوش الابن 2004 وباراك أوباما 2012:
وتراجعت شعبية بوش في بداية 2004 إلى 47%، وهي نسبة كانت كافية لمواجهته خطر الخسارة أمام جون كيري، لكنها كانت كافية لإبقاء السباق مرهونا بالانتخابات.
مع انقسام البلاد بشدة حول حرب العراق، لعب المؤتمر الجمهوري الذي عقد في أوائل سبتمبر/ أيلول، على وتر نجاح بوش في قيادة البلاد بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 وشن هجوما قويا على كيري، الأمر الذي أضاف للرئيس بعض النقاط الحاسمة ليفوز معها بفارق ضئيل في نوفمبر/ تشرين ثاني.
وبالمثل، تراجعت نسبة تأييد أوباما إلى 48% في نفس التوقيت عام 2012، وهو ما كان دق جرس إنذار بإمكانية خسارته الانتخابات، لكن الاتفاقيات الناجحة وهجماته المتواصلة على الجمهوري ميت رومني منحت أوباما الفوز بنسبة 51% من الأصوات.
في الفئة الثالثة والأخيرة، يأتي جيمي كارتر 1980 وجورج بوش الأب 1992:
في أعقاب حصار السفارة الأمريكية في طهران، حاول كارتر استغلال المشاعر الوطنية لتصل نسبة تأييده إلى مستويات غير مسبوقة.
لكن استمرار أزمة الرهائن وارتفاع معدلات التضخم، كانا سببين في تراجع شعبية كارتر إلى 38٪ في يونيو/ حزيران عام 1980، متراجعا خلف المرشح الجمهوري آنذاك رونالد ريجان، ليخسر معها الانتخابات بالفوز في ست ولايات فقط.
وبالمثل، بلغت شعبية بوش الأب عقب حرب الخليج 90%، لكنها شهدت تراجعا كبيرا بسبب تدهور الاقتصاد، الذي استغله بيل كلنتون لتحقيق انتصار واضح.
ويرى التقرير أن ترامب لا ينتمي إلى الفئة الأولى، ونسب التأييد الحالية له التي تقف عند 42% تجعله أقل بـ5 نقاط لتضعه في الفئة الثانية. علاوة على ذلك، فمعدلات تأييد ترامب لم تبلغ 47%، كما كان الحال مع بوش حيث كان كل من بوش في 2004 وأوباما في 2012.
لم يتبق سوى الفئة الثالثة لكن نسب تأييد ترامب هنا لم تتراجع إلى الحد الذي كانت عليه معدلات كارتر عام 1980 وبوش الأب عام 1992.
وخلال الآونة الأخيرة، أصبح الجمهوريون في الولايات المتحدة، أكثر تشاؤما بشأن المسار الذي تسلكه البلاد من أي وقت مضى منذ أن تولى الرئيس دونالد ترامب الرئاسة.
وواجه ترامب، خلال رئاسته، ثلاث أزمات هي جائحة فيروس كورونا والتراجع الاقتصادي والاحتجاجات الجماهيرية ضد انتهاكات الشرطة.
aXA6IDMuMTUuNS4yMTAg جزيرة ام اند امز