صحيفة: فجوة بقلب الدبلوماسية الأمريكية مع سياسة تطهير "الخارجية"
وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عندما يصل إلى مكتبه سوف يجد صفاً من المكاتب الفارغة بطول الطابق السابع بمقر الوزارة.
عندما كان توماس كونتريمان في طريقه إلى روما لحضور اجتماع دولي بشأن الأسلحة النووية، يوم الأربعاء، اكتشف أنه قد فصل من منصبه بدون سابق إنذار، فارتد الدبلوماسي الأمريكي الكبير على عقبيه وسافر على متن أول رحلة عائداً إلى واشنطن.
كانت نهاية مفاجئة، ومهينة بعد 35 عاماً من العمل كموظف في السلك الدبلوماسي، عمل خلال الأشهر الأربعة الأخيرة منها كمساعد وزير الخارجية الأمريكي للأمن الدولي ومنع انتشار الأسلحة.
ولكن كونتريمان، حسب تقرير نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية على موقعها الإلكتروني، لم يكن بمفرده، "فالبيت الأبيض الذي يحكمه الريس الجديد دونالد ترامب نفذ عملية تطهير مفاجئة لكبار قيادات وزارة الخارجية الأسبوع الماضي، بإقالة كبار المسؤولين من المناصب الضرورية لإدارة الأعمال اليومية في الوزارة والبعثات الأمريكية في الخارج".
وقالت الصحيفة، إن "التطهير خلف فجوة في قلب الدبلوماسية الأمريكية، فوزير الخارجية الجديد، ريكس تيلرسون، في انتظار تأكيد تعيينه، وفريق ترامب لم يسم مرشحين لشغل عدة مستويات من القيادة تحت إمرته، وترشيحاته الوحيدة حتى الآن كانت السفراء إلى الصين وإسرائيل، واختيار المرشحين الآخرين لشغل المناصب العليا سوف يستغرق شهوراً من التدقيق الأمني والتأكيد".
وارتأت "جارديان" أنه ليس واضحاً ما إذا كان تيلرسون، وهو الرئيس التنفيذي السابق لشركة "إكسون موبيل" للنفط، قد أُطلع على التطهير. وعندما يصل إلى ماهوجني رو (الجناح الخشبي الذي يضم مكتب الوزير وكبار موظفيه ومساعديه) سوف يجد صف مكاتب فارغة بطول الطابق السابع في وزارة الخارجية، حيث تعمل قيادتها.
وفي هذا السياق كتبت السفيرة السابقة لورا كينيدي، وكانت تشغل منصب الممثلة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية إلى مؤتمر نزع السلاح في تغريدة: "بصفتي دبلوماسية محترفة، شهدت العديد من الفترات الانتقالية ولم أر شيئاً مثل هذا التطهير الخطير لموظفي الخدمة العامة، الذي يجري الآن في وزارة الخارجية".
غير أن الدوافع وراء الموجة المفاجئة من الإقالات غير واضحة، حيث يعتقد بعض الدبلوماسيين المنتهية ولايتهم أنها مؤشر إضافي على الفوضى في الإدارة الجديدة التي تفتقر بشدة إلى الخبرة، بينما رأى آخرون أنها عملية تحطيم تهدف إلى إنهاك وزارة الخارجية في وقت عصيب، حيث خطط البيت الأبيض حظره المفروض على دخول الأشخاص من عدة دول إسلامية، كما يشكل ترامب سياسة خارجية جديدة قبل وصول تيلرسون إلى منصبه، وفقاً للصحيفة.
ولفتت "جارديان" إلى أنه في الماضي، كان يطلب من وزارة الخارجية تجهيز قائمة مرشحين مبكراً من أجل الإدارة المقبلة، ولكن هذه المرة تم تجاوز ذلك، حيث تجري حاشية ترامب المقربة، التي تضم ستيف بانون مساعد الرئيس وكبير المخططين الاستراتيجيين والمستشارين، والجنرال المتقاعد مايكل فلين مستشار الأمن القومي الأمريكي، وصهره جاريد كوشنر، ورينس بريبوس رئيس موظفي البيت الأبيض، مكالماتها الخاصة، وهو ما يؤكده أنه لم يطلب من وزارة الخارجية المساعدة في ترتيب زيارة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وفقاً لمسؤول سابق.
ومن بين كبار المسؤولين الذين تمت الإطاحة بهم، باتريك كنيدي، وكيل الوزارة ورئيس لجنة الحملات الانتخابية الديمقراطية بالكونجرس، وميشيل بوند، الذي كان مسؤولاً عن قناصل الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، وجويس بار، مساعد وزير الخارجية لشؤون الإدارة، وجينتري سميث، مدير مكتب البعثات الأجنبية.
كما تلقى ديفيد روبنسون، مساعد وزيرة الخارجية لعمليات تسوية النزاعات، خطاباً يبلغه بحزم أمتعته ومغادرة مكتبه، وفقاً لجون فاينر، الذي كان كبير موظفي وزير الخارجية السابق جون كيري.